القاهرة - حسام عباس: لا تتعامل إنجي أباظة مع الفن بمنطق الاحتراف، رغم عشقها له وحماسها لتقديم أعمال مؤثرة، فهي تحرص على اختيار أدوار قوية تحبها وتجدد بها إطلالتها، وقد حققت بصمة في مسلسل «الأب الروحي» مع المخرج بيتر ميمي، الذي تدين له بالفضل في نجاحها، وما زالت تعتبر دورها في مسلسل «سيرة حب» الأقوى والأهم.. تنتظر فرصة مختلفة وتفضلها أن تكون في فيلم يعيدها بقوة للسينما، بعد أن كانت بدايتها في سن صغيرة في فيلم «المصير»، كما تقول في هذا اللقاء.** لماذا تراجع حضورك في العام الماضي بعد عودة قوية للفن بأكثر من عمل مميز؟- لأن آخر عمل قدمته كان «الأب الروحي» وحقق نجاحاً مهماً، ودوري خلاله ترك بصمة قوية فوضعني في مأزق أن يكون العمل التالي بعده أقوى أو على نفس المستوى، بينما عرض عليّ أعمال كثيرة لم أجد نفسي فيها وأنا لا أتعامل مع الفن بمنطق الاحتراف ولا أسعى للتواجد أو الانتشار، فأنا لست وجهاً جديداً، وأعشق الفن كهواية وأتمنى أن أقدم فيه ما أحب وما يليق بي.** وما كان سبب حماسك لشخصية هايدي في «الأب الروحي» وما سر نجاحها؟- هايدي فتاة رومانسية هادئة، وهي تركيبة يتعاطف معها الجمهور وقد أحببتها، وكانت مرسومة بشكل رائع والفضل في خروجها بشكل مميز يعود للمخرج بيتر ميمي الذي استفدت منه كثيراً، وقد تركت صدى جيداً لدى الجمهور الذي كان يحدثني عنها في الشارع، وهي أكثر الشخصيات التي أحبها الجمهور بعد دوري في مسلسل «سيرة حب» مع سيرين عبدالنور.** ألا تخشين أن يهملك الوسط الفني مرة أخرى بسبب منطقك في الاختيار؟- لم يهملني أحد، وأنا صاحبة القرار في بعدي عن الفن وعودتي، لأنني كما قلت أتعامل معه كهواية أحبها، وأنا لي عملي الخاص الذي ورثته عن والدي وأحب أن تكون أعمالي وأدواري مميزة يحبها الجمهور وتكون صورتي خلالها لائقة، لدي عروض جديدة، لكنني لا أحب أن أتكلم عنها حتى يبدأ تنفيذها فعلياً.** هل يعني ذلك أنك تتلقين عروضا فنية باستمرار وتركزين في الاختيار؟- هذه حقيقة، أحب أن تكون لي بصمة في أعمالي، حتى إنني تلقيت عروضاً للعودة للسينما، وكان هناك مشروع مميز لكن الشركة المنتجة أجلت التنفيذ، وأنا أفضل أن تكون خطوتي المقبلة في السينما، وأتمنى عودة قوية إليها.** هل نجحت في إثبات موهبتك خلال أعمالك بعد العودة؟- الحمد لله، كنت محظوظة بأن عودتي كانت مع مخرج كبير هو محمد فاضل في مسلسل «ربيع الغضب» وتركت بصمة، ثم توالت أعمالي، فقدمت مسلسل «فرق توقيت» مع تامر حسني وكان تجربة ناجحة، وفي «هبة رجل الغراب» مع إيمي سمير غانم قدمت شخصية ملكة جمال سابقة، وفي «الداعية» مع هاني سلامة قدمت شخصية مهمة لزوجة ضابط شرطة عنيف ومتسلط، كذلك تحمست لدور ضابطة الشرطة هبة في «شطرنج» لأنه غير نمطي، وشخصية ليلى التي قدمتها في «سيرة حب» مع سيرين عبدالنور كانت تركيبة جديدة ومختلفة، وهي الأهم في رصيدي، وفي أعمالي الأخرى كنت دائماً متجددة، فأنا أراهن على التمثيل والأداء وليس الشكل والجمال.** ما الذي يحسم قرارك بقبول عمل محدد؟- أهتم أولاً بالورق وأركز على تأثير الدور الذي ألعبه وقيمته، وأن يكون مختلفاً، ولا أكرر نفسي، كما أحب العمل مع فريق يسعى للنجاح، وأستفيد من أبطاله على مستوى الأداء والجماهيرية، واسم المخرج مهم جداً لأنني أحتاج لمن يضبط أدائي مع أداء زملائي، والمخرج هو من يمسك كل الخيوط.** هل تغريك مسلسلات رمضان أم الأعمال خارجه؟- أفضل مسلسلاتي كانت خارج رمضان، لأنها تأخذ حظاً أفضل في المشاهدة بعيداً عن الزحام، إلا أنني أتمنى بالفعل أن أحظى بعمل كبير يعرض في رمضان، شرط أن يكون متكاملاً على مستوى الكتابة والإنتاج والإخراج.** هل تهتمين بأسماء من تعملين معهم من النجوم أو المخرجين؟- الأولوية للورق والسيناريو ومضمون وقيمة ما أقدمه، لكن بكل تأكيد الأسماء الكبيرة لها قيمتها، والنجاح لا يأتي من فراغ، والعمل مع النجوم له قيمته.** في رصيدك مسلسل «قانون سوسكا» مع سهير البابلي لكنه لم يعرض بعد.. لماذا؟- هو مسلسل بدأ العمل به منذ عدة سنوات، وانتهينا من تصوير 13 حلقة منه ثم تعثر، وهو إنتاج مي مسحال ولا أعتقد أنه سيكتمل، فلا حديث عنه الآن.** وماذا عن الوجه الآخر لإنجي أباظة؟- أنا أم ولدي عملي الخاص الذي يحميني من التنازل في الفن، وأفضل أن تكون حياتي الخاصة بعيدة عن الميديا، وأحب أن يكون الاهتمام بما أقدمه من أدوار فنية لا بحياتي الشخصية.