عاد الهدوء إلى قطاع غزة، أمس، بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ، الليلة قبل الماضية، على إسرائيل، حيث عاودت المدارس فتح أبوابها في جنوب إسرائيل وشهدت شوارع غزة ازدحاما مرورياً، في مؤشر إلى انحسار أخطر موجة تصعيد في القتال عبر الحدود منذ شهور، فيما استشهد مسعف فلسطيني بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية، أمس، بينما قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن «القدس ومستقبل فلسطين خط أحمر بالنسبة للأردن»، وإن مواقف بلاده «ثابتة بالنسبة للقدس والوطن البديل والتوطين». وفي التفاصيل، عاد الهدوء إلى قطاع غزة المحاصر، وسط مخاوف من عودة التصعيد مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة في ذكرى يوم الأرض، على طول الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، السبت المقبل. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، أن ثلاثة صواريخ على الأقل أُطلقت من قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم اعتراض أحدها بوساطة منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ. على الأثر، ردت الطائرات الإسرائيلية بضرب أهداف عدة في جنوب قطاع غزة، بينها مجمع عسكري لحركة «حماس» ومصنع أسلحة في خانيونس، بحسب الجيش الإسرائيلي. وحمّل الجيش «حماس» مسؤولية كل ما يحصل في المنطقة الواقعة تحت سيطرتها. وقالت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إن الصاروخ الذي أصاب منطقة قرب عسقلان كان نتيجة «عمل فردي»، مؤكدتين التزام مختلف الفصائل بالهدنة. ولم يعلن أيّ من الفصائل الفلسطينية مصدر إطلاق الصاروخين الآخرين. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» عن تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين جويتين، الليلة قبل الماضية، على قطاع غزة، تبعتها ثلاث غارات، فجر أمس، استهدفت مواقع لـ«حماس» في رفح وخانيونس. وذكر مصدر في الأجهزة الأمنية في غزة أن غارة جوية أصابت قاعدة عسكرية لـ«حماس» في خانيونس. وشهد نهار أول من أمس هدوءاً حذراً على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة المحاصر. وتجدد التصعيد بعد ساعات من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محذراً من أن إسرائيل قادرة على الرد بشكل أقسى مما فعلت حتى الآن. وتستمر إسرائيل في إغلاق معبرَي بيت حانون (إيريز) وكرم أبوسالم (كيرم شالوم) التجاري، كما تمنع الصيادين من الابتعاد عن الشاطئ. ويُخشى من موجة تصعيد كبيرة، السبت المقبل، في الذكرى السنوية الأولى لـ«مسيرات العودة»، التي نظمت كل يوم جمعة على حدود قطاع غزة، للمطالبة بوقف الحصار الإسرائيلي على القطاع، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هُجّروا منها منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. وفي الضفة الغربية، استشهد مسعف فلسطيني بنيران إسرائيلية في مواجهات بمخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم، أمس، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية. ودان وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، العملية قائلاً «إن استشهاد المسعف المتطوع برصاص حي في البطن يعد جريمة حرب». وصرح رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، بأن المسعف (مزهر) قتل بالرصاص الحي، الذي أطلقه جنود الجيش الإسرائيلي أثناء إسعاف أحد الجرحى، وكان مرتدياً زي الإسعاف الطبي. ودانت منظمة الصحة العالمية في بيان «بشدة» قتل المسعف. من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس، أن فلسطين ستطالب الدول العربية بموقف واضح من قرارات بعض الدول نقل سفاراتها لدى إسرائيل إلى القدس، أو فتح ممثليات تجارية بتمثيل دبلوماسي. وقال المالكي، في بيان، إن فلسطين ستطلب من قمة جامعة الدول العربية، المقررة في تونس نهاية الشهر الجاري، تبني موقف واضح من «صفقة القرن» الأميركية للسلام مع إسرائيل. وفي عمان، قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن «القدس ومستقبل فلسطين خط أحمر بالنسبة للأردن» الذي يرفض الوطن البديل والتوطين. وأكد الملك، خلال اجتماعه، أول من أمس، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات، بحضور مديري الأجهزة الأمنية وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، أن القدس كانت سبب إلغاء زيارته إلى رومانيا التي اعترفت بها أخيراً عاصمة لإسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن الملك عبدالله الثاني قوله: «القدس ومستقبل فلسطين خط أحمر بالنسبة للأردن». واستغرب الملك أن موقف الأردن «الواضح أصلاً بات، للأسف، يتطلب التوضيح بسبب المشككين»، مشدداً على أن هذا «موقف المملكة الأردنية الهاشمية وكل الأردنيين». وأشار إلى أن حديثه عن الدولة الهاشمية خلال الزيارة إلى مدينة الزرقاء أخيراً، كان موجهاً لمن لديهم شكوك، وقال: «أنا كهاشمي كيف أتراجع عن القدس؟! مستحيل. خط أحمر. كلا للقدس، كلا للوطن البديل، كلا للتوطين».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :