الأنشطة الترفيهية ترتقي بقدرات أصحاب الهمم

  • 4/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تلعب الأنشطة الترفيهية لأصحاب الهمم دوراً رئيساً في الارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم، وبالتالي إنجاح عمليات الدمج، باعتبارها من أهم المحطات المراد الوصول إليها عبر رحلة العلاج والأهل التي يخضع لها أصحاب الهمم على اختلاف ظروفهم وإمكاناتهم، حيث تؤدي الأنشطة الترفيهية إلى الدافعية للتعلم لديهم، وتزيد من مفهوم الذات، والمهارات التي لا يمكن أن يتعلمها أصحاب الهمم إلا من خلال أنشطة ترفيهية، مثل القفز داخل الحلقات، واستخدام المناشط والألعاب الموجودة في الحدائق. علي عمر، طالب في المرحلة الثانوية يعاني إعاقة جسدية في اليد والقدم، وهي تؤثر سلباً على ممارسته الأنشطة الرياضية في المدرسة والناحية الأكاديمية، خاصة الكتابة، قال إنه بالتعاون مع معلمي المدرسة تم العمل على حل تلك المشكلات، اعتماداً على بعض الألعاب في الملاهي والحدائق الترفيهية التي تناسب قدرات أصحاب الهمم. أما أحمد المصعبي، ولي أمر لأحد الطلاب من أصحاب الهمم أضاف: ابني كان يعاني نشاطاً زائداً قلل مستوى تحصيله بالتدريج انخفض هذا النشاط الزائد وارتفع مستواه، وبدأ يتفاعل معنا كأن يحضر واجباته، ويطلب منا المساعدة، وقد تغيرت سلوكياته، وبزيارة المدرسة تبين أنهم وضعوا له خطة عمل وتوجيهه إلى مهارات حركية، للاستفادة من قدراته في الأنشطة والألعاب البدنية، وبدأ يقرأ ويتعرف على مفهوم الكلمات، لذلك أؤكد ومن خلال تجربتي أن للأنشطة الترفيهية أهمية كبرى من أجل التعلم. متلازمة داون أحمد الدايل، ولي أمر، ذكر أن ابنه يعاني إعاقة جسدية سببت له مشاكل في الحركة وبعد تأهيله للاندماج للمدرسة لم يستطع اللعب بالكرة مثل زملائه، لكن بعد قيامه عن طريق المدرسة بالزيارات الخارجية، لاحظ عليه رغبته في تعلم السباحة، وبالتعاون مع إدارة المدرسة والمختصين تم تعليمه وتكريمه، لذلك يؤكد الدايل، أهمية الأنشطة الترفيهية في اكتشاف مواهب طلاب أصحاب الهمم. حالة الطالب سالم «9 سنوات» تقول عنها أمه: ابني سالم يعاني متلازمة داون، ومن المعروف أن هؤلاء الأطفال يعانون مشاكل سلوكية، حيث إنهم يتعاملون بفطرتهم دون مراعاة العادات السلوكية وبعد تأهيله ودمجه بالمدرسة ظهرت مشاكل سلوكية، فتم وضع خطط داخلية لتعديل السلوك في الصف، وخارجية بالأنشطة الترفيهية، وبالتدريج تم استبدال السلوكيات السلبية بإيجابية، وبعد الانتهاء من تعديل السلوك بدأت البرامج الدراسية والعلاجية، ومنها زيارات الحدائق، كأحد الأساليب الفعالة في عمليات الدمج. ويقول فايز الإمام، مساعد معلم، بإحدى مدارس أبوظبي: للأنشطة الترفيهية خصوصاً الخارجية تأثير كبير على النواحي النفسية والاجتماعية والسلوكية للطالب، ولابد من الدراسة الجيدة لخصائص الطالب النفسية والاجتماعية والأكاديمية من أجل تحديد الأنشطة التي تساعد الطالب على تقدمه الأكاديمي والاجتماعي والاستفادة من جميع المناشط الخارجية، خاصة الرحلات الترفيهية التي تزيد من فرص نجاح الخطة الفردية الخاصة بأصحاب الهمم. اكتشاف المواهب وتنمية المهارات شددت خلود عبد الرحيم، مدير مراكز الرعاية والتأهيل بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، على أهمية الأنشطة الترفيهية في إنجاح عمليات الدمج لأصحاب الهمم، وقالت إن المؤسسة تحرص على تنظيم البرامج الترفيهية في كافة المراكز والأندية التابعة للمؤسسة على مستوى إمارة أبوظبي، وكذلك رعايتها ودعمها، نظراً لكونها تسهم وبصورة إيجابية في دمج أصحاب الهمم وتمكنهم في المجتمع. وبينت أن البرامج الترفيهية تعمل على اكتشاف مواهب أصحاب الهمم المخزونة، وصقلها لدعم وتنمية مهاراتهم وتدريبهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة الثقافية والتكنولوجية، كما تفيد في كسر الروتين اليومي للطلاب، والعمل لإكسابهم مهارات رياضية واجتماعية ومهنية، وزيادة تفاعلهم الاجتماعي من خلال الأنشطة الداخلية والخارجية، فضلاً عن إدخال البهجة والسرور في نفوسهم، وتفريغ الطاقة في أنشطة هادفة. كما تدعم الأنشطة الترفيهية انتماء الطلاب لبلادنا ومجتمعنا، تعريفهم بمؤسسات الوطن وتنمية روح المحافظة عليها، واكتشاف المواهب لدى الطلاب وصقلها. وحول أفضل الأنشطة الترفيهية التي تناسب أصحاب الهمم، شرحت خلود عبد الرحيم، مدير مراكز الرعاية والتأهيل بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن هناك تنوعاً في الأنشطة الترفيهية التي تناسب أصحاب الهمم لكن أغلبها يتعلق بتفريغ الطاقة لديهم، والاستفادة من حماسهم، ومنها الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية والتعليمية والعلمية والورش الفنية التي تخدم جميع جوانب الإبداع والابتكار لدى أصحاب الهمم، وتساعدهم على استثمار أوقات الفراغ، وتوفير المناخ المناسب والبيئة الجاذبة لإكسابهم المهارات، والعمل على تعزيز روح الولاء وحب الوطن والبذل والعطاء وروح التحدي لديهم لبلوغ التميز والنجاح، إلى جانب تقديم برامج متنوعة بين الترفيه والمتعة والفائدة العلمية، من خلال الأنشطة التي سيتم تنفيذها، والعمل على تدريب أصحاب الهمم على تحمل المسؤولية والمشاركة الاجتماعية التطوعية. مقاييس التقييم الشامل أكد محمد نصر، اختصاصي التربية الخاصة، أن أصحاب الهمم لهم قدرات خاصة ومتفاوتة على الرغم من تشابه الإعاقة، كما أن القدرات مختلفة داخل الطالب نفسه، فنجد الطالب مميزاً في مجالات ومتوسطاً في مجالات أخرى، ومتدنياً في أخرى، ويتم تشخيص وتقييم هؤلاء الطلاب وفق اختبارات ومقاييس تقيس جميع قدرات الطالب، فتقيس الاختبارات القدرات العقلية والسلوكية والاجتماعية، بالإضافة إلى قياس القدرات الأكاديمية، وهذه المقاييس في مجموعها تسمى التقييم الشامل وفي الواقع أن الهدف الأساسي من هذا التقييم الشامل هو تحديد نقاط القوة والضعف لهذه القدرات من أجل بناء الخطة التربوية الفردية، والتي تخص الطالب بذاته. وأوضح، أن هذه الخطة تشمل برامج المجالات الأكاديمية والتربوية والسلوكية والاجتماعية والنفسية، كما تضمن الأنشطة الترفيهية لما لها من دور محوري في الارتقاء بقدرات طلاب أصحاب الهمم الخاصة، فهي تعمل على تقوية نقاط القوة وعلاج نقاط الاحتياج ولابد من وضع برامج للأنشطة الترفيهية داخل الخطة التربوية الفردية محددة الأهداف منها، فنجد منها هدفاً ترفيهياً من أجل تخفيف الضغط النفسي على الطالب نتيجة للإحباطات التي يجدها نتيجة لقدراته الخاصة. وبين أن الأنشطة الترفيهية تشمل زيارات الحدائق والأنشطة الرياضية، كالسباحة وكرة القدم وكرة السلة وكرة الطاولة والبولينج كذلك بعض الألعاب الخاصة في مدينة الملاهي، ولابد من توافر أفراد مختصين مع طلاب أصحاب الهمم، وذلك من أجل تحقيق الهدف المحدد له في الخطة الفردية كذلك توفير الأمن والسلامة للأطفال، وهنا نحذر من أنه لابد من دراسة الأماكن التي تخطط للزيارة إليها مع طلاب أصحاب الهمم، وتوفير الأمن والسلامة لهؤلاء الطلاب.

مشاركة :