يوم السعادة مبادرات تعزز رفاهية المواطنيـن

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإمارات سبقت العالم في جعل «السعادة» منهج حياة وجزءاً من الهوية الوطنية، وعبّر الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن ذلك بمقولته الخالدة «ثروتي... سعادة شعبي» قبل أيام من تشكيل اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ليأتي العالم بعد عشرات السنين، وتحديداً في عام 2012 ليحدد 20 مارس من كل عام ليكون يوماً للسعادة.وترسخ مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «إن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده»، نهج الإمارات الثابت في الاستثمار في الإنسان، فكان إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باستحداث منصب وزير دولة للسعادة عام 2016، وتأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية السعادة بالقول: «للسعادة والإيجابية أوجه عدة.. وتتجلى قيمتهما وأهميتهما في رمزية البذل والعطاء والتسامح وترسيخ الخير». تحتفل الإمارات غداً باليوم العالمي للسعادة الذي يصادف 20 مارس، متوجة بإنجازات غير مسبوقة، منها تصدرها المركز الأول عربياً والـ 11 عالمياً في مؤشر السعادة العالمي، ووفقاً لنتائج تقرير السعادة العالمي لعام 2018، حافظت الإمارات على المركز الأول عربياً، والـ11 عالمياً في سعادة المواطنين، وبقياس السعادة لدى المقيمين في 117 من دول العالم بين عامي 2005 و2017، حلّ المقيمون في المرتبة 19 عالمياً. وكانت الأمم المتحدة اعتمدت في 28 يونيو 2012 على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين لجمعيتها العامة 20 مارس يوماً عالمياً للسعادة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة: «إن العالم بحاجة إلى نموذج اقتصادي جديد، يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة، ويصب في تعريف ماهية السعادة العالمية». وأطلقت الإمارات عشرات المبادرات التي استهدفت تعزيز سعادة المواطنين والمقيمين، ومنها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة الذي عمل على مساعدة الجهات الحكومية وأصحاب المصالح في القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية على استكشاف وتبني البيئة المناسبة لازدهار الموظفين في عملهم، ويتضمن دليل البرنامج أربعة محاور رئيسة لإطار عمل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل. وفي إطار جهودها لتعزيز السعادة، حرصت الإمارات على استحداث وزارة للسعادة، وفي فبراير 2016، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استحداث منصب وزير دولة للسعادة، وتعيين معالي عهود بنت خلفان الرومي وزير دولة للسعادة، لتتولى مسؤولية مواءمة كافة الخطط والبرامج والسياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع. وبعد تعديل التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تمت إضافة حقيبة وزارية جديدة لمنصب وزير دولة للسعادة، ليصبح وزير دولة للسعادة وجودة الحياة. السعادة والإيجابية واستكملت الإمارات جهودها في هذا الإطار باعتماد البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي اطلع عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلع مارس 2016، وضم البرنامج مجموعة من السياسات، والبرامج، والمبادرات، والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، بالإضافة إلى خطة لتطوير مؤشر السعادة، وقياس رضا الأفراد. ويتكون البرنامج من ثلاثة محاور هي: تضمين السعادة والإيجابية في سياسات، وبرامج وخدمات الجهات الحكومية كافة، وبيئة العمل فيها، وترسيخ قيم الإيجابية والسعادة، باعتبارها أسلوب حياة في مجتمع دولة الإمارات، وتطوير مقاييس وأدوات لقياس السعادة في مجتمع دولة الإمارات. وشمل البرنامج المواطنين والمقيمين والزوار، كما استهدف تشجيع القطاعين العام والخاص على طرح وتوصية وتبني مبادرات وخطط تحقق الأهداف المنشودة للسعادة. وبدأت بعد ذلك الإجراءات التي تعزز ثقافة السعادة في مختلف المواقع، فتم تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة والإيجابية، وتأسيس مجالس للسعادة والإيجابية لدى الجهات الاتحادية، وتخصيص أوقات لأنشطة السعادة والإيجابية في الجهات الاتحادية، وتأسيس مكاتب الإيجابية والسعادة، وتعديل مسمى مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين من خلال مؤشرات خاصة سنوية، وإجراء استطلاعات للرأي وتقارير، وتبني نموذج قياسي للسعادة والإيجابية المؤسسية لدى الجهات الحكومية كافة. وأشارت جلسة إطلاق التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة 2019، خلال القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة، مؤخراً إلى أن الدول الاسكندنافية تعد من أوائل الدول على قائمة السعادة وجودة الحياة. وشارك في الجلسة جيفري ساكس، رئيس المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة، مدير شبكة حلول التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، وماري مانويل ليتاو ماركيز، وزيرة شؤون الرئاسة والتحديث الإداري في البرتغال، وجون هيليويل، الأستاذ الفخري في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا. وأشارت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، إلى ضرورة تعزيز اهتمام حكومات العالم بـ «جودة الحياة الرقمية» لمساعدة الأجيال القادمة على التعامل مع آثار الثورة الرقمية في العالم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية، بما يرتقي بجودة حياة الأفراد والمجتمعات. وقالت: «إن حكومة الإمارات بدأت العمل مع الشركاء حول العالم لتحقيق هذا الهدف، ومن بينهم البروفيسور جيفري ساكس لنساهم جميعاً في مساعدة الدول للنهوض، وتحقيق مستويات متقدمة من السعادة وجودة الحياة، من خلال المشاركة بأدوات عملية وذات فاعلية حول كيفية تحقيق السعادة التي يشكل التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة، جزءاً مهماً منها». ودعا جيفري ساكس، رئيس المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة، مدير شبكة حلول التنمية المستدامة في الأمم المتحدة، دول العالم إلى تبني توجهات دولة الإمارات بتعيين وزير دولة للسعادة وجودة الحياة في حكوماتها لتحقيق المزيد من التقدم لمجتمعاتها. وقال: «إن موضوع السعادة يحظى باهتمام كبير من الحكومات، وهناك الكثير من الدول التي تبدي رغبتها بالمشاركة في التحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي أطلقته دولة الإمارات». وأضاف: «هناك ثلاثة عوامل تسهم في وضع السعادة وجودة الحياة على رأس أولويات أجندة السياسة العامة، وأن السعادة يمكن تعزيزها بالسياسات العامة وهي قابلة للقياس عبر العديد من الأدوات»، مشيراً إلى أن غالبية الدول تدرك أن النمو الاقتصادي ليس كافياً لوحده لتحقيق السعادة، وأن علم النفس يتيح إمكانية قياس السعادة وجودة الحياة ودراستهما بدقة. وأوضح ساكس أن الثروة وحدها لا تكفي لتحقيق السعادة، حيث قدر الناتج الإجمالي العالمي عام 2018 بما مقداره 135 تريليون دولار أميركي عند قياسه بأسعار السلع المعدلة وفقاً للقوة الشرائية، ومع تعداد سكان العالم البالغ 7.7 مليار نسمة، فإن هذا يساوي 17500 دولار أميركي للشخص الواحد، وهو معدل مرتفع للغاية بالنسبة للعالم، وعلى الرغم من هذا الثراء الملحوظ، فلا يزال هناك قدر هائل من التعاسة ناتج عن التفاوت الهائل في توزيع الدخل العالمي. وقالت ماري مانويل ليتاو ماركيز وزيرة شؤون الرئاسة والتحديث الإداري في البرتغال، إنه يجب بذل المزيد من الجهود لتعزيز برامج التوازن في الحياة، وإطلاق مبادرات جديدة لتعزيز جودة حياة الأفراد والمجتمعات. وأشارت إلى أن حكومة البرتغال تركز على عناصر مهمة لتحسين مستوى السعادة وجودة الحياة، رغم التطور الحاصل في التعليم والأمن. من جانبه، أكد جون هيليويل أهمية العلاقات الاجتماعية والإحساس بالانتماء في تحقيق سعادة الأفراد والمجتمعات.

مشاركة :