اللاهثون وراء سراب الضربة الأميركية

  • 10/8/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أصيب كثيرون من السوريين بالإحباط والاكتئاب والشعور بالمرارة بسبب هذا الموقف الدولي المهين والمتردد في معاقبة بشار الكيماوي! وللمخاتلة والمراوغة والتصريحات المتناقضة في اليوم الواحد مرات عدة، لما يسمى صناع القرار الأميركي أو الأوروبي أو الروسي. إنهم يتلاعبون بأعصاب الناس وهمومهم وحياتهم، ويبنون أمجادهم على جماجم البشر العرب والمسلمين، وبالأخص السوريين. لا يهمهم أن يموت ألف أو مئة ألف أو مليون شخص. إنهم يتبجحون ويتشدقون باحترامهم لحقوق الإنسان وقلقهم البالغ على حياته وحرصهم الشديد على سلامته ورغبتهم الأكيدة في توفير العيش الآمن الكريم له ولعائلته ومعاقبة كل من يهدد حياته! إنهم يذرفون دموع التماسيح، ويتباكون بكاء الثكالى على ضحايا مجزرة الغوطة الكيماوية. لكنهم بمجرد أن أظهر (النظام) المجرم رغبته الأولية في تسليم أسلحته الكيماوية لهم، استجابة للمبادرة الأميركية - الروسية، وليس الروسية فحسب كما يردد الأميركيون الخبثاء، وهذا ما أكده لافروف على الهواء وضحك من الادعاء بأنها مبادرة روسية فقط، حتى بردت أعصابهم واطمأنت نفوسهم وارتاح بالهم، وكأنهم حققوا انتصاراً عظيماً. وللأسف هذه هي الحقيقة المرة. إن هدفهم الأساس من كل هذه الجعجعة هو: تأمين السلاح الكيماوي لحماية أنفسهم وأسيادهم الإسرائيليين من الاستخدام الطائش له، أو وصوله إلى المجاهدين المسلمين. يا حسرتي على السوريين المكتئبين المحبطين التائهين...الحيارى! يا فجيعتي على حالهم! واحزناه على أحلامهم بعد أن ترقبوا انهيار نظام الأسد في أيام معدودة. وها قد مضى أكثر من ثلاثة أسابيع على قرع طبول الحرب والأحداث والوقائع الميدانية تؤكد صحة ما توقعته بالضبط. ولم يحصل أي شيء. بل إن أصواتها أخذت تخفت وتضمحل. لأن الذي بدأ بقرعها وضعه أسياده رعاة البقر ذوو العرق الأصفر والشعر الأشقر، بحيلة خبيثة، في منصب الرئاسة وزعموا أنها انتخابات. وما هي إلا صفقات بين مافيا المال والإسرائيليين وراء الكواليس وفي دهاليز السياسة الضيقة العفنة. ليضحكوا على الدهماء والرعاع أن أميركا أخذت تساوي بين الأبيض والأسود. والحقيقة الصارخة - لمن يعقل ولديه ذرة من الفطنة - أنه لا يملك من أمره شيئاً إلا التهريج والطنطنة الزائفة. ولا أدل على ذلك من أنه وعد شعبه في حملته الانتخابية التهريجية أن يغلق سجن غوانتانامو حال فوزه بالرئاسة، لكن أسياده منعوه من ذلك، ولم يُغلق السجن حتى اليوم، ولن يُغلق! لأنه لا يملك قراره، وكل هذه المظاهر والتصريحات من قبل وزرائه ومستشاريه بأنه هو الآمر الناهي ما هو إلا كذب ودجل. وها هو الآن حينما أراد أن يظهر شيئاً من الالتزام الخلقي لما وعد به قديماً حول الخط الأحمر وأراد الانتقام - وقد يكون صادقاً أو ممثلاً - من بشار الكيماوي، بحجة مخالفته القانون الدولي باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين العزل - علماً بأنه منذ ثلاثين شهراً وهو يخالف القانون الدولي ويهدد السلم وفق المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة في الفصل السابع - منعه أسياده البيض والإسرائيليون من ذلك، وقالوا له: يجب أن تستشير النواب. وحينما أراد أن يستشيرهم طلع مهندس السياسة الخارجية الخبيث المحنك والداهية في التمثيل جون كيري، بفكرة شيطانية بديلة عن الحرب وهي: أن يقوم الأسد بتسليم أسلحته الكيماوية ليتفادى الحرب. فالتقط هذه الفكرة الشيطانية الرائعة الدب الروسي لافروف فأُعجب بها، فأصبحت مبادرة روسية، وهي في حقيقتها أميركية- يهودية. ومن بلاهة لافروف وسذاجته أنه أعلن على الملأ وعلى الهواء حينما سئل عنها وهو يضحك: أنها ليست روسية خالصة بل بمشاركة أميركا. ولكن الآلة الإعلامية الرهيبة تريد تسويق الفكرة على أنها روسية كي تبقى أميركا في الظاهر أنها لا تزال تقرع طبول الحرب. وكأن الله تعالى، وهو القائد الأعلى والرائد الأسمى لهذه الثورة الشامية المباركة، يغار على عبيده الطيبين المعذبين المجاهدين المكافحين المناضلين أن يتحقق لهم النصر على أيدي رعاة البقر ويحرمهم شرف تحقيق النصر على أيديهم.

مشاركة :