في مواسم الحج والعمرة والزيارة تنشط حركة الحجيج والمعتمرين والزوار في المدينة المنورة بشكل كبير، ما يدفع الكثيرين من الشباب للعمل على سيارته الخاصة لمواجهة تكاليف الحياة وذلك باستخدامها في إيصال الزبائن إلى وجهاتهم فيما يسمى بظاهرة «الكدادة» التي يمنعها نظام المرور. يقول عبدالله الجهني طالب جامعي إن مكافأته لم تعد تكفي في ظل ارتفاع أسعار الخدمات والسلع ومثلي كطالب متعدد الاحتياجات، فما أن ينتصف الشهر إلا وتنتهي مكافأة الجامعة التي لا تتجاوز 1000 ريال، مشيرا إلى أن غياب شركات النقل والليموزين دفعه إلى استغلال أوقات فراغهم فيما يعود بالنفع إذ أنه يقوم في أيام الإجازات بالعمل على سيارته الخاصة للوفاء بالتزاماته. ويشاطره الرأي فيصل الحيسوني مبينا أن أهالي المدينة تعودوا على أسعار رخيصة للنقل وأن أسعار الليموزينات غالية، وبالتالي ? تجد ترحيبا كبيرا بها، فأغلب أصحاب الليموزينات يتعاقدون مع معلمات أو موظفات أو فنادق لنقل الحجاج أو غيرها ما يضمن لهم عملا دائما بلا انقطاع، لذا من النادر أن يجد الحاج سيارة للأجرة في شوارع المدينة، لافتا إلى أن الكثيرين يفضلون السيارات الخاصة لرخص أسعارها. أما عادل الحربي فيؤكد أنه لم يركب مع سيارة أجرة يوما من الأيام لقلتها، موضحا أن هناك الكثير من العاطلين عن العمل أخذوا من الكدادة مهنتهم الرئيسية التي يقتاتون عليها، كما يشاركهم في ذلك بعض موظفي القطاع الخاص الذين تتدنى رواتبهم ويقومون بالعمل على سياراتهم لمواجهة الظروف المادية في حياتهم المعيشية، مشيرا إلى أن عددا من الشباب أصبحوا يتعاقدون مع موظفات أو طالبات لإيصالهن إلى مقار أعمالهن ويتقاضون في نهاية الشهر مبلغا مجزيا من المال، كما أن هناك شبابا آخرين قد يتعاملون مع الزوار والحجاج وهو ما يدر عليهم مبالغ مجزية وأشاروا إلى أنه بالرغم من علمهم بمخالفة أنظمة وقوانين المرور إ? أن هذا هو الحل الوحيد لمواجهة غلاء المعيشة، وأن اشتراطات وزارة النقل والمرور للحصول على ترخيص مزاولة النقل العام (تاكسي) شروط تعجيزية وهي المسبب الأول لعدم ا?نتقال لهذه المهنة بشكل كامل. بينما يؤكد محمد الحربي أن معظم الشباب في المدينة المنورة قاموا (بتدبير حالهم) أما في العمل في المحلات التجارية ذات الرواتب الضعيفة أو العمل على سياراتهم الخاصة طلبا للمال لو كان فتاتا من أجل الابتعاد عن الحاجة والبطالة وقال إن الجميع يعملون على طلب أي وظيفة (تستر الحال) ولكن لم يجدوها في ظل الأعداد الكبيرة منهم التي تبحث عن عمل. ويتنهد سلمان أمين بمرارة قائلا: أعمل هنا وهناك في وظائف بسيطة رغم أني أحمل بكالوريوس اللغة العربية ولكن لم أجد وظيفة في التعليم وبالتالي اضطررت إلى العمل على سيارتي الخاصة حتى أبحث عن لقمة عيش شريفة وأسعى في ذلك وبشكل يومي مضيفا أنه لم يترك بابا إلا وطرقه إلا أن الحظ كما يقول كان سيئا ويتمنى أن تلتفت الشركات للشباب وتقوم بتوظيفهم ولكن برواتب مجزية حتى يستطيعون أن يكملوا نصف دينهم وأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، مشيرا إلى أن الكثير من الشباب في المدينة يعانون من البطالة. وفي تصريح سابق أشار الخبير الاقتصادي عبدالغني الأنصاري إلى ضرورة تعاون الجهات الحكومية والقطاع الخاص بعقد اجتماعات وورش عمل لتوفير خدمة النقل العام داخل المدينة المنورة وتسهيل إجراءات دخول الشباب للعمل بها سواء بالعمل بنظام الدوام الكامل أو الدوام الجزئي بحيث يتم تنظيم هذا القطاع بشكل يجعل الخدمة متوفرة وسهلة ومتاحة للجميع بشكل آمن ومريح وبأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن الوضع الحالي طبيعي إذ يفضل الناس رخص الأسعار ولذلك يتوجهون للسيارات الخاصة بينما فيما لو تم تنظيم هذا القطاع بشكل أفضل يضمن استفادة الجميع بشكل أكبر لتقديم خدمة ذات جودة عالية. مخالفات وعقوبات أوضح المتحدث باسم مرور المدينة المنورة عمر النزاوي أن نقل الركاب في السيارات الخاصة مخالف للنظام ويعرض صاحبه للعقوبات التي نص عليها نظام المرور بمنع التكسب بالنقل عن طريق السيارات الخاصة غير المصرح لها، مشيرا إلى أن نقل الشباب للركاب يعد مخالفة صريحة للنظام تستحق العقوبة.
مشاركة :