الأعــمال الفــنية ترســخ مفـهـوم الإبداع في قـطــر

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- مصطفى عبد المنعم: استكمالاً لمسلسل الإبداع الذي نعيشه هذه الأيام، والذي تلعب فيه متاحف قطر دور البطولة المطلقة تحت شعار «قطر تبدع» فسوف يتاح للجمهور ابتداءً من اليوم أن يستمتعوا بمجموعة متميزة من الأعمال الفنية التي تزين واجهات متحف قطر الوطني وساحاته، أعمال صممها كبار الفنانين المرموقين حول العالم ليعزفوا من خلالها سيمفونية تألق تتماهى مع تصميم متحف قطر الوطني، ومن هذه الأعمال: الوطن الأم للفنان حسن بن محمد آل ثاني، مدخن سنترال للفنانة عائشة ناصر السويدي، حكمة وطن للفنان علي حسن الجابر، كان يا ما كان لبثينة المفتاح، ألفا للفنان جان ميشيل أوثونيل، بوابة البحر للفنان سيمون فتال، راية العز للفنان أحمد البحراني، في طريقهم للفنان روش فاندروم، الزمن المُكتشَف للفنان أوغاوا ماتشيكو. وفي هذا التقرير نستعرض أبرز تلك الأعمال التي تقف شاهدة على المشهد الابداعي في قطر.. الوطن الأم تعتبر منحوتة الوطن الأم من الأعمال كبيرة الحجم التي تقف أمام صالات العرض داخل متحف قطر الوطني للفنان حسن بن محمد آل ثاني وتتحدث عن ارتباط الفنان بالأرض، وعن موضوعات أخرى كالأمومة والهوية الوطنية ونشاهد في هذه المنحوتة الكبيرة قاربًا شراعيًّا قديمًا على رمال الشاطئ. ويحتفي العمل بالمرأة القطرية التي تنتمي للجيل القديم، والتي لا تزال ترتدي البطّولة إلى الآن، ويعود تاريخ العمل الأصلي للفنان حسن بن محمد آل ثاني للعام ٢٠٠٢، وقد تم الاتفاق مع متاحف قطر لتكون النسخة الحالية من المنحوتة جزءًا من المجموعة الفنية لديها. حكمة وطن قال الفنان علي حسن الجابر والذي قدم لوحة «حكمة وطن» في مدخل المتحف أن العلم القطري في لوحته يستولي على المشهد، مصحوبًا ببيت شعريٍّ للشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس قطر الحديثة. مشيراً إلى أنه فكر في أن يُقدم عملاً لا يختلف عليه اثنان، فكانت الفكرة في رمز الدول وهو علم قطر ليكون هو الإطار العام لـ حكمة وطن. واستغل الجابر مقدرته العالية في إبداع الحروف العربية، وأسلوبه الخاص، في صياغة عمله المميز «حكمة وطن» الذي يعتبر بمثابة رسالة ترحيبية للزوار، مع مقطع من قصيدة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر. راية العز فيما أكد الفنان أحمد البحراني على أن تكليفه بمشروع «راية العز» ليتم وضعه في واجهة مدخل كبار الزوار هو شرف كبير له كفنان. موضحاً: وفّقت من خلال هذا العمل في أن أترجم 21 عاماً قضيتها في هذا البلد الطيب حتى صرت جزءاً من منظومته الثقافية. وأضاف قائلاً: قد لا يكون هذا العمل الأكبر فيما أنتجته، إلا أنه أهم ما قدمت من أعمال، لأنه في النهاية يمثل فرحة الدولة باليوم الوطني، وهو عبارة عن أياد من الخير بذلت جهداً كبيراً لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، فهو يمثل أيادي الآباء والأجداد الذين عاشوا حياة صعبة وكافحوا من أجل أن يصلوا بأبنائهم وبلادهم إلى مستقبل أفضل، وهذا الحاضر الذي نعيش فيه إنما هم أحد صناعه. وأشار أن العمل قد استغرق 7 أشهر وصنع من مادة البرونز وارتفاعه أربعة أمتار وعشرين سنتيمتراً، مشيداً بالاهتمام والمتابعة المستمرة من قبل متاحف قطر وهذا يعكس مدى الاحتفاء بالعمل ليكون محط أنظار الجماهير بشكل يومي عند زيارة المتحف، إنني أشعر بالفخر لكوني جزءاً من هذا الصرح الحضاري الفريد. مدخن سنترال وفي صالة كبار الزوار يرحب بك العمل الفني مدخن سنترال للفنانة عائشة ناصر السويدي وهو عمل مصنوع من النحاس، وتقول الفنانة في تصريحات خاصة لـ  الراية  إن فكرة العمل مستوحاة من فكرة الأنظمة المنزلية، وأوضحت أنه تم تصميم «مدخن سنترال» لتوزيع الرائحة في أكثر من اتجاه واحد ومكان. وأضافت السويدي: هذا العمل التفاعلي أيضًا إذا لم يستخدم، فإنه يشكل منظرًا جماليًا قويًا يسلط الضوء على أهمية التصميم في مختلف المجالات والصناعات. ويأخذ هذا العمل التراث التقليدي والمحلي إلى مفهوم العالمية في تبنيه لفكرة الأنظمة المنزلية. يذكر أن عائشة ناصر السويدي مصممة قطرية متعددة التخصصات، تعكس تصاميمها التغير المتسارع في البلاد، والعولمة، والعادات والتقاليد المختلفة. تتأمل السويدي القطع والأدوات التقليدية أو المعتادة المستخدمة في المنزل بشكل يومي وتعيد تعريفها بمفاهيم عصرية، فتضيف لهذه القطع حياة جديدة. كان يا ما كان الفنانة بثينة المفتاح قدمت عملاً فنياً مميزاً تحت عنوان «كان يا ما كان» وهو عبارة عن حبر على ورق وحوامل من الفولاذ، يتعلق موضوع هذا العمل بالمرأة القطرية وصلتها التقليدية بالذهب، وتلقي صور النساء هذه الضوء على تلك العلاقة عبر المكان والزمان، ومن هنا جاء عنوان هذا العمل التركيبي «كان يا ما كان»، وهو تعبير شائع مرادف للجملة الإنجليزية «حدث ذات يوم»، وهنا، يصبح المتلقي جزءًا من الأزمنة الممتدة لهذا العمل. وعندما تخطر لنا عبارة «كان يا ما كان»، يتبادر إلى الذهن عبارة «في قديم الزمان» التي تتبعها في جميع الحكايات توقعات لسلسلة من القصص المدهشة كما في حكايات ألف ليلة وليلة. وتهدف الفنانة من هذا العمل إلى شحذ ذاكرة المتلقي بذكريات طفولته وقصصه الخاصة. ألفا قدم الفنان جان ميشيل أوثونيل عمله الفني «ألفا» المصنوع من فولاذ مقاوم مطلي والذي يتناغم مع تصميم متحف قطر الوطني، وهو عبارة عن عمل فني ضخم يضم 114 نافورة. ينهض العمل الفني «ألفا» كعيدان القصب السوداء المهيبة من بحيرة المتحف الممتدة بطول 900 متر. ومن الزوايا المختلفة، تثير الصور الظلية المنعكسة على الماء جمال الخط العربي. وخلال ساعات النهار، تتحول أجزاء العمل الفني كل نصف ساعة إلى نوافير، تطلق شلالات من المياه نحو السماء. أما في الليل، فتضاء شلالات المياه، الأمر الذي يبرز منحنيات تصميم المتحف. وتدور جماليات أوثونيل الساحرة حول فكرة الهندسة الحسية. باستخدام تكرار العناصر مثل الطوب أو حبات الخرز الذي يشتهر بها في أعماله، يكون قطعًا فنية تتراوح علاقتها بالمقياس الإنساني من الحميمية إلى الآثار. في طريقهم تعتبر الإبل من الحيوانات القوية المتميزة، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة البر حيث جاء الفنان روش فاندروم إلى قطر في بداية عام ٢٠٠٩ لدراسة هذا الارتباط والتعرف عليه بشكل مباشر، مدفوعًا برغبة قوية لتحقيق ذلك. وقام أثناء وجوده في البلاد بإنتاج رسومات مختلفة، حاول من خلالها تصوير القوة الكبيرة والطبيعة التي يمتاز بها الجمل، وإبراز العلاقة الوثيقة بين هذا الحيوان وبين الإنسان. يرمز وجود الجملين الصغيرين في الجهة الأمامية من المنحوتة إلى ديناميكية هذه العلاقة.

مشاركة :