إسطنبول – قنا: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إن الولايات المتحدة وأوروبا تحاولان التدخل في شؤون تركيا الداخلية وعليهما أن تعرفا حدودهما» . وأوضح أردوغان، في تصريح للصحفيين بمدينة إسطنبول أمس تعليقا على تصريحات أمريكية وأوروبية حول الانتخابات المحلية التي جرت الأحد الماضي، أنه «بعد الانتهاء من التصويت في الانتخابات، دخلنا في المسار القضائي لتقديم طعون على النتائج» .. مشيرًا إلى أن الأحزاب التركية تقوم بإجراءات طعونها، وهذا حق طبيعي لها. وأكد أن «تحالف الشعب» الذي يضم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الحركة القومية»، حصل على 53.3 بالمئة من الأصوات في الانتخابات المحلية.. مبينا أن «تحالف الشعب» فاز في 25 قضاء من بين 39 من إجمالي أقضية إسطنبول. وحول الطعون المقدمة، قال أردوغان «إذا لم تستجب لجنة الانتخابات باسطنبول على طلبنا فسيكون لدينا حق اللجوء إلى اللجنة العليا للانتخابات».. ولفت إلى أن الأغلبية الساحقة في مجلس بلدية إسطنبول بيد «تحالف الشعب». وكان عمر جليك المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، قد شدد الخميس على أنه «لا يمكن لأي مؤسسة تابعة لدولة أجنبية أن تكون مصدرًا لشرعية نتائج الانتخابات في تركيا».. وقال إن تصريحات متحدث الخارجية الأمريكية (روبرت بلادينو) حول الانتخابات في تركيا «تستحق الإدانة».. في إشارة إلى قول المتحدث الأمريكي «إن الانتخابات الحرة والنزيهة أساس كافة الديمقراطيات، أي أن قبول النتائج المشروعة أمر ضروري، ولا ننتظر أقل من ذلك من تركيا التي لها تقليد طويل ومشرف في هذا الصدد». وتشير النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية في تركيا، إلى تقدم مرشح «الشعب الجمهوري» أكرم إمام أوغلو، على منافسه بن علي يلدريم مرشح « العدالة والتنمية»، لرئاسة بلدية إسطنبول، في وقت قدم فيه الحزب الحاكم اعتراضات لإعادة فرز الأصوات في عدد من الأقضية. وفي وقت سابق، كشف السيد علي ياووز نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، عن تصحيح 11 ألفًا و109 أصوات لصالح حزبه بعد إعادة فرز 530 صندوقًا في إسطنبول. من جهة أخرى انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بيانا أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية بشأن اجتماع عقده مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، قائلا إن ما جاء فيه من إشارات إلى سوريا وموظفين قنصليين أمريكيين محتجزين لا تعكس الحقيقة. وورد في بيان الخارجية الأمريكية الذي نشر في أعقاب اللقاء، أن بومبيو حذّر نظيره التركي من «التداعيات المدمّرة المحتملة لأي عمل عسكري تركي أحادي» في سوريا. وبحسب البيان أيضا فقد دعا بومبيو خلال اجتماع مع نظيره التركي إلى «حلّ سريع لقضايا مرتبطة بمواطنين أمريكيين» أو موظفين محليين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية «احتُجزوا ظلمًا» في تركيا. كما أعرب بومبيو لجاويش أوغلو عن «قلقه بشأن احتمال امتلاك تركيا» نظام الدفاع الصاروخي الروسي أس-400، وفق ما جاء في بيان الخارجية الأمريكية. لكن وزير الخارجية التركي قال للصحفيين في واشنطن أمس إن ما جاء في البيان لا يعكس محتوى اللقاء، كما أن البيان أشار إلى قضايا لم تطرح للنقاش. وأضاف أن «هذه اللغة لم تُستخدم» خلال المحادثة مع بومبيو، وأن الأمريكيين «لم يذكروا قط مثل هذه الأمور بشأن أعمال أحادية لتركيا». وفيما يتعلق بما جاء في البيان الأمريكي بشأن الموظفين القنصليين المحتجزين في تركيا، قال الوزير التركي «لقد اتفقنا ببساطة على مواصلة العمل معا بشأن هذا الموضوع». لكن بومبيو أكد تمسكه بكل ما جاء في بيان وزارته. وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بسبب عدد من القضايا من بينها الخلاف بشأن الأزمة السورية ومصير موظفين.
مشاركة :