تزايدت الضغوط، أمس السبت، على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، من أجل عدم تأخير الخروج من الاتحاد الأوربي، في وقت تدرس فيه الحكومة إمكانية طرح اتفاق «بريكست» للتصويت للمرة الرابعة، وأكد معها مسؤولون أن جميع الخيارات مطروحة لإخراج البلاد من الأزمة، ودعت معها صحف بريطانية ماي إلى التنحي عن منصبها.وصرح رئيس حزب المحافظين الذي تنتمي إليه ماي، براندون لويس لهيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي»، أمس السبت، «نعتقد أنّ أفضل طريقة لاحترام الاستفتاء هو تمرير الاتفاق»، منوهاً بالدعم المتزايد للاتفاق رغم خسارة التصويت يوم الجمعة الماضي، لافتاً إلى أن جميع الخيارات مطروحة لإخراج البلاد من أزمتها، مؤكداً في الوقت نفسه أن السعي لاتحاد جمركي مع التكتل سيكون صعباً.وأوردت «بي.بي.سي» أن المسؤولين بالحكومة لا يستبعدون احتمال إجراء تصويت آخر في البرلمان هذا الأسبوع للاختيار بين اتفاق ماي، والخيار الأكثر شعبية بين الخيارات التي اقترحها النواب.ويناقش البرلمان الاثنين تغييرات مقترحة للاتفاق قد تضمن تمريره في الطرح الرابع، بينها وجود ضمانات على علاقات اقتصادية أوثق مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكست». وتعارض الحكومة مراجعة استراتيجيتها بشأن «بريكست»، وأشارت ماي الجمعة الماضي، إلى أنّ أي خيارات تستلزم أولاً الموافقة على الاتفاق الذي يتضمن الطلاق بين لندن وبروكسل.وتظاهر آلاف المحتجّين خارج مقرّ البرلمان، أمس الأول، ملوّحين بأعلام ومتّهمين النواب بخيانة «بريكست»، وحمل بعضهم لافتات تقول «أعيدوا مملكتنا» و«حرّروا بريطانيا الآن». وقالت النائبة المحافظة نيكي مورجان: «إنّ البلاد بحاجة إلى حكومة إنقاذ وطني لتجاوز المأزق».واحتج المئات، أمس، عند الحدود الإيرلندية ضد «بريكست»، معربين عن خشيتهم من أن يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اتفاق السلام الموقع بين شطري إيرلندا.وتتعرض ماي بحسب صحيفة «صن»، إلى ضغوط من حزب المحافظين لتقود بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي خلال الشهور المقبلة، مشيرة إلى أن خطاباً أرسل إليها في هذا الشأن يحمل توقيع 170 من نواب الحزب، بينهم عشرة وزراء. وأمام بريطانيا أقل من أسبوعين لإقناع باقي الاتحاد الأوروبي بقدرتها على حل الأزمة، وإلا فإنها ستخاطر بالخروج من التكتل يوم 12 إبريل المقبل من دون اتفاق. ودعت صحيفة «ديلي تليجراف» أمس، ماي إلى التنحي عن رئاسة الوزراء، بعد التفاوض على تمديد مؤقت لعضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي: «يجب عليها الآن أن ترى، أو يجب إبلاغها، أنه في حين يمكنها الاجتماع مع الاتحاد الأوروبي للتفاوض على تمديد خروج بريطانيا من التكتل، فإن هذه هي النهاية الطبيعية للطريق. يجب عليها أن ترحل من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن أجل حزبها، ومن أجل الديمقراطية نفسها».(وكالات)