اتسم أسلوبه بنكهات خاصة، وتأتي كتاباته جامعة بين الجدية والمعلومات الغزيرة في ثنايا نصه الأدبي، ولغته محملة بالرموز والإيحاءات التشويقية والمسلية بعالمها الأسطوري والغرائبي، كما ابتعد عن الكتابات التي تتقاطع مع هموم السيرة الذاتية ومشاكل التاريخ التي كانت مفضلة لغيره من الكتاب، إنه الكاتب الألماني باتريك زوسكيند والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 26 مارس.ولد زوسكيند في أمباخ عام 1949، وتفرغ للكتابة، وحصل على جائزة جوتنبرج لصالون الكتاب الفرانكفوني السابع بباريس، وابتعد عن الحياة العامة وأظهر ميلًا ناحية العزلة والانزواء واجتناب الناس، فالحياة غير مثيرة للاهتمام بالنسبة له، فلا أحد يعرف أين يسكن الكاتب، وظل يرفض المقابلات الصحفية والمحاثات إلا بتنسيق مسبق مع دار نشر سويسرية يتعامل معها، وأيضا الصور الفوتوغرافية فلا توجد له إلا صور قليلة جدا.وكتب نصه المسرحي الأول "عازف الكونترباص" عام 1981، والذي صدر مؤخرا ضمن مشروع الترجمة بالمركز القومي للترجمة بالقاهرة، وحققت المسرحية نجاحًا ملحوظًا للكاتب، لكن الرواية التي نالت الشهرة الأكبر وحققت رواجا فاق كل التوقعات، هي رواية "العطر- قصة قاتل" التي باعت خلال عام واحد نصف العام مليون نسخة، وبلغت مبيعاتها حتى اليوم أكثر من خمسة عشر مليون نسخة.ومزج الكاتب بين الواقع والخيال، وتضمنت أفكاره فلسفية رائعة حول الحياة والبؤس والشقاء الإنساني، وجاءت في شكل بوليسي تشويقي غامض، جعلت المتلقي يستطيع التفاعل معها والتعاطي تجاه المشاكل الإنسانية التي عالجها.
مشاركة :