ثقافة التسامح والسلام

  • 3/5/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يحمل عنوان هذا المقال ثلاث كلمات ناعمة مُحَـبّـبَة جميلة كالورد ليس له أعداء، وقل ما شئت من كلمات إيجابية عنها، واسبح في بحر كل كلمة منها، إنسانيا واجتماعيا وتاريخيا ودينيا وفنيا وأدبيا، لكنها مع ذلك كله، قد يراها الكثير (عبارة) مستهلكة جدا إلى حد الاهتراء. حسنا.. هي مستهلكة حقا.. لأنها ما برحت عرضة للاستخدام والترداد، لكن دون تطبيق ـ بكل أسف. وهي ستبقى محل تكرار قائم ما قام الجهل الذي هو ضد (الثقافة)، وما قام السخط والبغضاء وفقدان قبول الآخر الذي هو ضد (التسامح)، وما قامت الحرب والعنف والدمار الذي هو ضد (السلام). إذن نحن أمام كلمات مكررة لكن واجبة تكرارها، ولا بأس أن تنبري في ذلك المؤسسات والجهات الثقافية والإعلامية في مختلف البلدان في مواصلة إقامة ملتقيات ومهرجانات توعوية وتذكيرية؛ لتكريس مفهوم الثقافة والتسامح والسلام، كمفردات منفردة، وكعبارة مجتمعة. وعنوان المقال ـ بعد هذه المقدمة الضرورية ـ هو عنوان الملتقى السنوي الرابع عشر لمجلة العربي الكويتية المقام في هذا الشهر، التي اختارت موضوعه وعنوانه هذا العام ليواكب الدعوات المتتالية لنشر ثقافة التسامح والسلام بين الشعوب والأفراد بشكل عام ودون أي تمييز.. وقبل أن نمضي في باقي الحديث عن هذا الملتقى الهام الذي انتقت إدارة العربي له عددا من المختصين، لا بد من الإشارة إلى أن بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية كانت وما زالت من أوائل الداعمين والمهتمين بنشر وتكريس هذه الثقافة، ولقد جاء ذلك جليا في عشرات المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات العديدة والكثيرة التي أقامتها وتقيمها جهات سعودية، حكومية وأهلية مختلفة: كمركز الملك عبدالله للحوار الوطني، والجامعات، وكلية نايف الأمنية التي امتازت بذلك، وندوات مهرجان الجنادرية، وندوات معرض الكتاب الدولي بالرياض وغيرها. ولأن منظومة دول الخليج العربي العزيزة هي كُلٌّ لا يتجزأ، فإن ما تقوم به مؤسسة ثقافية أو جهة ما في دولة خليجية من عمل تنموي وإيجابي، هو بلا شك محل تقدير ومنفعة وذكر وشكر لسائر الدول الخليجية والعربية الأخرى. وعليه، فإن مجلة العربي الكويتية التي هي مجلة كل عربي.. تبنت فكرة التواصل والحوار الخلاق مع كافة الثقافات الإنسانية. وفي ملتقاها هذا سيتناول المختصون عددا من الموضوعات المرتبطة بثقافة التسامح والسلام محليا وعربيا وعالميا قديما وحديثا، كموضوع التنمية بصفتها جسرا للتسامح والسلام، ونشر ذلك في المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية، وحضور هذا المفهوم في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والتاريخية، وحضوره في المناهج وتقديم التوصيات والتوجيهات الصادرة من ذوي الخبرة والاختصاص. كل هذا يأتي -بحسب ما تذكر المجلة- في ظل ما تمور به المنطقة العربية من حروب وصراعات وصناعة فناء وأزمات تستدعي كل العوامل الجادة/ الناعمة لإبراز هذه الثقافة. وعليه، يأتي الملتقى مشاركة من هذه المجلة العريقة التي ساهمت على مدى أكثر من نصف قرن في تشكيل ودعم ثقافتنا من الخليج إلى المحيط، وهي التي نقلتنا إلى مدن ومناطق ومعالم كثيرة عبر استطلاعاتها الملونة المميزة، في كل أنحاء المعمورة. قارورة: (دولينُ) .. يا زنبقة الجـَمال ِ ونجمة َ الكمال، والدلالِ وضحكة َ الوردة في نـَـداها تـَعـْبـِـقُ في السّهول، والجبال لــله شـلاّلٌ لها يُـــؤدّي على المتونِ .. رقصة َ الوصال ! يا خفقة ً غـنـّى لها فؤادي وكانت الجوابَ للســؤال (نِـيّــالَ) مَـن تـُسْـكِـرُهُ بـِـرِيـْـق ٍ فاق على الواقع والخيال! شاعر وكاتب * عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري

مشاركة :