نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية قراءات قصصية للقاص أحمد أبو دياب، وقدمه الكاتب الشاعر حسن الراعي، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي. وأحمد أبو دياب قاص وكاتب مسرحي مصري، حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول، سنة 2019 عن مجموعته القصصية «التقاط الغياب»، وجائزة مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما سنة 2020. تضم مجموعة «التقاط الغياب» 25 قصة قصيرة، يحاول الكاتب عبرها استكشاف الغائب في مكنونات النفس البشرية، بالاعتماد على أحداث حياة الإنسان وما يدور في فلكها من حيوانات وجمادات، فتارة يستخدم شخصيات إنسانية وتارة يؤنسن الوجود باستخدام شخصيات من الحيوان والجماد، رامزاً من خلال ذلك إلى ما يدور في داخل النفس البشرية وما يحركها من مستترة، لا تظهر للعيان، لكنها موجود. قرأ أحمد أبو دياب قصة من مجموعته: «ثلاثية التمثال والمثال والإزميل» وتقوم على حوارية بين النحات والحجر الذي يشتغل عليه والإزميل الذي يحفر به، فيبدو النحات منتشياً بخياله ورؤيته الخاصة التي لا ترى في ما أمامه سوى تمثال مكتمل في خياله، ويسعى إلى أن يجعله حقيقة ماثلة أمام عينيه، فيهجم على الحجر يضربه ليزيل الزوائد حتى يظهر التمثال مكتملاً، ويستخدم في هجومه ذلك الإزميل وسيلة لكسر الحجر، ويبدو الحجر يئن تحت وطأة الإحساس بالظلم القاهر، من ذلك النحات الذي أقبل عليه يدمره دون أن يستأذنه أو يعرف رأيه، وأما الإزميل فهو غاضب محتج على النحات الذي استخدمه وسيلة لتدمير الحجر، فهما يعانيان من ذلك المثال الذي يبدو غارقاً في خياله، وعمله الحثيث لإبداع تمثاله الخاص. إنها تمثيل لذلك الصراع الذي لا ينتهي بين طموح النفس البشرية في الاختيار والفعل والتملك، وبين نزوعها إلى الدعة والسلام مع مكونات الوجود.
مشاركة :