بمناسبة يوم الشعر، الذي احتقل به العالم أمس، وجه الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رسالة إلى الشعراء العرب في كل مكان، وقد خصَّصها هذا العام لقصيدة النثر العربية، جاء في الرسالة: يبدأ العام أو يختتم في محطات كثيرة، وتتوالى الأيام بين عيد وعيد، وبين موت وموت، وبين ذاكرة مجروحة وأخرى تتهيب مواعيد حياتها كلما اقتربت، لكن ليوم الشعر معناه الخاص ونبضه المختلف، وكأن مهنته وضع العلامات الفارقة بين أعمارنا الماضية وأعمارنا الآتية. كل عام وأنتم بخير أيها الزملاء والأصدقاء والأحبة شعراء الوطن العربي، ها هو اليوم العالمي للشعر يقبل من جديد، ناحتًا بين القديم والجديد حروف اسم وإثم الشعر، هذا الكائن المريب، الغامض، الشفيف، الذي يتلبس الإنسان العربي منذ أول تكون الحنين والجنين، وهذا الذي يحتفي به العربي منذ امرئ القيس والمعلقات، من دون أن ينتظر «اليونيسكو» حتى تقر، مشكورة، في آخر الدهر، يومًا عالميًا للشعر. الشعر يستحق، والشعر العربي، وهو ديوان العرب في المجاز والحقيقة يستحق، فهلّا تعامل العرب مع الشعر بجدية أكبر؟ هلا منحوه نور العيون ونور القلوب؟ هلا وضعوه في واجهة الانشغالات والاشتغالات؟ هلا اعتبروه في أولويات حركة الحاضر والمستقبل؟ كتابة قصيدة جديدة لم تكتب من قبل، هذا هو التحدي الأول، قبل الكلام في الشعر أو التنظير حوله، لكن الاختلاف غير المبرر، في التقدير السوي، على أشكال الشعر العربي، في الزمن الأخير، يدعو إلى قراءة وإعادة نظر، فلنخصص رسالة هذا العام لقصيدة النثر، هذه التي يظلمها أصدقاؤها كما يظلمها غيرهم.
مشاركة :