جاء العنوان الأبرز في كلمة معالي وزير الثقافة والإعلام، الدكتور/ عادل الطريفي، في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، بدعوة الكُتَّاب لمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب! والوزير جديد، ولكن الوزارة قديمة، والبيروقراطية فيها مترهِّلة قبل أن يولد؛ ولهذا جاءت الدعوة ـ لأكثر المدعوِّين ـ مثالية حالمة، بل تعجيزيةً مستحيلة؛ نسبة إلى تقصير الوزارات السابقة غير المفهوم بحق الثقافة والمثقفين! كما يقول الشاعر: ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقال له: إيّاك إياك أن تبتلّ بالماءِ! وسيلحظ القارئ المدمن للزاوية، أننا نتكلف الاتزان والحكمة؛ خشية (المقص)؛ لتمرير أفكارٍ طالما ناقشناها بسخريةٍ لاذعة! وطالع (مثلاً يعني) مقالةً بعنوان: (وزير الشجاعة والإقدام) في (الوطن 2010)؛ لتعرف قصة البدوية اللعوب فقط! وهذا التكلف وحده يكفي مؤشراً على مدى التراجع الـ......هااااه؟ غير المفهوم برضو، ليس في هامش حرية التعبير وحسب، بل وفي تثمين الفكر البيروقراطي المترهل لدور القلم الحر المسؤول، وأهمية الكلمة التي لا تزني ولا تأكل من ثديها! واستنهاض همم كتّابٍ، دأبت الرقابة (المتغابية) على تخويفهم من السلطات الرسمية والمجتمعية، وتخويف السلطات الرسمية والمجتمعية منهم، لا يختلف عن تسخين (ماجد عبدالله) للعودة بثوبه الشهير، وغترته وعقاله، ولا مانع من (البشت الأسود)؛ لينقذ (المتصدِّر) من تصدُّر الخيبة الآسيوية الـ(صعبة قوية)! وخلونا في معرض الكتاب، حيث ما زلنا نرفع الشعارات نفسها (قبول الآخر.. الحوار.. الوسطية.. الاعتدال... التعايش) ونبدأ التجهيز له بـ(قائمة الممنوعات)! ولا جدل في منع ما (قد) يمس الثوابت المتفق عليها، دينياً وسياسياً واجتماعياً، لكن الإسفاف تعدى إلى مطالبة (أبعضنا)، بحجب العناوين التي تحمل حرف (T) لأنه صليب! وطمس حرفي (W) و(M) لما فيهما من إيحاءات جنسية، تخدش حياء (القطط المغمضة)، في مجتمع الفضيلة الأوحد، في الدنيا والآخرة والبرزخ!! فهل تريد الوزارة من دعوتها اليوم غير ما ربَّانا الفكر الرقابي عليه من تخويف: اشتم التطرّف بما يحلو لك، أما أن تقص جذور هواه إلى الأعماق؛ فمقصنا أحدُّ وأشدُّ! والعن الظلام بأعلى صوتك، ولكن لا تتميلح بإيقاد شمعة؛ فذلك مخالف لتعليمات الدفاع المدني!! والسؤال الأهم هو.... شفتوا؟ حذفه المقص قبل النطق به!!! نقلا عن مكة
مشاركة :