أعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف استقالته بشكل مفاجئ، أمس، بعد توليه السلطة على مدى نحو 30 عاماً. وقال في كلمة وجهها إلى الشعب قبل التوقيع على مرسوم أخير ينهي سلطاته اعتباراً من اليوم 20 مارس: «قررت إنهاء صلاحياتي رئيساً للبلاد.. في هذه السنة أكمل عامي الـ30 في الرئاسة، حيث شرفني شعبي العظيم بأن أصبح أول رئيس لكازاخستان المستقلة». لكنه أضاف أنه سيبقى رئيساً لمجلس أمن البلاد وعضواً في المجلس الدستوري ورئيساً لحزب «نو أوتان» (نور الوطن) الذي يهيمن على البرلمان. وشكر نزارباييف البالغ من العمر 78 عاماً مواطنيه على دعمهم المستمر له، وقال: «شكراً لك يا شعبي.. كنت أعمل بكل تفانٍ بفضل دعمكم، وبذلت كل جهدي وقوتي وطاقاتي وصحتي حتى لا أخون ثقتكم». وقال إن توالي الأجيال، لاسيما في السياسة، عملية طبيعية، مضيفاً: «لقد فعلت أنا وجيلي كل شيء في وسعنا من أجل البلاد. والعالم يتغير وتأتي أجيال جديدة ستقوم بحل مشاكل زمنها وتواصل تنفيذ الإصلاحات، فليحاولوا جعل البلاد أفضل». ودعا جيل الشباب للمحافظة على استقلال كازاخستان ووحدة شعبها والثقة المتبادلة واحترام ثقافة وتقاليد كل مواطن في البلاد، مشيراً إلى أن هذا هو الطريق الوحيد للازدهار ولأن تكون البلاد قوية حتى تتمكن من التغلب على جميع التحديات. وكان نزارباييف تولى رئاسة كازاخستان حين كانت لا تزال جمهورية تابعة للاتحاد السوفييتي عام 1990، ومنحه البرلمان عام 2007 حق الترشح للرئاسة لعدد غير محدود من الولايات، لكونه الرئيس الأول والوحيد منذ الاستقلال عن الاتحاد عام 1991. وفي 2015 انتخب لولاية رئاسية خامسة تمتد حتى أبريل 2020. وتأتي استقالته إثر تزايد الاستياء بسبب وضع الاقتصاد الذي لا يزال يتعافى من تداعيات تدهور أسعار النفط عام 2014. كما تأتي بعد أسابيع على قيام نزارباييف بإقالة الحكومة. وسيتولى رئيس مجلس الشيوخ في برلمان البلاد قاسم جومارت توكاييف مهام القائم بأعمال الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد خلفاً لنزارباييف. وقالت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، فالنتينا ماتفينكو، إن استقالة نزارباييف كانت غير متوقعة وخطيرة للغاية. في وقت تساءل فيه البعض حول الخليفة المرتقب لنزارباييف وهو توكاييف البالغ من العمر 65 عاماً، الذي سيتولى منصب القائم بأعمال الرئيس خلال الفترة المتبقية من ولايته بما يتماشى مع الدستور. وتوكاييف دبلوماسي كان يشغل منصب وزير خارجية كازاخستان ورئيس وزرائها. ويجيد لغات عدة، بينها الروسية والإنجليزية والصينية. إلى ذلك، وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد» قال السفير الإماراتي في كازاخستان الدكتور محمد الجابر، إنه من غير المتوقع أن تتغير العلاقات الإماراتية- الكازاخية، بعد تنحي نزارباييف، وأضاف: «كازاخستان تنظر للإمارات كشريك استراتيجي. كما أن الاتصالات المستمرة على أعلى المستويات بين البلدين الصديقين وما تتسم به علاقاتهما من تفاهم عميق، إضافة إلى حجم الاتفاقات الموقعة بينهما في جميع المجالات، تؤكد خصوصية العلاقات الإماراتية الكازاخية والاهتمام الكبير الذي تبديه قيادتا البلدين لتنميتها والارتقاء بها باستمرار».
مشاركة :