مقاطعة عرب إسرائيل للانتخابات خيار واقعي أم سلبية تضيع فرص التغيير

  • 4/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - صاحب الاستعداد للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي تقام الثلاثاء جدل بين طرح يرى في مقاطعة العرب للانتخابات خيارا واقعيا بالنظر إلى طبيعة الأوضاع داخل إسرائيل وآخر يتمسك بتصويت العرب ويعتبره الوسيلة الوحيدة لإحداث التغيير لصالحهم، ينقسم العرب الحاملون للهوية الإسرائيلية والذين تقدر الإحصائيات الرسمية عددهم بنحو 1.9 مليون. ويستمد الموقف الداعم للمقاطعة مشروعيته من الوجه الحقيقي لإسرائيل التي لا تساوي بين مواطنيها وتعتبر الإسرائيليين العرب مواطنين درجة ثانية وما الكلام عن تمتعهم بنفس الحقوق التي يتمتع بها غيرهم من الإسرائيليين سوى شعارات واهية وديمقراطية زائفة. أقرأ أيضا: مقاطعة عرب إسرائيل للانتخابات.. لا للمقاعد الفارغة والصناديق المهجورة تجمع الحركة الداعية إلى مقاطعة العرب لانتخابات الكنيست “من يعتبرون أيديولوجيا وتاريخيا أن دولة إسرائيل احتلال واستعمار لفلسطين” وفق أليف صباغ أحد الناشطين في الحركة. وثمة قسم آخر من العرب الذين لا يشعرون بالحماسة للتصويت في الانتخابات البرلمانية وبالتالي اتخذوا قرار المقاطعة بعد مشاركتهم لسنوات في الانتخابات والتي أوصلتهم إلى استنتاج أن التصويت لا يغير واقع الأمور وليس سوى عبث وعليه فإن “التصويت للكنيست هو تجميل لديمقراطية زائفة”. هنا نستحضر ما كتبه سعيد الشيخ في موقع ميدل إيست أونلاين قائلا إن “الجملة التبريرية (بدنا نعيش) أوصلت العديد لأن يكونوا جنرالات في جيش الاحتلال ويقاتلون أبناء جلدتهم”. يعتبر الشيخ أن الطبقة السياسية في أوساط العرب في إسرائيل من أمثال عزمي بشارة “أخطر من الصهيونية بحد ذاتها”، ويرى أن هذه الطبقة لا تمثل إلا نفسها ولا شأن لها بقضايا المصير التي تشغل بال الفلسطينين. أقرأ أيضا: مقاطعة عرب إسرائيل للانتخابات.. الكنيست الإسرائيلي لا يمنح صك حقوق للعرب لكن بالنسبة للكثير من عرب إسرائيل المقاطعة ليست سوى موقف سلبي لن يخدم إلا اليمين المتطرف وسياساته التمييزية تجاه العرب داخل إسرائيل على اعتبار أن التغيير لا يمكن أن يأتي من خارج الكنيست فهو السلطة التشريعية. ولا يمكن أن يناضل العرب من أجل تمتعهم بالمساواة التامة داخل إسرائيل فقط بالاحتجاجات والمبادرات المجتمعية بل يجب أن يعاضدها حضور سياسي داخل البرلمان وداخل الحكومة إن أمكن. في هذا المستوى، تبرز مخاوف عديدة من أن يضيع عرب إسرائيل فرصهم المحتملة في التغيير بعدم استخدام أصواتهم من أجل ذلك، في ظل التقديرات التي تفيد بأن القوة الانتخابية للمواطنين العرب داخل إسرائيل تشكل ما يقارب 17 بالمئة ممن لهم حق الاقتراع، وهو ما يعني أن استخدام حق التصويت بالكامل سيجعل العرب قادرين على حصد 20 مقعدا في الكنيست المكون من 120 نائبا. الرافضون لدعوات المقاطعة يعتبرون أن عدم التصويت يعطي لليمين المتطرف في إسرائيل فرصة التمادي في تنفيذ سياساته العنصرية.

مشاركة :