مشاركة أم مقاطعة.. عرب إسرائيل وانتخابات الكنيست القادمة

  • 3/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تصريحات نتنياهو وقانون القومية اليهودية لا تزعزع ثقة "عرب إسرائيل" بالديمقراطية وحقوق المواطنة وحسب، بل تقسمهم بين مؤيد وممانع لانتخابات الكنيست القادمة. إلى أي حد سيشارك العرب في هذه الانتخابات ومن سيُسمح له بالمشاركة؟     أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكثير من الجدل بعد أن صرح بأن إسرائيل "ليست دولة لجميع مواطنيها" في إشارة إلى المواطنين العرب، وهو الأمر الذي يطرح السؤال حول كيفية تعاطي المواطنين مع الانتخابات المقررة في أبريل/  نيسان المقبل. النائب العربي السابق في الكنسيت زهير بهلول قال في مقابلة مع DW عربية إن قرار عدم المشاركة في السباق الانتخابي المقبل يعود إلى "عدم إيمانه بالديمقراطية في إسرائيل". وأضاف "لم أعد أؤمن بنزاهة الكنسيت/ البرلمان الإسرائيلي، لا سيما بعد أن سن قانونا عنصريا يسئ إلى العرب ومكانتهم في البلاد وهو قانون القومية الذي يشكل منعطفا دراماتيكيا لنا". "المعركة" السياسية مستمرة وفي خطوة ربما تعزز الحضور العربي في الانتخابات المقبلة، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا السماح لتحالف يضم "القائمة العربية والتجمع الوطني الديمقراطي" بخوض السباق الانتخابي. ويرى مراقبون أن ذلك يشكل صفعة لليمين الإسرائيلي بعد ان تقدمت أحزاب تنتمي إليه بطلب لشطب طرفي التحالف من السباق المذكور بحجة أنهما تدعمان "المقاومة الفلسطينية أو لا تؤمنان بيهودية الدولة." ورغم هذا الجدل القانوني بشأن مشاركة بعض الأحزاب العربية في الانتخابات، يرى أمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي في إسرائيل مطانس شحادة ضرورة استمرار "المعركة السياسة داخل الكنيست". وأضاف مطانس الذي قرر خوض الانتخابات في مقابلة مع DW  عربية أن "خوض الانتخابات البرلمانية جزء من خدمة أبناء شعبنا وجزء من تحدي المشروع الصهيوني. مشاركتي في الانتخابات هذه المرة لا تختلف عن المرات السابقة، ما يعني نفس الموقف ونفس التحدي ونفس الإصرار على مواجهة هذا المشروع". في انتخابات عام 2015، نجحت القائمة العربية المشتركة في الحصول على 13 مقعدا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي. حينها صوت العرب بأعلى نسبة أصوات منذ قيام إسرائيل. ورغم هذا النجاح، إلا أن الأحزاب العربية التي ستخوض الانتخابات الاسرائيلية المقبلة أخفقت في تشكيل قائمة مشتركة موحدة ما ينذر باحتمال تقليص عدد النواب العرب في الكنيست مقارنة بالعدد الحالي. اثبات" الوجود العربي أما السباق الانتخابي بشكل عام في إسرائيل فقد شهد تحولا عندما انتقدت روتيم سيلا المذيعة التلفزيونية الشهيرة والممثلة الإسرائيلية عبر انستجرام ما اعتبرتها تعليقات مناهضة للعرب صدرت عن وزيرة الثقافة ميري ريجيف المعروفة بتأييدها لنتنياهو. ووسط هذه المواقف المتباينة، يعتقد الكاتب والمحلل الإسرائيلي شلومو غانور والذي يوصف بالقريب من نتنياهو أن الانتخابات المقبلة ستشهد "رد فعل قوي" من العرب في إسرائيل. واضاف في تصريحات لـ DW  عربية "هذه المرة سيكون هناك إقبال شديد على صناديق الاقتراع خاصة في ضوء المواقف المتشددة من قبل الأحزاب اليمينية تجاه عرب إسرائيل." ويتفق مع هذا الرأي نشأت الأقطش، أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت الذي قال إن العرب في إسرائيل يشعرون حاليا "بالتحدي لإثبات الوجود". وأضاف في مقابلة مع DW  عربية: "غالبا سيكون هناك تصويت ومشاركة. حقق العرب مفاجأة في الانتخابات السابقة وكانت مفاجئة حقيقية حيث شكلوا لأول مرة كتلة واحدة". وقال: "اعتقد أن فلسطيني الداخل أمام تحدي كبير فغزة محاصرة وانتهى أمرها، والضفة الغربية ابتُعلت والآن نتحدث عن مدن محاصرة وبقت الآن المعركة في الداخل". رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال كلمة له في الكنيست (أرشيف) تنامي المقاطعة؟ يشكل العرب قرابة 20 في المائة من سكان إسرائيل ويشكون في كثير من الأحيان من التمييز خاصة ما يتعلق بالحصول على الوظائف والسكن. ولم تثير تصريحات نتانياهو الأخيرة ردود فعل غاضبة من العرب في إسرائيل وحسب، لكنها ايضا اثارت الجدل حول مبدأ المساواة داخل إسرائيل، وهو الأمر الذي فسرته هبة أصلان الصحافية في صحيفة القدس الصادرة من فلسطين  بأنه يُظهر "الازدواجية داخل إسرائيل". وقالت في مقابلة مع DW  عربية:  "إسرائيل تتعامل مع فلسطيني 48 على أساس أنهم مواطنون بحقوق كاملة خاصة ما يتعلق بجني الضرائب، لكنها في نفس الوقت تقول لهم إن دولة إسرائيل ليست لكل مواطنيها". ورجحت هبة تزايد رقعة المقاطعة الانتخابية بالنسبة للعرب، مضيفة "هذه التصريحات ستكرس قضية المقاطعة بشكل كبير. (عرب إسرائيل) باتوا يؤمنون أكثر فأكثر بأن دولة إسرائيل لا تريدهم كمواطنين يتمتعون بالمواطنة الكاملة كما تدعي"، على حد قول الصحافية الفلسطينية. محمد عثمان

مشاركة :