بغداد - (أ ف ب): لقي نحو 100 شخصا معظمهم من النساء والأطفال مصرعهم أمس الخميس إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد. وكانت الموصل معقلاً رئيسيا لتنظيم الدولة الإسلامية على مدى ثلاث سنوات عاشت خلالها تحت وطأة الجهاديين ولا تزال تتعافى من أثار دمار المعارك. وقالت وزارة الداخلية أن 94 شخصا قضوا في غرق العبارة وتم انقاذ 55 آخرين. وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن قد قال في وقت سابق: إن «عدد الضحايا الذي لقوا مصرعهم بلغ 79 بينهم نساء وأطفال، وعدد الاشخاص الذين تم انقاذهم بلغ 55 بينهم 19 طفلا». وأشار معن إلى ان «اسباب الحادث واضحة بحسب التحقيقات الاولية، وتشير إلى ان حمولة العبارة أكبر من طاقتها الاستيعابية». وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الامنية فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز. وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الاطفال الأعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة. وتحدثت بعثة الامم المتحدة في العراق عن «مأساة رهيبة»، علما بأن آخر حادث غرق يعود إلى مارس 2013 حين غرقت عبارة مطعم في نهر دجلة في بغداد ما أسفر عن خمسة قتلى. وعند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الاشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم. وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وقال أحمد، عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الارض مع اخرين، بحزن لفرانس برس «خمسة من عائلتي مازالوا مفقودين، كانوا في العبارة في طريقهم إلى المدينة السياحية»، وحمّل هذا الشاب «المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة». وأكد مصدر أمني في الموصل لفرانس برس أن «العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها»، حيث تبلغ طاقتها نحو مائة شخص فيما كانت تقل نحو 200، وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، احد المتنزهات للمشاركة في احتفالات عيد النوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق. وأفاد مراسل فرانس برس بأن مئات من اهالي الضحايا كانوا في المكان وعملت سيارات الاسعاف والشرطة على نقل الضحايا إلى مستشفيات المدينة. كما انتشر عناصر الامن على امتداد مجرى النهر، الذي تواجد على ضفتيه نساء وأطفال، البعض منهم تم نقله للتو. وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الامن بقطع الطريق المؤدي إلى مجرى النهر بهدف السيطرة على الاوضاع هناك، وفقا للمراسل.
مشاركة :