في الرّكن يبدو وجه أمّي، لا أراه لأنّه سكن الجوانح من سنين، فالعين إن غفلت قليلًا لا ترى، لكن من سكن الجوانح لا يغيب، وإن توارى مثل كلّ الغائبين.أمي هي الحب الصادق الدافئ، والقلب الذي يعطي بلا مقابل، الحضن الذي نخلع فيه ثوب الخوف، ونحكي بداخله عن إحساسينا، وأوجاعنا وهمومنا، نبكي دون خجل، نترك مشاعرنا تتحرك بحرية، نتحدث وتنهمر دموعنا دون أن نخشى عيونها، فبدونها لم نكن هنا. وفي يوم 21 من مارس يحتفل العالم بعيد الأم، فنتسعيد مع هذا اليوم ذكرياتنا وطفولتنا،وهدايا الأم، التي كنا نجمعها من مصروفنا، فقديما كان العلبة الزرقاء التي تحوى المنديل ذو الزهور، وزجاجة الريحة الصغيرة، هي أشهر الهدايا التي كانت تملأ وجهات المحلات، وكما عبر الكتاب والأدباء عن صورة الأم في كتاباتهم وأشعارهم، فهناك من وجه لها رسائل حتى بعد الرحيل.
مشاركة :