بأداء مميز وصوت كارتوني يدفعك إلى الضحك.. لم تكن رحاب عادل تعرف بحال من الأحوال أنها ستحصل علي عدد ضخم من المتابعين لمقاطعها الصوتية الساخرة علي موقع «ساوند كلاود». وبأيقونته البرتقالية، أصبحت رحاب المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أحد أشهر نجوم مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد أن حصدت أكثر من 350 ألف متابع ومستمع لمقاطعها الصوتية المميزة التي ترصد فيها مواقف من حياتها اليومية ومشاهدات تقابلها وتلف انتباهها، فتحولها بشكل ساخر إلى تسجيل صوتي، يتسم بالكوميدية في أغلب الوقت. وتقول رحاب هاني لـ«الشرق الأوسط»: «في مراهقتي كان خالي يصطحبني معه لأداء أصوات كارتونية كدوبلاج لبعض الأعمال التي يقوم بإنتاجها، ثم توقفت عن الدوبلاج وانشغلت بدراستي وحياتي الشخصية.. إلا أن الفكرة طرأت علي بالي وسمعت صوتا بداخلي يقول: (أنا عاوزة أكلم الناس)»، وكانت البداية عندما قمت بتسجيل مقطع صوتي لطلاب كلية إعلام تحت عنوان «نصائح لدفعة إعلام الجديدة». رصدت فيه بشكل ساخر أكثر الملاحظات التي تحدث وأراها بين الطلاب، خاصة في سنة أولى جامعة، والاختلاف ما بين المدرسة والجامعة. وتكمل رحاب: «في بداية الأمر، لم أكن أتوقع أن يستمع لي آخرون خارج دائرة الأقارب والأصدقاء، بل كنت أمزح مع أصدقائي، قائلة إن أرقام الاستماع التي تأتي بالألف لتسجيلاتي الصوتية ما هي إلا دعم منكم بصورة غير مباشرة.. إلى أن تأكدت أن لدي جمهورا مستمعا يقابلني في الأماكن العامة يعبر عن إعجابه ويشجعني أكثر». ثم بدأت في تناول قضايا أخرى، وكان أكثرها انتشارا حلقة اسمها «قانون الاكتئاب»، ولم أكن أتوقع أن تنتشر بتلك الصورة، فلقد وصل عدد مرات استماعها علي موقع «ساوند كلاود» لأكثر من ربع مليون استماع. قانون الاكتئاب التي تتناول فيه رحاب مقاومة حالات الاكتئاب التي تهاجم الجميع، بالتوقف عن مشاهدة الأفلام الرومانسية وتناول البطاطس المقلية والشوكولاته. وتنوعت المقاطع الصوتية التي تطرحها رحاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باختلاف القضايا والرسائل التي تفضل أن توجهها للشباب والفتيات، كل على حدة، في بعض المرات، تحت هاشتاغ «للفتيات_فقط» أو «خاص_للرجال»، وعن أحب المقاطع الصوتية التي تفضلها رحاب تقول: «يعد تسجيل (الليلة ليلة هنا وسرور)، الذي أتحدث فيه عما يحدث في الأفراح المصرية من مغاليات في بعض الأمور والتفاصيل، هو الأقرب إلى قلبي، ولكني بشكل عام أشعر بالسعادة لمجرد إحساسي أني أدخلت البهجة على وجه أحدهم، فهذا أمر عظيم». وتشير رحاب إلى أنه «في الفترة الأخيرة، دعاني البعض إلى تحويل التسجيلات الصوتية إلى برنامج أو قناة مستقلة.. لكني أشعر أني أقرب هكذا إلى الناس، واخشي أن أفقد المصداقية، وهذا القرب إذا غيرت من شكل العرض».
مشاركة :