نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أمسية أدبية لقراءات قصصية شبابية، ضمن مخرجات برنامج دبي الدولي للكتابة، لتشجيع وتمكين المواهب الشابة ممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتى المجالات المعرفية من العلوم والبحوث إلى الأدب والرواية والشعر، وذلك لإثراء الحركة الفكرية والأدبية، وقدم المشاركون في الورشة قراءة نوعية لإحدى القصص المنشورة في مجموعتهم القصصية، التي تم إنجازها بعد 4 أشهر من الاشتغال على دراسة البنية الفكرية والتقنية لأدب القصة القصيرة. استمع جمهور الأمسية إلى المشاركات القصصية لكل من: أحمد بن محمد، وفاطمة العامري، وأمل الكعبي، وأحمد عبدالعاطي نور، ومريم الزعابي، وربى يونس، تحدث خلالها الكاتب إسلام أبو شكير الذي أشرف على الورشة، مؤكداً أن طبيعة الكتابة تتطلب الموهبة والرغبة، والورشة بشكل أساسي تركز على الجانب العلمي، وتزويد المشاركين بمهارات الكتابة الأساسية، مع الاهتمام بمناقشة الثقافة القصصية، سواء على المستوى المحلي والعربي والعالمي، موضحاً أن الشباب -في المعتاد- يعيشون لحظة الارتباك والخوف في بداية الورشة، محملين بأفكار وانطباعات ذات أبعاد مدرسية تؤطر القصة في الوعظ والإرشاد، ويأتي هنا دور مقدم الورشة، في تحرير القصة من الأفق الضيق، نحو فضاء خيالي أكثر حرية، مروراً بكسر حاجز الخوف بين المشارك والقصة، باعتبارها فعل إبداعي، وصولاً إلى تكوينات البيئة المحيطة في الورشة بين المشاركين أنفسهم، القائمة على إدراك العلاقة الإنسانية التي تجمعنا جميعاً، وتنعكس في منظور الكتابة الإبداعية. أوضحت المشاركة فاطمة العامري، التي قدمت مجموعة بعنوان «الوجه»، أنها توصلت إلى أن الكتابة والرسم أفضل الأدوات التعبيرية عن أفكارها ومشاعرها، مضيفة أن القراءة تهدينا عادةً، وعند تبني فكرة غير ممكن الوصول لها من خلال القراءة، فهنا يأتي دور الكتابة للتعبير عن هذه الفكرة، مبينة أن القصة القصيرة، من الأجناس الأدبية، القريبة جداً على مجتمع الإمارات، لأنها تصوير للحظة المكثفة، الشبيهة بالشعر، وإمكانية التأثير تتجسد أحياناً من سطر واحد في القصة. وترى فاطمة أن الإنتاجات الشبابية، ومستوى ثقة المجتمع فيها، له وجهان في السوق المحلي، الأول هو أن الكم الموجود من الكتب يعكس رغبة الشباب في التجريب، وهو ضروري، ويحصل في جميع المجتمعات، أما الوجه الثاني أنه أمام الكم فإن هناك عنصراً مفقوداً وهو انتقاء ما يكتب من خلال النقد والمؤسسات الثقافية كالذي تصدت له مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، من خلال برنامج دبي الدولي للكتابة. بدأت علاقة المشاركة أمل الكعبي، التي قدمت مجموعة بعنوان «بيريه عسكرية» بالقراءة من المدرسة، لافته أنها لم تدرك وقتها أن حبها لقراءة القصص سيؤدي بها لكتابة القصة، التي بدأت تكتشفها من خلال كتابتها لمذكرات خيالية، لتنتسب بعدها إلى المسابقات التي كانت دافع لها للاستمرار. وأشارت أمل الكعبي أن القراءة تساهم في تعميق لغة الكاتب، كونها تهديه اللغة بعدة تفسيرات وأبعاد، وفي سياق اللغة قالت أمل الكعبي: «للأسف في مرحلة الجامعة وبسبب الدراسة باللغة الإنجليزية، ابتعدنا قليلاً عن اللغة، ولكن مع المبادرات والاهتمام بالقراءة على مستوى دولة الإمارات، بدأنا تدريجياً نستوعب أهمية القراءة، ومدى قدرتها على جعلنا أكثر وعي باللغة ودقتها وتأثيرها علينا».
مشاركة :