قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من العناصر العملية لسلوك الرحمة في حياتنا تأتي قيمة جعلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ما نبه إليها القرآن في أعلى قمة القيم، وأعلى ما يدل على الإنسانية، وعلى الرحمة، وهي قيمة كفالة اليتيم، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:220].وأضاف جمعة، في بيان له عبر صفحته الرسمية قائلا: "أمرنا ربنا سبحانه وتعالى برعاية اليتيم، وجعل رعاية اليتيم مسألة مهمة، اليتيم يحتاج إلى الحنان، وإلى الأمان، يحتاج إلى الرعاية، وإلى العناية، واليتيم عند البشر هو الذي فقد أباه، واليتيم في الحيوان هو الذي فقد أمه، وفي بعض الأحيان يفقد الإنسان أباه وأمه فهو يتيم مركب، فعلينا أن نرعاه ويرعاه كل من حوله؛ ولذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يحفزنا إلى هذا الذي قد ينساه بعضنا يجعل وضعك يدك على رأس اليتيم لك بكل شعرة تحت يدك صدقة، وكان يقول (صلى الله عليه وسلم): «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعه السبابة وبأصبعه الوسطى» يعني بجوار بعضنا البعض في الجنة، وتعرفون مقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الجنة؛ فتخيل تخيل أنك في جوار سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) في الجنة إذا أنت كفلت يتيمًا، إذن هذه أخلاق عالية لا تتأتى إلا بالرحمة".واستشهد بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «من مسح رأس يتيمٍ لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرةٍ مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين».وتابع: "إذن فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمرنا بترجمة الرحمة إلى سلوك، وأعلى أنواع هذا السلوك هو رعاية اليتيم، كيف لا وفيها نوع من أنواع الكرم، والعطاء، والحب، والرعاية، والعناية، اللهم يا ربنا أقمنا فيما أرشدتنا إليه، وأرشدنا إليه رسولك (صلى الله عليه وسلم)، كفالة اليتيم من الرحمة".
مشاركة :