العلم واتساع آفاق الجهل

  • 3/20/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي أين نخبة العلماء من المعرفة العلمية الحقيقية؟ هل كل تاريخ العلوم ليس سوى اتساع إدراك العلماء لمدى اتساع ما يعجزون عن فهم كنهه؟ في الأمور الصغيرة، ما يعرفه المتخصصون كثير، أمّا في عظائم الكون وأسرار تكوينه، فأعلم العلماء يشقى بعقله،لأن لديه إثباتاً بالمعادلات لمعاناة انعدام العلم. همّ الهموم هو أن العالم العربي تفصله عقود عن اللحاق بالذين، لحسن حظهم، يعلمون أنهم لا يعلمون. مجلّة «العلم والمستقبل» الفرنسية (عدد 21 فبراير)، خصصت ملفها الرئيسي لما يذكّرك ببيت النواسي:«وشعركِ مثل ثوبكِ مثل حظي..سوادٌ في سوادٍ في سوادِ». الغلاف غزل ولكنه غزل الفيزياء الفلكيّة:«الكون الأسود..طاقة سوداء، مادة سوداء، مجرّات سوداء، ثقوب سوداء».لا علينا، فحتى المجلات العلمية، تحتاج أحيانا إلى الإثارة، فقد جاء فوق العنوان الشاعري، بالبنط الصغير:«اكتشافات جديدة»، بينما يعلم العلماء قبل غيرهم أنه لا اكتشافات ولا هم يكتشفون. بلغ القلق العلميّ ببعض كبار الفيزيائيين، حدّ التفكير في حلول قصوى كالبحث عن فيزياء جديدة كليّا، فهؤلاء يرون أن عدم التوصل إلى أيّ نتائج طوال عقود أمر لا يمكن التمادي فيه مع غلبة الشك في العثور على أدنى قبس، بالرغم من إنفاق المليارات على البحوث، وفي مقدمتها المحطة المدارية المأهولة بالعلماء والخبراء. من نكد الحظوظ العلمية، أن ثمرة مسيرة العلم طوال ثلاثة آلاف عام، لا تساوي أكثر من قشرة معرفة. الفيزيائيون على حق، فهم قمّة العلماء ولكنهم يجهلون تماما 95%من مادّة الكون. منتهى علمهم هو أن المجرّات لكي تستطيع الدوران على النحو الذي نراه، وتبقى متماسكة، تحتاج إلى عشرة أضعاف المادة المرئية لكى تتوافر الجاذبية التي تضمن تماسكها ودورانها بتلك السرعات الخارقة. إذا كنت قد شعرت بالإحباط لضآلة دور العرب في هذا المعترك العلمي الحضاري، فلا تحزن: كيف يمكن أن يلحق بهذه المواكب، من طارت 95%من تراب وطنه؟ لزوم ما يلزم:النتيجة التفاؤلية:أن تصل متأخراً قرناً خير من ألاّ تصل أبداً. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :