بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يوافق الحادي والعشرين من مارس، وكعادته في كل عام، وجه الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رسالة إلى الشعراء العرب في كل مكان، وقد خصَّصها هذا العام لقصيدة النثر العربية. وأكد الصايغ أن ليوم الشعر معناه الخاص، ونبضه المختلف، وكأن مهنته وضع العلامات الفارقة بين أعمارنا الماضية وأعمارنا الآتية، وقال: كل عام وأنتم بخير أيها الزملاء والأصدقاء والأحبة شعراء الوطن العربي. ها هو اليوم العالمي للشعر يقبل من جديد، ناحتًا بين القديم والجديد حروف اسم وإثم الشعر، هذا الكائن المريب، الغامض، الشفيف، الذي يتلبس الإنسان العربي منذ أول تكون الحنين والجنين، وهذا الذي يحتفي به العربي منذ أمرئ القيس والمعلقات، من دون أن ينتظر «اليونيسكو» حتى تقر، مشكورة، في آخر الدهر، يومًا عالميًا للشعر. وتساءل الصايغ: الشعر ديوان العرب، فهلا تعامل العرب مع الشعر بجدية أكبر؟ هلا وضعوه في واجهة الانشغالات والاشتغالات؟، ليشير إلى أن التحدي الأول هو «كتابة قصيدة جديدة لم تكتب من قبل»، لافتاً إلى ضرورة إعادة النظر في ما ينظر حول الشعر، مطالباً بأن تخصص رسالة هذا العام لقصيدة النثر، التي «يظلمها أصدقاؤها كما يظلمها غيرهم»، متسائلاً: أين هي قصيدة النثر الآن؟ هل تتربع على عرشها المفترض نتيجة توالي السنوات والعقود؟ ما هو موقف النقد منها على صعيد الاعتناء والدرس؟ ما هو موقف الجامعات ومؤسسات التعليم؟ ما هو موقف الإعلام والإعلام الثقافي؟ وكيف ينظر المجتمع إلى قصيدة النثر؟ وتابع الصايغ: نعم.. ربما كانت قصيدة النثر أقرب إلى كينونة النبتة البرية التي تشير، أكثر، إلى جهة الحرية، لكن ذلك لا يكفي وحده لمعرفتها، ليخاطب الشعراء مطالباً إياهم بإعادة الاعتبار إلى قصيدة النثر، كونها إرثًا جميلًا وأصيلًا يضاف إلى التراث الشعري العربي ويعد جزءًا من سيرورته وصيرورته ونسيجه، وأول الاعتبار عدم الرفض المطلق من قبل البعض، وعدم القبول عند البعض مطوقًا بالتحيز بل التعصب الأعمى. وختم بالقول: الموضوعية. نعم الموضوعية حتى في الشعر، فيا شعراء الوطن العربي: أوصيكم بقصيدة النثر خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.
مشاركة :