لطالما شغل تفوق الأبناء الدراسي تفكير غالبية أولياء الأمور، الأمر الذي دفعهم للجوء في بعض الأحيان إلى اتباع سياسة الضغط عليهم من أجل التفوق وتحقيق المراكز الأولى، فلماذا يكون الأهل كثيري المطالب فيما يتعلق بتفوق أبنائهم، وما أثر ذلك عليهم، وكيف يمكن للأب دعم أبنائه من دون كسر طموحاتهم: "سيدتي وطفلك" تواصلت مع الاختصاصية النفسية وئام العمري حتى تُجيب على تلك التساؤلات: تجزم "العمري" بوجود فكرة ما يُسمى بالفروق الفردية بين الأشخاص، وهذه الفروق هي التفسير لما يحدث لأبناء الأسرة الواحدة الذين يعيشون في نفس البيئة، ويُعاملون بنفس الأسلوب التربوي، إلا أن أحدهم لا يستطيع الحصول على الدرجات الكاملة مقارنة بإخوته. لتحقيق ما عجزوا عن الوصول إليه. ليثبتوا أن طريقتهم واختياراتهم كانت صحيحة ووصلت بهم إلى النجاح. هذا يشعره بالإحباط وانعدام الأمان وفقدان الحب غير المشروط، فإخفاقه يعني عدم تقبل الآخرين له. قد تصل متطلبات المثالية إلى انعدام الرغبة في التحصيل الدراسي والعلمي إن تطبيق ما تعلمه دون رغبة يُخفض من مستوى الإبداع لديه، وبالتالي فإن نجح في عِلمه قد لا يتميز في عَمله. تلك الرغبة الملحة للمثالية، حين يتربى عليها الأبناء فإنها تزرع فيهم الأنانية والكراهية فينشأون فاشلين اجتماعياً. كيف يمكن للأب دعم أبنه من دون كسر رغباته وهواياته؟ تقبل قدرات ابنك بحيث يشعر بأنك تحبه لذاته وليس لنجاحه. ابتعد عن الأوامر المستمرة. خصص أوقاتاً مهمة لمشاركته هواياته. واجعله يخوض التحديات ودربه على حل المشكلات حتى تزيد ثقته بنفسه اهتم بشؤونه في المدرسة،فهذا يعرفك على جانب من شخصته. اهتم بصحته النفسية، من خلال الابتعاد عن المثالية ومقارنتة بغيره. ادعم الجوانب الاجتماعية لديه من خلال التفاعل والتعاون مع الآخرين وربيه على مهارات القيادة وتفهم مشكلاته مع المحيطين به.
مشاركة :