إضاءات / رمضان... وثقافة التسامح والسلام - ثقافة

  • 6/1/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أرى في شهر رمضان الكريم... الكثير من العبر والرسالات، التي إن فهمها البشر لكانت حياتهم رغدة خالية من العداوة والبغضاء، والتناحر والقتال.إنها عبر ورسالات... أشهد أنها لو تمكنت من مشاعر أي إنسان كان لحوّلته من مجرد فرد يعيش في المجتمع من دون فائدة أو جدوى إلى عنصر فاعل في مجتمعه، متواصل مع إنسانيته التي فطر عليها.فليس الصيام كما يرى البعض مقتصرا على الامتناع عن الطعام والشراب والملذات فترة محددة، وليس فقط في إطالة العبادة وفي الاعتكاف، ولكنه حسب رؤيتي أنه ثقافة إنسانية راقية، تتطلب منا أن نتقنها جيدا كي لا نفوّت على أنفسنا الاستفادة من فرصة عظيمة أعطاها لنا الإسلام، هذه الفرصة تتمثل في الحب والتلاقي مع مبادئ التسامح والتآخي والتقارب مع كل البشر، والرحمة والشفقة، والتكافل وكل ما له علاقة بإنسانيتنا الخلاقة.إلا أن رمضان الكريم تحول بمرور الوقت من شهر الرحمة والمغفرة والتسامح، إلى شهر يغلب عليه الطابع الاحتفالي، نعم الطابع الاحتفالي الذي فيه الاستعداد بالمأكولات والولائم وما لذ وطاب، بالإضافة إلى تنافس المحطات الفضائية على عرض المسلسلات والبرامج وخلافه، ومن ثم ابتعدت شريحة كبير من المسلمين عن فضائل الشهر، بعدما حولوه إلى شهر احتفالي.فلا ننكر الاحتفال بالشهر وتجهيز كل ما يجعله شهرا مميزا عن بقية الشهور، لأنه من أركان الإسلام، وجاء تفضيله من الله عز وجل، ولكن الاحتفال الذي نراه الآن لا يليق بقيمة الشهر الكريم، ولا يخدم مبادئه الإسلامية السمحة، ولن يحقق المبتغى منه، وسيجعله يمر من دون أن نتفكر فيما يتضمنه من ثقافة إنسانية خلاقة.فعلينا ونحن ننصب الموائد العامرة بالطعام أن نفكر في مقدار الجوع والعطش الذي ألم بنا خلال ساعات النهار، ونتذكر أن هناك في مكان قريب منا أو بعيد عنا من لا يجد قوت يومه، ومن تطحنه الحروب، فلا يجد له المأوى ولا المأكل ولا المكان الآمن، علينا ونحن نطعم أولادنا ما لذ وطاب من الأكلات غالية الثمن أن نتذكر أن هناك في أمكان قريبة أو بعيدة عنا أطفال شردتهم الحروب والنزاعات، وجعلتهم يفقدون براءاتهم وهم يقاومون قسوة الحياة وآلامها.فلماذا لا نصدّر ثقافة شهر رمضان للعالم ونقول لهم ما يحتويه من مبادئ وقيم إنسانية عظيمة، بدلا من أن نصدر لهم فكرة أن رمضان شهر احتفالي فيه الكثير من التقاليد المتوارثة مثل الفوانيس والقرقيعان والغبقة وغير ذلك، لما لا نقول للعالم أن شهر رمضان هو شهر الرحمة، والتسامح والشفقة، والحب ليس بين المسلمين فقط ولكن لكل البشر، حتى نسدّ على هؤلاء الإرهابيين كل الطرق التي يريدون من خلالها تصوير الإسلام بما ليس فيه، فالإسلام دين العدالة والرحمة والتسامح، ونبذ العنف.هذا هو رمضان الذي نريد أن يعرفه العالم وليس رمضان الاحتفال والمسلسلات وغير ذلك، فهل بمقدورنا أن نعيد لهذا الشهر مضمونه الذي وجد من اجله، ومن ثم تصدير هذا المضمون لكل العالم؟!* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويتalsowaifan@yahoo.com

مشاركة :