لم تمر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمالية اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على الجولان مرور الكرام، بل أثارت تلك التصريحات ردود أفعال دولية غاضبة. العرب غاضبون أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الجمعة، عن أسفها لدعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967. وقال عبد اللطيف الزيانى الأمين العام للمجلس فى بيان، “إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التى يتمسك بها المجتمع الدولى والأمم المتحدة وهى أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية فى الخامس من يونيو 1967”. وفي بيان رسمى لوزارة الخارجية المصرية ، أكدت القاهرة على موقفها الثابت، باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذى اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السورى المحتل، وعلى اعتباره لاغيّاً وليست له أيّة شرعيّة دولية. ودعت مصر إلى ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة. أما فلسطين فأعلنت عدم شرعية السيادة الإسرائيلية على الجولان حيث قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن “شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري”. وأضاف أبو ردينة، إن أية قرارات تتخذها الادارة الأمريكية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطى الشرعية للاحتلال الإسرائيلي وستبقى حبرا على ورق. وقال أبو ردينة ، إن هذا التصعيد الإسرائيلى، والذى يقابله انحياز أمريكى أعمى، سيؤدى إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة. وأدانت سوريا، بأشد العبارات التصريحات “اللامسئولة” للرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الجولان السورى المحتل، التي تؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى للاحتلال ودعمها اللامحدود لسلوكه العدواني. وقال مصدر رسمى فى وزارة الخارجية والمغتربين بسوريا بحسب الوكالة الرسمية السورية، ” هذا الموقف الأمريكى تجاه الجولان السورى المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذى صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذى يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان ويعتبر باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له”. الغرب يعترض أكدت وزارة الخارجية الفرنسية ، إن “فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي”. وقالت الوزارة، إن “الجولان أرض تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981”. وأضافت “إن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهي أرض محتلة، سيتعارض مع القانون الدولي وبخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع”. لم يختلف موقف ألمانيا عن المواقف الدولية الغاضبة حيث أكدت متحدثة باسم الحكومة هناك أن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل وذلك ردا على سؤال يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان. وقالت المتحدثة أولريكه ديمر “تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية”، وأضافت “ترفض الحكومة الخطوات الأحادية”. أما في روسيا، فقال الكراملين، إنه “لا يزال يأمل أن تظل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان مجرد “دعوة” وألا تتحول لإعلان رسمي”. وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، “إنها مجرد دعوة حتى الآن. دعونا نأمل أن تظل كذلك”. كما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن تغيير صفة مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 بالالتفاف على قرارات مجلس الأمن الدولي يعد انتهاكا مباشرا للقرارات الأممية. وأكدت المتحدثة باسم المفوضية العليا للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، مايا كوسيانتشيش، أن “الاتحاد الأوروبى لا يزال لا يعترف بأن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب”. وقالت المتحدثة ، خلال تصريحات لها ، أنه “لم يتغير موقف الاتحاد الأوروبى، ولا يعترف الاتحاد الأوروبى، تماشيا مع القانون الدولى، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما فى ذلك مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها بالتالى جزءا من أراضى إسرائيل”. كما أكد الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وقالت متحدثة باسم الاتحاد “موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير… الاتحاد الأوروبي لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967 بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءا من السيادة الإسرائيلية”.
مشاركة :