جزر «الرأس الأخضر» وجهة سياحية اسثنائية، ومقصد للمسافرين ذوي الذوق الرفيع، ومحبي جولات المشي، وعشاق البحار العميقة، وقبلهم جميعاً لمحبي موسيقى ال «مورنو». الرأس الأخضر، أو كاب فيردي، هي مجموعة جزر في أرخبيل بركاني قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. وتشتهر بالثقافة المتنوعة من التأثيرات البرتغالية والإفريقية والموسيقى التقليدية والشواطئ العديدة. تقع هذه الجزر المذهلة الممتدة من المحيط الأطلسي على بعد حوالي 500 كيلومتر غرب السنغال، وتتميز بمزيج ساحر من الجبال والشواطئ والقرى الهادئة الساحلية. تم تصنيفها ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية عام 2018 وفقاً لموقع «سي إن إن». وتمتاز جزر الرأس الأخضر بتنوع مناظرها الطبيعية الخلابة من القمم البركانية إلى الجزر الخضراء. كانت الجزر غير مأهولة بالسكان عندما وصل البحارة البرتغاليون إليها في العام 1540، لكنها سرعان ما تطورت إلى خط الاستكشاف العالمي. وعلى الرغم من أن الجزر تعد صغيرة من نوعها في المنطقة، فإنها تحتوي على وفرة رائعة من المناظر الطبيعية، من مسطحات «مايو» الجرداء إلى الوديان الخضراء في «سانتو أنتاغو». ومن «فوغو»، القمة البركانية الوحيدة التي تخططت منحدراتها بأنهار «اللافا» المتجمدة، وصولاً إلى شواطئ «سال» و «بوا فيستا» التي تجتذب حشوداً متزايدة من حزم الجولات السياحي.وكانت جزر الرأس الأخضر عنصراً حيوياً في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، واللاعب الرئيسي في صيد الحيتان في القرن التاسع عشر.وبعد نيلها الاستقلال عن البرتغال عام 1975، كانت خالية تقريباً من الموارد الطبيعية. ونظراً لتاريخهم الطويل في الاعتماد على الذات، فقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن تجد جزر الرأس الأخضر طريقها للتقدم والازدهار، حيث شهدت زيادة كبيرة في معدلات نمو السياحة في السنوات الأخيرة، وباتت اليوم معلماً بارزاً ووجهة سياحية مثالية للعديد من السياح. وتشتهر جزر الرأس الأخضر بتراث معماري غني ومتنوع، حيث يمكن رؤية الحصون البرتغالية الاستعمارية وأكواخ فونكو المصنوعة من الحجر البركانية، إضافة إلى القصور الاستعمارية التي تحولت فيما بعد إلى متاحف.وتتميز جزيرة «سانتو أنتاغو» مثلاً بالرطوبة العالية، خصوصاً في الجزء الشمالي الشرقي وهو الركن الأكثر اكتظاظاً بالسكّان، والأكثر شعبية بين المتجولين، فإنه يتلقى ما يكفي من الرطوبة المطلوبة لنمو غابات أشجار الصنوبر، مما يمكنها من السيطرة على قمم التلال. ويمكن للسياح الاستمتاع بكافة لحظات زيارتهم لهذه الجزيرة، كالانطلاق على طول الوديان والجبال سيراً على الأقدام. ويمكنك أن ترى الشمال الشرقي ل «سانتو أنتاغو» أولاً، ولكن عليك بعدها أن تترك المسارات المطروقة والاتجاه نحو الروافد المطلقة الغربية في «سانت أنتاغو»، مع جبالها العالية والسياحة الوليدة، ولكنها التي تستحق الدعم. فوغو.. جزيرة النار تتكون جزيرة «فوغو»، وترجمتها «جزيرة النار»، من جبل بركاني وحيد، أسود وعملاق، كانت آخر ثوراته في العام 1995، وهو المهيمن على كل منظر سواه، وكل لحظة لليقظة. ليست الحياة هنا هي فقط مجرد حركات الصفائح التكتونية، وعلى الرغم من ذلك، فإن «باولو فيليبي» هي ببساطة واحدة من أكثر مدن الأرخبيل جاذبية، ويمكن استخدامها كقاعدة لجولات المشي العظيمة، والقيادة الممتعة حول الجانب الشرقي من الجزيرة، وحتى مدينة «موستيروس» الصغيرة، عبر سفوح مدرجات التلال التي تتم زراعتها بشجيرات البن العربي. وتعتبر قمة جبل «فوغو» المخروطية أعلى قمم «الرأس الأخضر»، ويبلغ ارتفاعها 2829 متراً فوق سطح البحر، ويرتفع الجبل بشكل دراماتيكي خارجاً من سفح فوهة بركانية قديمة تعرف باسم «تشا داس كالديراس». وتطوّق الجزيرة المناظر الطبيعية الخلابة، من الطرق المرصوفة بالحصى، والتي تتخللها قرى صغيرة مع المنازل المبنية من طوب الحمم البركانية. ولا يزال بركان «فوغو» من البراكين النشطة، وكانت آخر ثوراته في عام 1995، ولكن المزارعين الشجعان ما زالوا يجمعون ثمار البن وكروم العنب على سفوحه السوداء. وبقي المخروط البركاني سليماً، وما زال من الممكن تسلقه، ومع ذلك، فعليك أن تحصل على زوج من الأحذية الطويلة الجيدة ودليل سياحي؛ حيث إن المنحدرات مغطاة بالرماد البركاني الزلق. ويستغرق تسلق المخروط بين ثلاث إلى أربع ساعات، ولكن المشهد من أعلى القمة مذهل، وعليك بعد ذلك الهرولة الخفيفة في طريق النزول. سانتياغو ودا جآر فوغو هي أكبر جزر أرخبيل كاب فيردي، والأولى التي استقر بها السكان، وتتضمن مجموعة كبيرة من الشواطئ الرملية والسهول الصحراوية والوديان الخضراء والمناطق الجبلية الداخلية، فضلاً عن العاصمة «برايا». كل هذه المقومات تجعل من التوقف عند جزيرة «سانتياغو» أمراً يستحق القيام به في أثناء الزيارة لجزر «الرأس الأخضر». أما دا جآر فوغو فيستخدم كصالة عرض، ومقهى ومركز إرشادي، ونقطة انطلاق للرحلات المفيدة في جميع أنحاء الجزيرة، كما أنه أفضل مكان لتذوّق قهوة «فوغو» الحرفية اللذيذة، وهو من أهم الأماكن التي يمكن زيارتها بالنسبة للمهتمين بالتاريخ والثقافة والقهوة، ويديره فنان محلي يقسم وقته بين «لشبونة» و «باريس» و «فوغو». وكانت للعائلة التي تملك المكان، مزرعة للبن ترجع للعام 1874، وبعد ستة أجيال من ذلك، لا يزال المالك «أنجلو» يحمّص البن ويعبئه في أكياس صغيرة وأنيقة مصنوعة من القطن. وحال وجوده في «فوغو»، يقوم «أنجلو» بتنظيم جولات شخصية داخل الجزيرة، بجانب وجبات العشاء في العقار الموروث من عائلته منذ 200 عام، «كوينتا داس سوداديس»، في قرية «أشادا لابا»، التي تقع على بعد 8 كيلومترات للشرق من المدينة وعند الجبال. ويقدم المكان الأطباق التقليدية المصنوعة من الذرة، والتي تعدها امرأة ظلت تطبخ للعائلة منذ أربعين عاماً. وعليك إرسال إيميل أو الاتصال في وقت مبكر لترتيب عشاء. أما إذا كان «أنجلو» بعيداً، فما زالت صالة العرض مفتوحة، فيمكنك الاسترخاء على الفناء الخارجي، مع كوب من القهوة. سانتو أنتاغو تعتبر جزيرة «سانتو أنتاغو» المذهلة، ثاني أكبر جزيرة في جزر الرأس الأخضر، وتعد وجهة مثالية لمحبي المشي لمسافات لطويلة، فبرغم صغر حجمها فإن هذه الجزيرة تملك عدداً لا حصر له من مسارات المشي، والتي تعد العامل الرئيسي وراء زيارة العديدين إلى جزر «الرأس الأخضر»؛ كونها توفر بعضاً من أكثر جولات المشي لمسافات طويلة إثارة للإعجاب في غرب إفريقيا. وحين تقترب من الجزيرة قادماً بالعبارة من «ساو فيسينتي»، فلن تستطيع التخمين حول مدى اخضرارها؛ حيث إن الجزء الجنوبي منها يبدو قاحلاً جداً ومتصحراً. ميناء مينديلو هي مدينة وميناء في ساو فيسينتي، وهي جزيرة في أرخبيل الرأس الأخضر البركاني. تقع على الشاطئ الشمالي الغربي للجزيرة على بعد حوالي 560 ميلاً (900 كلم) من ساحل غرب إفريقيا. ويعتبر هذا المرفأ ذو المياه العميقة على خليج بورتو غراندي نقطة مهمة للتزود بالوقود لشحن البضائع عبر الأطلسي. وتشتهر المدينة بموسيقاها ولياليها الجميلة واحتفالاتها الكرنفالية المتأثرة بالفلكلور البرازيلي. وتتميز بمنازلها الملونة وشوارعها المرصوفة بالحصى على طول شواطئ ميناء بورتو غراندي. تتمتع هذه المدينة بنماء ورخاء نادر مقارنة بالجزر الأخرى، بفضل مينائها العميق والعريق.
مشاركة :