طريق الحج قديماً .. رحلات يحفها الخوف والجوع

  • 10/8/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الحج أمنية كل مسلم يسعى لإكمال أركان دينه وفقا للاستطاعة التي تحدث عنها الدين الحنيف، غير أن سبل الوصول إلى المشاعر المقدسة يختلف من حقبة لأخرى، فقديما كانت الصعاب هي سيدة الموقف، والآن تيسرت الطرق وأصبح من السهولة بمكان أداء الشعيرة العظيمة بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها المملكة في هذا الجانب، وهو ما أكدته المسنة فاطمة الهادي، وهي تتأرجح بين الماضي والحاضر على صفحات «عكاظ». من بين الدموع والآهات بدأت فاطمة الهادي، 95 عاما، حديثتها عن ذكرياتها مع الحج، قائلة «كنا نطلب من بعضنا السماح والعفو عن الأخطاء التي قد نكون ارتكبناها في وقت سابق، لأننا أمام الموت في طريقنا للمشاعر المقدسة، خاصة وأننا كنا نمضى عدة أشهر للانتقال إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وفي الطريق تتربص بنا الحيوانات المفترسة أو الكوارث، مع ضعف نسبة الأمان وانتشار اللصوص بين الطرق الترابية التي نعبرها باتجاه المشاعر، وأتذكر أنني حججت وعمري 17 عاما مع زوجي، رحمه الله، وكانت الطرق غير مسفلتة وعبارة عن صخور وجبال وأودية وأحيانا صحارى لا توجد بها مصادر مياه، ما يجعلنا نضع كل الاحتمالات، النجاة أو الهلاك، ولكن الوضع الآن اختلف وصار الوصول إلى الحج سهلا عن طريق البر والبحر والجو، ولن يفهم هذا الجيل حجم المخاطر التي تعرضنا لها لأنه لم يشاهدها وحين ودعت أحد أقربائي مؤخرا وهم يمضون إلى الحج وبكيت استغربوا وهم لا يدرون أن الذاهب إلى مكة المكرمة في عهدنا فرص هلاكه أكبر من نجاته». وفصلت فاطمة كيفية الوصول إلى الحج في العهد القديم، والخطة التي يتبعونها، «ظل زوجي لشهرين يبحث عن حارس للجماعة والتي تعتزم الذهاب لأداء الفريضة وتضم نساء فيما بينها ولم يجد إلا خمسة أشخاص طلبوا 40 ريالا وهي في ذلك الوقت كثيرة جدا، وباشتراط ان يتركونا في مكة المكرمة ويعودوا قبل انتهاء موسم الحج وهو ما حدث بالفعل وقد توفي أحدهم إثر لدغة ثعبان ليعود أربعة إلى ديارهم، بينما فقدت إحدى قريباتي التي أصيبت بالحمى، وتوفي زوجي بعد فترة حيث تعرض في الرحلة لكسر بعد سقوطه على صخرة ولم يجد العلاج اللازم حتى عقب الوصول إلى مكة المكرمة». وأضافت «ركبنا الجمال من قريتنا وسرنا في طريق محفوف بالمخاطر وفاجأتنا السيول والأمطار ودفعنا ريالين لإحدى القبائل مقابل المرور بقريتهم، بداعي الحماية من الاعتراض من قبل قطاع الطرق، إلى أن وصلنا مكة المكرمة بعد مسير ما يقارب 22 يوما، فيما استخدمت شقيقتي بعد ما يقارب 10 اعوام شاحنة أطلق عليها الهينو، وهي عبارة عن سيارة كبيرة تستخدم في الأصل لنقل الأتربة والصخور ويحج عبرها الأثرياء فقط من أهل القرى». ووصفت فاطمة المكوث في المشاعر المقدسة بالامر الروحاني ولكنه كان محفوفا بمخاطر كبيرة سابقا، ومن بينها صعوبة التنقل الذي لا يتم إلا عبر الجمال أو السير على الاقدام حتى منى وعرفات ومزدلفة، بينما الآن هناك سيارات وقطارات، مبينة أن رمي الجمرات كانت مخاطرة أكبر ويقضي فيه عشرات الحجاج من الجنسين نحبهم، بعكس اليوم بعد أن تم انشاء الأدوار للجمرات وتم وضع الخطط والتنظيم وسخرت كل الصعوبات امام ضيوف الرحمن، معتبرة أن ما وصل إليه الأمر الآن كان بفضل الله تعالى ثم على يد الملك عبدالعزيز الذي وحد البلاد ونشر الأمن ومن بعده جهود أبنائه.

مشاركة :