الفُرس والعرب.. ماذا يجري يا (عرب هذا الزمان)..؟

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صورة أخرى من صور الوقاحة والبجاحة؛ التي تمارسها إيران الخمينية على الأراضي العربية، تمثّلت هذه المرة في زيارة رئيسها روحاني للعراق، وكأنه يوجه رسالة للعرب من عقر دارهم أنهم: (محتلون وتابعون) ليس أكثر..! وأخرى للمجتمع الدَّولي الذي يفرض حصارًا هو الأقوى والأشد على بلاده مفادها: أن إيران تملك جغرافية أوسع للحركة، وأن أرضها تمتد إلى العراق وسورية ولبنان وفلسطين حتى المتوسط..! لكن اللوم ليس على روحاني، ولا على حكومته، بل على الذين استقبلوه وفتحوا له أبوابهم كي يعربد من جديد ضد العرب كل العرب. * الواقع أن فهم ومنطق ملالي إيران في سيطرتهم على الأرض العربية في العراق أو سورية ولبنان واليمن؛ ليس جديدًا، ولم يأت فقط مع زيارة روحاني للعراق فاتحًا في ظنه ثغرة في جدار الحصار الأممي على بلاده، بل سبق ذلك تصريحات لمسؤولين إيرانيين كبار، يفخرون بأنهم يسيطرون فعلًا على أربع عواصم عربية هي: (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء). منهم: (حيدر مصلحي)، وزير سابق في حكومة محمود أحمدي نجاد. و(علي يونسي) مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات اللذان قالا: (العراق هي عاصمة الإمبراطورية الإيرانية الجديدة)..! ومنهم (إسماعيل قائاني) نائب فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي قال: (إيران مستمرة في فتح بلدان المنطقة، وأن الجمهورية الإسلامية بدأت بسيطرتها على كل من: أفغانستان والعراق وسورية وفلسطين ولبنان واليمن، وأنها تتقدم في بسط نفوذها نحو بقية بلدان المنطقة). * هذه التصريحات المستفزة الوقحة - ومثلها كثير- كانت سابقة لزيارة روحاني المهينة للقطر العربي الشقيق العراق، وعلى مدار أكثر من أربع سنوات وهي تتكرر عبر منصات إيرانية وعربية ودولية، ولم نجد من العرب المعنيين بهذه الإهانات من يرفضها ويرد عليها. لكن الأكثر وقاحة وبجاحة؛ هو ما تلا زيارة روحاني المهينة لبغداد، حيث قال رئيس الحرس الثوري الإيراني (محمد علي جعفري)؛ إن بلاده جنّدت أكثر من 200 ألف عنصر مقاتل ضمن الحشد الشعبي في كل من العراق وسورية)..! جاء ذلك في تصريحات له مع صحيفة (شروس) الإيرانية الأسبوعية ثم قال: (بأن بلاده أنشأت أكثر من 50 فصيلًا من المقاتلين في سورية والعراق، لضمان تنفيذ سياسات إيران في المنطقة)..! * وجعفري نفسه؛ اعترف في تصريحات سابقة؛ بأن إيران هي من أوجد وخلق (داعش)..! وعلل ذلك بأهمية (تنظيم داعش) للوجود الإيراني في المنطقة، فلولا (داعش) ما كانت إيران هنا..! * ومرة أخرى؛ لم نجد عربيًا حرًا واحدًا في بلدان الاحتلال الإيراني ينبري ليعترض ويرد على هذه الصفاقات والحماقات الإيرانية، التي تضرب كرامة العرب وعزتهم في الصميم.. ماذا يجري يا عرب هذا الزمان..؟! * الاعتراض الوحيد الذي رشح لنا وكان خجولًا؛ جاء من علي السيستاني أمام الرئيس الإيراني في بغداد على: (وجود السلاح خارج إطار قوات وأجهزة الحكومة العراقية).. ومع أن هذا شأن عراقي بحت؛ تسمح به حكومة العراق أو لا تسمح؛ فقد كشف أن قرار تنظيم الفصائل، وتسليح مليشيات الحشد الشعبي، ودعم الاقتتال في العراق وسورية؛ هو قرار حسن روحاني، وقاسم سليماني، ومحمد علي جعفري، إلى أن ينتفض المارد العربي، فيتخلص من هذا التسلط الفارسي البغيض، ذلك أنه لا يمر يوم؛ حتى يوجه الفرس اللطمة تلو اللطمة لهذه العاصمة العربية أو تلك، فما كفى إيران الإرهابية تدخلاتها السافرة في الشأن العربي في أكثر من قطر، وتنظيمها ورعايتها للحشد الشعبي في العراق، وتنظيمها ودعمها لداعش، وتبنيها لحزب الله في لبنان، والحوثة في اليمن، حتى أعلنت قبل أيام قلائل؛ أنها بدأت بتشكيل نواة لأسطول بحري في مدينة البصرة.. البصرة وليس عبدان..! سوف يتمدد في الخليج العربي كله، وقد يتجاوزه إلى باب المندب، وكأن روحاني أراد أن يوجه رسالة ثالثة للمجتمع الإقليمي والدولي؛ بأن هذه واحدة من نتائج زيارته للعراق..! التي تأتي بعد زيارة بشار الأسد لطهران قبل أسابيع؛ حيث تمخض عنها وضع ميناء اللاذقية تحت تصرف إيران، وهو أهم موانئ البحر الأبيض المتوسط..! وهكذا.. يلحق ميناء عربي كبير بالعواصم العربية الأربع التي تحتلها إيران كما تقول ليل نهار وتتبجح بهذا، دون حتى مجرد تكذيب صادر من هذه العاصمة أو تلك. * نعرف جيدًا؛ أن سلوك إيران الخمينية مع جيرانها العرب نابع من مواقف عنصرية وسلبية، تعود إلى أيام الفتح العربي الإسلامي وما قبله، وأدبيات (الشاهنامة)، زاخرة بكل حقد وضغينة ضد العنصر العربي، ولكن الذي لا نعرفه ولا نفهمه؛ هو الموقف العربي السلبي في دول مثل العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، حيال ما يوجه إليهم من صفعات فارسية تمس كرامتهم، وتنال من استقلالهم وعروبتهم، وما يلحق بهم من تدخلات شاهرة ظاهرة سياسية وأمنية وخلافها، حتى رأينا كيف يسرح الإيرانيون ويمرحون في هذا القطر أو ذاك؛ دون رفض أو ردع من عربي حر؛ لا يقبل الضيم، ولا أن يرضى أن ينتهك في عرضه وأرضه وتاريخه العريق. * مرة أخرى: ماذا يجري يا عرب هذا الزمان..؟!

مشاركة :