غزة – الوكالات: عاد الهدوء إلى قطاع غزة أمس بعد إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ ليل الثلاثاء الأربعاء باتجاه الأراضي المحتلة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي تواصلت بغارات جوية في تصعيد هدد الهدنة الهشة بين الجانبين. وفي الضفة الغربية، استشهد مسعف فلسطيني بنيران الاحتلال في مواجهات في مخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة أمس. وعاد الهدوء إلى قطاع غزة المحاصر وسط مخاوف من عودة التصعيد مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة في ذكرى يوم الأرض، على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والاحتلال السبت المقبل. وأعلن الاحتلال مساء الثلاثاء أن ثلاثة صواريخ على الأقل أطلقت من قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تم اعتراض أحدها بواسطة منظومة الدفاع الإسرائيلية المضادة للصواريخ. ولم يفد عن وقوع إصابات. وعلى الأثر، ضربت الطائرات الإسرائيلية أهدافا عدة في جنوب قطاع غزة، بينها مجمع عسكري لحركة حماس ومصنع أسلحة في خان يونس، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن الصاروخ الذي أصاب منطقة قرب عسقلان كان نتيجة «عمل فردي»، مؤكدة التزام مختلف الفصائل بالهدنة. ولم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية مصدر إطلاق الصاروخين الآخرين. وذكر مصدر في الأجهزة الأمنيّة في غزّة أنّ غارة جوّية أصابت قاعدة عسكريّة لحماس في خان يونس. وشهد نهار الثلاثاء هدوءا حذرا على طول الخط الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة المحاصر. وتجدد التصعيد بعد ساعات من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محذرا من أن إسرائيل قادرة على الرد بشكل أقسى مما فعلت حتى الآن. وتستمر إسرائيل في إغلاق معبري بيت حانون «إيريز» وكرم أبو سالم «كيرم شالوم» التجاري كما تمنع الصيادين من الابتعاد عن الشاطئ. ويجد نتنياهو نفسه أمام خيار حرج قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية المقرّرة في التاسع من أبريل، بين الاكتفاء برد محدد، أو التصعيد وصولا إلى حرب جديدة محتملة. ويواجه نتنياهو في الانتخابات تحالفا وسطيا بقيادة قائد الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس. وكان التصعيد الأخير قد بدأ فجر الاثنين عندما أطلق صاروخ بعيد المدى من قطاع غزة في اتجاه تل أبيب، فأصاب منزلا شمال المدينة، ما أسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين بجروح. ورد الطيران الحربي الإسرائيلي عصر الإثنين بقصف مواقع لحركة حماس في القطاع. وفي الضفة الغربية، استشهد مسعف فلسطيني بنيران إسرائيلية في مواجهات في مخيم الدهيشة للاجئين قرب بيت لحم أمس الأربعاء، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية. وأدان وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد العملية قائلا: «إن قتل المسعف المتطوع برصاص حي في البطن يعد جريمة حرب». وصرح رئيس الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى البرغوثي بأن المسعف مزهر استشهد بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الاحتلال أثناء إسعاف أحد الجرحى مرتديا زي الإسعاف الطبي. وأدانت منظمة الصحة العالمية في بيان «بشدة» قتل المسعف. وقال الدكتور جيرالد روكينشوب رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة: «نشعر بالحزن إزاء هذه الخسارة المأساوية. العاملون الصحيون يقدمون الرعاية الحرجة وينقذون الأرواح. يجب ضمان حمايتهم». من جانبه، قال المدير الإقليمي لـ«هيومن رايتس ووتش» عمر شاكر «عمليات القتل الروتينية وغير القانونية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية وإفلاتها من العقاب تبرز الحاجة إلى أن تفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا رسميا في الجرائم الخطرة المرتكبة في فلسطين». وينفذ الجيش الإسرائيلي بانتظام مداهمات لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة للقيام بتوقيفات، ما يتسبب غالبا بمواجهات مع السكان.
مشاركة :