سعداني يتهم أويحيى و'الدولة العميقة' بالتآمر على بوتفليقة

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر - خرج عمار سعداني الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر، عن صمته مع تصاعد الحراك الشعبي المنادي برحيل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، متهما ما وصفه بـ"الدولة العميقة" بتشويه صورة الرئيس والتغلغل في مؤسسة الرئاسة عبر أحمد أويحيى الذي شغل تباعا منصب مدير الديوان الرئاسي ورئاسة الحكومة التي غادرهما. وهذه أول تصريحات لسعداني الذي كان يوما ما مرشحا لخلافة بوتفليقة والرجل القوي النافذ في السلطة الذي أبعد من منصبه (الأمانة العامة لجبهة التحرير) بعد أن خاض معارك على أكثر من جبهة دفعت بوتفليقة لتحييده. وفي مقابلة مع موقع "كل شيء عن الجزائر"، اعتبر سعداني أن من سماها "الدولة العميقة" هي من يقف وراء الاضطرابات التي تشهدها الجزائر اليوم. واتهم الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير مجددا جهاز المخابرات المحل المعروف باسم "الدياراس" بـ"تدبير المؤامرات لتشويه الرئيس بوتفليقة". وشن هجوما حادا على أحمد أويحيى أحد أجنحة السلطة الذي يتزعم حزب التجمع الوطني الديمقراطي والذي كان إلى وقت قريب من أهم أحزاب الموالاة الداعمة لبوتفليقة قبل أن يعلن تأييده لمطالب الحراك الشعبي. وذكّر سعداني بأنه سبق أن حذّر من مخططات أويحيى الذي وصفه بأنه ممثل جهاز المخابرات المحل الذي تسلل لمؤسسة الرئاسة حين عيّن مديرا للديوان (الرئاسي)، واتهمه بأنه هو من يكتب رسائل الرئيس بوتفليقة.وقال "الرئيس قال لم أكن أنوي الترشح، أُكمل عهدتي وأُغادر، فلماذا هذه المطالب له وهو مريض؟، يريدونه الخروج مهزوما، أي عاقل يريد أن يخرج شيخ عمره 82 عاما مهزوما مريضا وعلى كرسي؟ والقضية كلها شهر وبعد الشهر الرئيس لا يعيد الترشح"، في إشارة إلى انتهاء ولاية بوتفليقة الدستورية في 28 أبريل/نيسان القادم. وطالب سعداني الجزائريين بـ"ضمان نهاية سياسية مشرفة للرئيس بوتفليقة"، قائلا "اتركوه يكمل شهره، أُتركوه يدشن مسجدا (الجامع الأعظم) كان يحلم بتدشينه ويقف فيه ولو لحظة على كرسيه. هو مجاهد وشيخ كبير ومريض". وواصل الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم مهاجمته لـ"الدولة العميقة"، متّهما إياها بـ"التخطيط لمؤامرة كبرى مع جهات خارجية لضرب مركز المؤسسة العسكرية المتمثلة في قيادة الأركان". وقال "يريدون الرجوع إلى قيادة الأركان لأنهم عن طريقها قاموا بكل ما فعلوه منذ 1992 وبدونها إنهاروا"، في إشارة إلى الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد في تسعينات القرن الماضي. كما أشار إلى "سيطرة مجموعة من الجنرالات (بالجيش) على مقاليد الحكم، بعد استقالة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد مطلع عام 1992 وإلى غاية قدوم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 1999". ولفت إلى أن "هذه المجموعة المندسة وسط الحراك، هاجمت نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الشعبي الفريق أحمد قايد صالح في أول خطابه له عن الحراك، وحاولت تفسير كلامه على أنه ضد الشعب". وكان الفريق قايد صالح قد تحدث في أول بيان له عقب مسيرة احتجاجية انتظمت في 22 فبراير/شباط الماضي عن "المغرر بهم"، قبل أن تقوم وزارة الدفاع بسحب هذه العبارة من الخطاب بعد أن أحدثت جدلا واسعا. ورأى سعداني أن الجيش فعل الصواب بعدم تدخله لعزل بوتفليقة، معتبرا أن "الانقلاب مفتاح التدخل الأجنبي وأن والمؤسسة العسكرية تفطنت لهذه الخديعة". كما رأى أن "الفريق قايد صالح رفض فتح باب جهنم، لأنه كان بمقدوره إزاحة الرئيس في 5 دقائق، وانظروا إلى ما تعانيه مصر إلى اليوم بعد تدخل المؤسسة العسكرية"، في إشارة إلى عزل الجيش المصري الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. وعاد سعداني أيضا إلى حادثة سابقة استهدفت حسب رأيه تشويه سمعة الجيش وهي قضية حيازة شحنات من الكوكايين، معتبرا أنه تم إقحام إطارات من الجيش في هذه القضية لتلطيخ سمعتهم. واتهم أويحيى بأنه هو من عطّل الكثير من الإصلاحات من بينها المجلس الأعلى القضاء لضمان استقلالية السلطة القضائية، مضيفا أنه هو من يقف وراء "السياسات العرجاء التي زادت من احتقان الشارع". وقال الرجل الذي ابعد من الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني لـ"اسباب صحية"، إنه كان يعارض من البداية ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة وأن رفضه كان من بين أسباب انسحابه من أمانة الحزب. كما هاجم بشدّة تخلي وزراء وتنظيمات وهيئات دينية (مشايخ الطرق الصوفية) عن بوتفليقة وهي التي أدارت ظهرها لـ"رجل عجوز مريض في هذا الظرف الصعب" ورأى سعداني أن من بين الشخصيات الوطنية في حزب جبهة التحرير التي يمكن ترشيحها لخلافة بوتفليقة هي عبدالعزيز بلخادم الذي تولى في السابق مهام حزبية ووزارية وأيضا عبدالمجيد تبون رئيس الوزراء الأسبق الذي عيّنه بوتفليقة في مايو/ايار 2017 وأقاله في أغسطس/اب من العام ذاته. كما رشّح سعداني رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش. وتتردد هذه الأيام فكرة ترشيح شخصيات وطنية لتولي مهام بوتفليقة وقيادة المرحلة الانتقالية ومن ضمن الأسماء المطروحة اسم مولود حمروش الذي أغلق هذا الباب نهائيا بتأكيده أنه لن يكون مرشحا لتسيير المرحلة الانتقالية أو للانتخابات الرئاسية. وتأتي هذه التطورات بينما ذكر تلفزيون النهار اليوم الاثنين أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عزل مدير عام التلفزة العمومية (الحكومية) توفيق الخلادي ليخلفه لطفي شريط، فيما تتواصل المظاهرات في الشارع رفضا لتمديد الولاية الرابعة للرئيس. وتجمع عشرات الصحفيين أمام مقرّ التلفزيون الجزائري وسط إجراءات أمنية مشددة، رفضا لقرار إقالة مديرها العام وهو قرار يعتقد انه يأتي بعد أن قام التلفزيون الحكومي بتغطية التظاهرات المنادية برحيل بوتفليقة. وسبق أن احتج إعلاميون بالتلفزيون الجزائري على حرمانهم من تغطية شفافة للحراك الشعبي.

مشاركة :