دبي: محمدو لحبيب أطلق المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس، كتاب «قصائدي في حب الخيل» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي يجمع القصائد التي نظمها سموه، وعبر خلالها عن مدى شغفه بالخيل، والقيم التي طالما ارتبطت بها من نُبل، ورمز للمنافسة من أجل الفوز، وتمسك بالصدارة، وقوة وشجاعة وإقدام. جاء ذلك ضمن جلسة شعرية استضافها «ميدان»، وشارك فيها: سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، والشاعر والباحث الدكتور سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، بحضور لفيف من الشعراء والمثقفين، وقيادات العمل الإعلامي العربي المشاركين في الدورة الثامنة عشرة لمنتدى الإعلام العربي، إضافة إلى عدد من ضيوف «كأس دبي العالمي». رحبت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي بضيوف الجلسة، معربة عن شكرها لميدان لاستضافة الجلسة، وقالت: «يعكس الكتاب مكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كقائد صاحب إنجازات عالمية، تجسدت أخلاق الفارس في رؤيته لمستقبل مسيرة التطوير في الدولة، ونهج العمل الذي أسسه سموه، ليقدم للعالم نموذجاً فريداً للعمل الحكومي، كانت حصيلته تصدّر الإمارات لقوائم التنافسية العالمية في العديد من المجالات»، مشيرة إلى أن القصائد التي يشملها الكتاب تظهر مدى شغف سموه بالخيل منذ مرحلة مبكرة في حياته، وتأثير تلك الرابطة في مسيرته الحافلة بالإنجازات. وأكد سعيد بن حميد مطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة ميدان، فخره واعتزازه باستضافة الجلسة الشعرية، والتعاون مع المكتب الإعلامي لحكومة دبي في تنظيمها؛ حيث تأتي متزامنة مع إطلاق الكتاب، ومع حدث عالمي كبير وهو «كأس دبي العالمي»، منوهاً بالمقام الرفيع الذي يتمتع به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أوساط سباقات الخيل، ورياضات الفروسية على مستوى العالم، والمكانة الخاصة التي يشغلها سموه بين نخبة مُربي، وملّاك الخيول، وأثرها في منح الجلسة أهمية خاصة تجمع بين الاحتفاء بحب سموه للخيل وارتباطه بها، والتعبير الإبداعي عن تلك الرابطة من خلال القصائد التي نظمها بهذا الصدد وشملها الكتاب الجديد. ويضم الكتاب 18 قصيدة باللغتين العربية والإنجليزية، تتناول كلها علاقة سموه بالخيل وإكرامه لها، وإشادته بصفاتها. وقدمت سارة الأميري، إلقاء مميزاً لمجموعة من القصائد التي تضمنها الكتاب والمترجمة إلى اللغة الإنجليزية، والتي رُوعي في ترجمتها نقل الصور الشعرية بدقة للتعبير بصدق عن مضمون القصائد، ومن القصائد التي قرأتها: «لم ترى»، و«الفوز والناموس»، و«عالم الخيل». وأشادت الأميري، بالقدرات الشعرية لسموه، وبعلاقته بالخيل، وتكريمه لها في أشعاره، مؤكدة أنها اختارت قراءة هذه القصائد باللغة الإنجليزية حتى يصل للضيوف الأجانب الذين يحضرون إطلاق الكتاب، المعنى العميق والرسالة السامية التي أرادها سموه. كما تحدثت عن تجربتها في مجلس الوزراء تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والدروس التي تعلمتها من سموه من خلال تجربة العمل الوزاري، كقائد يطبّق في العمل نهج وأخلاق الفارس وصفاته من شجاعة في صنع القرار، وإقدام في اتخاذ التدابير اللازمة، للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية، وتصميم على الفوز، وإصرار على تصدّر المراتب الأولى دائماً، وتأكيد العمل بروح الفريق الواحد نحو النجاح، وغيرها من الدروس المهمة. تصوير أدبي رفيع واستهل العميمي، قراءته في الكتاب باستعراض مكانة الخيل عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وشدد على أن من يقرأ قصائد سموه يجد فيها بشكل جلي علاقته المميزة بالخيل، كما يجد تصويراً أدبياً وشعرياً رفيعاً وعبقرياً لها. واستدل العميمي على ذلك بقصيدة «إلى الفارسة» والتي يقول سموه فيها: عزيزتي من يسأل الليل عني يدري بأني كل همي من الليل واني أحب الخيل والخيل فني واني أحب اللي حياته مع الخيل فارس وحبَه للرمك مِشْغلني ناديت له بالصوت ياويل ياويل ثم يقول سموه في موضع آخر منها: بطولة العالم خذي القول مني عندك ولك قدره عليها وتحصيل يا مْعوِده كسب البطولات شِني غاره عليهم مثلما هجمة السيل وأوضح العميمي، أن صورة الخيل في أشعار سموه ترتبط بإبراز مجموعة من القيم هي: الفروسية، المنافسة، الفوز، الصدارة، العالمية، القوة والتحدي والإقدام والشجاعة، وهي الصور التي تتجسد في القصيدة الآنفة الذكر. وأكد أن علاقة سموه بالخيل جعلته يبدع في توصيفها في أشعاره بطريقة فريدة وبليغة جداً، واستخدم لذلك توصيفات مجازية عدة، جعلتها تشكل في أشعاره مجموعة من العوالم. وحلل العميمي بشكل عميق تلك العلاقة وتمثلاتها، فبين أن الخيل جاءت في أشعار سموه على أشكال رمزية عدة، أحياناً على شكل إنسان، وأحياناً على شكل طائر بأوصاف شتى فتارة يكون عُقاب، وتارة يكون شاهين، وتارة هي طير أبابيل. وأردف أن الخيل تظهر كذلك في شعر سموه وهي تحمل صفات الجن، وصفات الريح؛ حيث تظهر مشبهة بالإعصار، كما تأخذ أحياناً صورة الشهاب، والنار، والجلمود، والسيل، والموت، والمطر، والبرق، والشلال المائي، والسيف البتار، وتأخذ أيضاً صورة القصيدة. وناقش العميمي، علاقة الخيل بالقصيدة في أشعار سموه، ولماذا شبهها بها، فأكد أن ثمة علاقة خفية بينها وبين الخيل في جريها وإيقاعات حركتها، التي تشبه نفس إيقاعات القصيدة وبحورها وجرسها الموسيقي، واستدل بمقولة لأبي العلاء المعري يثبت فيها ذلك التشابه بين الخيل والقصيدة، ويقارن فيها بين وقع حوافر الخيل حين تعدو، وبين بحر الخبب المعروف في الشعر العربي ويقول فيها: «وقد تأمّلت عدو الخيل، فوجدت هذا الوزن يشابه التقْريب الأعلى والتقريب الأدنى، على حسب عجلة المنشد وتراسله، وهما تقريبان: أحدهما الثعلبيّة، والآخر هو الذي يسمى الإرْخاء، وكلاهما إذا سمعته أدى إلى سمعك هذا الوزن بعينه، وذلك أن الفرس يضرب بحوافره الأرض ثلاث ضربات متواليات ثم يثب، فيكون ضرب الأرض موازياً لثلاثة أحرف متحركات، ويكون وثبه موازياً للسكون». وشدد العميمي، على أن الشعر بشكل عام يتماهى مع عدْو الخيل لأن كلاهما يتم على مضمار معين، وأبرز كذلك أن التشابه بينهما يتم على أساس حاجة كل منهما إلى التوازن عند انطلاقه. كما تناول كذلك كيفية البناء الشعري المتفرد عند سموه، وأورد مثالاً عليه في قصيدة «المحاوره من إنتصار إلى باني»؛ حيث أشار إلى أن سموه قام بإدارة حوار بين خيوله الثلاثة، انتصار ونابي وساس، وكان هو الطرف الرابع المكمل للحوار، وهو ما يظهر القدرة الشعرية المتمكنة لسموه في الحديث بلسان الخيل، وفي رفعها لمصاف التعبيرات البشرية وأحاسيسها. وحلل العميمي، بشكل مكثف قصيدة صاحب السمو الواردة في الكتاب والمعنونة ب«انتصار»؛ حيث قال إنها احتوت في تركيبتها البنائية، وفي سبك عباراتها وصيغها الجمالية على كافة أشكال الفنون، وأنها قدمت أكثر مما يمكن أن يقدمه أي فنان على مستوى رسم الصور، وتحريكها، وضبط ألوانها، وغير ذلك. فنان تشكيلي أشاد سلطان العميمي، بقدرة سموه الفذة في تلك القصيدة على التفوق حتى على صناع الصورة في بقية الفنون، وكيف أن الصور عنده كانت تضج بالحركة والأبعاد اللونية الكثيرة المتناسقة؛ حيث تظهر ألوان مجازية عدة عنه تتفوق على خلفيات وألوان الفنان التشكيلي، حين يستخدم سموه في أشعاره عبارات وأوصاف مثل «أبيض ويه»، و«بياض لعلوم»، وغيرها، وشدد على أن سموه تفوق في ذلك، وأثبت أن رسمة الشاعر لا تدانيها في العلو والإتقان رسمة الفنان التشكيلي. ورافق الجلسة، معرض للأعمال الفنية والصور التي تضمنها الكتاب، والتي أبدعها الفنانون الإماراتيون: بثينة بن لاحج، غانم مبارك، فاطمة أحمد، سقاف الهاشمي، وموزة السبوسي، احتفاءً بالقصائد التي تعبر جميعها عن خصال الخيل التي جسدتها القصائد التي شملها الكتاب.
مشاركة :