قصة تراثية بطلتها الفنانة الكويتية بدور المعيلي التي حلت بمعرضها «قديمك نديمك» ضيفة شرف النسخة السابعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، والتي تستمر حتى 23 أبريل الحالي، بمشاركة أكثر من 60 دولة من بلدان مختلفة، و40 فرقة فنية. واستطاعت بدور أن تبهر زوار المهرجان الذين تدفقوا بكثافة نحو منتجاتها التراثية، التي شكلت منصة جذب، راسمة ألوان البهجة في وجوه الصغار والعائلات، وحلقت بخيالاتهم وحواسهم نحو زمن الماضي الجميل، صنعت بدور ذاكرة للأشياء والدمى التي تصنعها في أشكال فنية معبرة وملهمة، قدمتها من خلال مشروع تراثي «قديمك نديمك» الذي وصفه الزوار بأنه بمثابة صندوق العجائب يجمع بداخله كنوزاً من القيم والعادات الجميلة، تصوغها بدور بأفكار مبسطة تحاكي عفوية الأطفال من خلال الدمى التي صنعت منها أعمالاً فنية تستحضر الماضي الجميل، بهدف إحياء جمال الموروثات المادية والتقاليد الخليجية المستلهمة من سيرة الأوليين وحياة الأجداد. قصص كفاح وقالت بدور إنها نفذت أكثر من 15 مجسماً يجسد حرفاً يدوية تروي من خلالها قصص كفاح وإرادة عايشها الآباء والأجداد، مثل الخرازة والندافة والنكاس والصفّار، من دون أن يفوتها أن تستحضر بعض مهن الماضي الجميل، في لوحات فنية قدمتها بطريقة تربوية تبث من خلالها إشعاع الأصالة والعراقة، ذكرت منها الخراز والبزاز والسماك والحواج «العطار» والكندري وبياع الزبابيط والمطوع «الملا» والشاوي وبائعة النخي والباجلا. كما رصدت بدور بعض الألعاب الشعبية المختلفة مثل المقصي والدرباحة والكافود والدوامة والحيلة، وتناولت حياة البحر، واستعرضت الاستخدامات والأدوار المهنية التي تتعلق بأفراد طاقم السفينة، كالطباخ والطواش والنواخذة والغواصون والسيب وفلق المحار، وركزت بدور في مشروعها على حياة البداية في الصحراء، وسلطت الضوء على مفردات تراثية مهمة مثل الصميل وطقوس القهوة والضيافة والصقر والسدو وطريقة غزله وصباغته وتجفيفه وحياكته. وحرصت بدور على الإلمام بكل عناصر التراث الخليجي المشترك، وروت قصصاً فنية كثيرة تجسد بعض العادات في المناسبات والأعياد وشهر رمضان منها بعض المظاهر الاحتفالية التي ترافقها معها دق الهريس والزرادة والقرقيعان، أما في الأعراس فهناك بعض الطقوس الجميلة مثل الدزة واليلوة وزفة المعرس والقهوة الشعبية والعماريات. رسائل ملهمة وأشارت بدور إلى أنها ابتكرت 200 شخصية تحمل رسائل التراث الكويتي الذي يعد جزءاً من التراث الخليجي المشترك، وبرعت في ابتكار تلك الشخصيات التي تتخذ أشكال مجسمات من صنع يدها، تنقل من خلالها حمولة كبيرة من القيم التربوية والمعارف العلمية الموثقة من جهات وإصدارات مختصة بالتراث، وأوضحت أن المميز في مشروعها هو جودة المادة التراثية التي تعتني بالتفاصيل الدقيقة وكونها يدوية الصنع، وتقدم محتوى هادفاً يحمل رسالة القيم والجمال والموروث الشعبي والحرفي بصورة حداثية وأساليب فنية جاذبة تبهج الصغار والكبار. ولفتت بدور إلى أنها تعتزم تحويل مجسمات ولوحات هذا المشروع التراثي الملهم إلى أفلام كارتونية وفلاشات توعوية تقدم خدمة ثقافية ورسالة مجتمعية من بوابة التراث الذي يضيء على قيم الماضي ويسطع بجمالياته وأصالته.
مشاركة :