تدرس رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إمكان طرح اتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، على التصويت للمرة الرابعة في مجلس العموم (البرلمان)، بعد تزايد أخطار "طلاق" من دون اتفاق خلال أسبوعين. ورفض النواب البريطانيون الجمعة للمرة الثالثة اتفاق "بريكزيت" الذي توصّلت اليه ماي مع روكسيل، ولكن بنسبة تقلّ عن المرتين السابقتين. وسيحاول النواب الاثنين المقبل الاتفاق على خطة بديلة للانسحاب من الاتحاد، قد تتطلّب دعم غالبية من مختلف الأحزاب في البرلمان. وتتضمّن الخيارات التي حظيت حتى الآن بأكبر تأييد، إقامة علاقات وثيقة مع الاتحاد وتنظيم استفتاء ثان على "الطلاق". لكن الحكومة تعارض مراجعة استراتيجيتها في شأن "بريكزيت"، وأشارت ماي إلى أن اي خيارات تستلزم أولاً الموافقة على الاتفاق. وقالت: "الوضع القانوني الآن هو أن المملكة المتحدة ستنفصل عن الاتحاد في 12 نيسان (أبريل). أخشى أن نكون بلغنا أقصى حدود هذه العملية في مجلس رفض الخروج من دون اتفاق ورفض عدم الخروج وكل التغييرات المطروحة على الاتفاق". ورفض الاتفاق مجدّداً يفرض على ماي إعداد خطة جديدة بحلول 12 نيسان، تتضمّن خيارات بينها "بريكزيت" من دون اتفاق أو تأجيل بعيد المدى. وعلى رئيسة الوزراء شرح الخطوات المقبلة، بعدما دعا رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الى قمة استثنائية لقادة الاتحاد، في بروكسيل في 10 نيسان المقبل. في الوقت ذاته، حذرت ناطقة باسم المفوضية الاوروبية من أن خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق في 12 نيسان، بات الآن "السيناريو المرجّح"، مؤكدة أن بروكسيل "مستعدة تماماً" لذلك. لكن ناطقاً باسم ماي اشاد بدعم متزايد للاتفاق، على رغم خسارة التصويت الجمعة، وتابع: "على الأقلّ نحن نسير في الاتجاه الصحيح". وسُئل رئيس حزب المحافظين الحاكم براندون لويس هل تحاول ماي مجدداً إجراء تصويت في البرلمان على الاتفاق، فأجاب: "علينا النظر إلى ما يمكننا فعله في الخطوة التالية، وأن نفعل شيئاً مختلفاً. سيواصل البرلمان العملية الاثنين، ويجب أن ننظر في كل الخيارات. نعتقد بأن أفضل طريقة لاحترام الاستفتاء تتمثل في تمرير الاتفاق". ولفت الى صعوبة السعي إلى تشكيل اتحاد جمركي مع الاتحاد، لأنه خيار يتناقض مع تعهدات المحافظين قبل الانتخابات العامة عام 2017 ولا يحترم نتيجة استفتاء 2016 على "الطلاق". اما النائب المحافظة والوزيرة السابقة نيكي مورغان فطرحت تشكيل حكومة إنقاذ وطني، قائلة: "كانت هناك فترات في تاريخنا شهدت حكومات وحدة وطنية أو ائتلافاً من أجل قضية محددة جداً". لكن صحيفة "ديلي تلغراف" اليمينية طالبت ماي بالتنحي، وكتبت في افتتاحية: "عليها الآن أن ترى، أو يجب إبلاغها، أنها في حين يمكنها الاجتماع مع الاتحاد الأوروبي للتفاوض على تمديد خروج بريطانيا من التكتل، فإن هذه هي النهاية الطبيعية للطريق. عليها أن ترحل من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد ومن أجل حزبها والديموقراطية". الى ذلك، اعتقلت الشرطة البريطانية رجلاً لتعطيله خط السكك الحديد اليوم السبت، بعدما اضطرت شركة "يوروستار" التي تسيّر قطارات بين لندن وباريس وبروكسيل، الى تجميد حركة القطارات من بريطانيا وإليها لساعات. جاء ذلك بعدما أمضى الرجل ليل الجمعة - السبت على سطح محطة "سانت بانكراس" في لندن وهو يحمل علماً انكليزياً.
مشاركة :