وصف مراقبون التصريحات المتبادلة بين القوى المتصارعة في ليبيا، بأنها أشبه بمباراة «البنج بونج»؛ فما إن يخرج بيان من جهة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، إلا ويعقبه رد سريع من الجبهة المقابلة بقيادة المشير خليفة حفتر، فيما يرى المراقبون أن هذه البيانات أو التصريحات تعكس حقيقة ما يجري ميدانيًا من حيث بسط النفوذ والسيطرة. وفي بيان وُصف بأنه دعوة لمساندة حكومة الوفاق في مواجهة الضغط العسكري لقوات حفتر، قال السراج: لقد مددنا يدنا للسلام؛ لكن الاعتداء الذي حدث من القوات التابعة لحفتر، وإعلانه الحرب على مدننا وعاصمتنا، وإعلانه بذلك الانقلاب على الاتفاق السياسي، لن يجد منّا إلا الحزم والقوة؛ لذا أصدرنا التعليمات وأعلنا النفير العام للقوات المسلحة الليبية والأجهزة الأمنية، بالتعامل مع أي تهديد من شأنه السعي لزعزعة الاستقرار وترويع الآمنين وفي إشارة إلى مساعي الحشد والتجييش في مواجهة التحركات الميدانية لقوات حفتر، قال السراج: في هذا الوقت نحيي قواتنا المسلحة الليبية الباسلة، والتي مازالت تتوافد من كل أنحاء البلاد، لما قدمته وتقدمه من تضحيات لحماية المدنيين، والدفاع عن حلم الليبيين في دولة مدنية ذات سيادة، مؤكدًا أنه سيتم تقديم كل المتورطين والمشاركين في الأعمال التي تسبب في إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات العامة والخاصة للقضاء المحلي والدولي. وأضاف: في هذه الظروف التي فُرضت علينا، نطمئن المواطنين في مناطق العمليات على أرواحهم وممتلكاتهم، ونؤكد للجميع أن هذا الصراع ليس صراعًا جهويًا أو قبليًا بأي حال من الأحوال.. ولن ننجر لذلك أبدًا ، ونكرر الدعوة لكل الليبيين في جميع أنحاء البلاد شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا، إلى ضرورة تغليب مصلحة الوطن، وتوحيد الصف، والتآزر والعمل معا لانتشال ليبيا من هذه الأزمة. وفيما يُعتبر محاولة لدعم موقفه دوليًا، اختتم السراج تصريحاته، قائلاً: أقول للمجتمع الدولي يجب ألا يساوي بين المعتدي، ومن يُدافع عن نفسه، أو بين من يسعى لعسكرة الدولة والملتزم بالدولة المدنية الديمقراطية. في المقابل، أعلن المتحدث باسم «الجيش الليبي» بقيادة حفتر، اللواء أحمد المسماري، أن «رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج فشل في نيل الثقة من البرلمان، ولم يكسب أي شرعية من البرلمان أو أي جهة رسمية»، قائلاً: حسمنا قرارنا مع السراج والكلمة ستكون في المعركة. وهو ما وصفه مراقبون بأنه تأكيد لسيطرة قوات حفتر على الأرض. ورد المسماري على رئيس حكومة الوفاق، قائلاً: السراج تحاشى دائمًا التوقيع على أي اتفاق مع حفتر، ولم يعد بإمكاننا الصبر أكثر على مراوغات السراج.. وعملية «طوفان الكرامة» في طرابلس، مستمرة تجاوزنا مرحلة التصريحات، مشيرًا إلى أن «عملية السيطرة على طرابلس ستكون أسرع مما تخيلنا». وكشف المسماري، عبر فضائية العربية، أن «قطر وتركيا أرسلتا أسلحة وذخائر لجماعات إرهابية في طرابلس»، مؤكدًا أن «هدف الجيش الليبي تأمين العاصمة طرابلس وتجنب توسيع رقعة المعارك»، مشددًا على «حرص الجيش الليبي على تجنب استخدام السلاح الثقيل في المعارك حفاظًا على أرواح المدنيين».
مشاركة :