عندما جمعت "امبورببل" مبلغا غير مسبوق بقيمة 502 مليون دولار من "سوفت بنك" قبل عامين، شرع مؤسسها المشارك هيرمان نارولا، في التطلع إلى رؤية موسعة لأعماله الناشئة في لندن. قال نارولا إن برنامج "امبورببل" المعروف بـ"سبيشال أو إس" كان قادرا على "إعادة تشكيل العالم الحقيقي"، من نمذجة حركة المرور عبر فرادى المدن، إلى محاكاة شبكات الاتصالات، بل حتى الأنظمة البيولوجية. تحدث رأسماليون مغامرون بحماس عن إنشاء "عالم افتراضي" - عالم افتراضي مزدوج للعالم الحقيقي، الذي طالما كان حلما يراود صناعة الخيال العلمي. بينما لا تزال "امبورببل" تحمل هذه التطلعات على المدى الطويل، فإن الشركة تضاعف في المستقبل المنظور، ما يبدو للبعض تطبيقا أكثر محدودية: ألعاب الفيديو. قال نارولا في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر: "لقد بدأنا حلم بناء وإيجاد حقائق جديدة. نعم، بالتأكيد، تقنياتنا لها تطبيقات في مجالات أخرى". وأضاف: "على أنه إذا لم نركز، سنفشل من ناحية النشاط التجاري. ألعاب الفيديو هي المنطقة التي تستأثر بأكبر قيمة معروضة للعالم بصراحة. وهي أكثر الأشياء التجارية إثارة للاهتمام مما يمكن أن نفعله". في العام الماضي، جمعت "امبورببل" 100 مليون دولار أخرى من مجموعة "نيتياس" الصينية للإنترنت، التي تعد ضمن أكبر مطوري الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت، بقيمة تتجاوز ملياري دولار. من شأن هذه الشراكة أن تساعدها على الحصول على جزء من 140 مليار دولار التي ينفقها المستهلكون حول العالم على ألعاب الفيديو كل عام. على أن "امبورببل" لم تشهد حتى الآن ذلك القدر الكبير من مثل ذلك الإنفاق. انخفضت إيرادات "امبورببل" للسنة المنتهية في أيار (مايو) 2018 إلى 579.859 جنيه استرليني، من 7.8 مليون جنيه استرليني في العام الأسبق. وفي الوقت نفسه، زادت خسائرها السنوية عشرة أضعاف لتصل إلى 50.4 مليون جنيه استرليني، وفقا لأحدث حساباتها التي تم نشرها في سجل "دار الشركات في المملكة المتحدة" في بداية آذار (مارس) الماضي. بعد جمع أكثر من 600 مليون دولار من "سوفت بنك" و"نيتياس"، يمكن القول إن "امبورببل" باتت بعيدة كل البعد عن استنفاد أموالها. على أن الأرقام تشير إلى ما تنفقه لإنشاء "سبيشال أو إس" - حتى قبل أن تجد عملاء للدفع مقابل البرنامج. بعد نحو سبع سنوات من تأسيسها، لم تنشر "امبورببل" بعد المبلغ الذي ستجعله رسوما من العملاء مقابل استخدام "سبيشال أو إس" والخدمات المرتبطة به، بل وضعت ترتيبات مخصصة مع عدد محدود من العملاء الفرديين. وأردف نارولا أن "امبورببل" ستكشف عن تسعير موحد لخدماتها: "وذلك لن يكون وشيكا قريبا". وأضاف: "يمكنك أن تكون أحد أمرين، معجبا أو خائفا بسبب أننا حظينا على نمو تجاري حققناه دون تسعير عام". واستطرد: "نواصل تنفيذ خطتنا طويلة الأجل - وهي خطة طويلة الأجل". أنجزت "امبورببل" عملا مع مجموعة من العملاء الحكوميين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو أمر لا تستطيع مناقشته إلى حد كبير. شكل عقد الجيش الأمريكي الذي يبلغ 5.8 مليون دولار أكثر من نصف إيراداتها لعام 2017. غالبية عملاء "امبورببل" كانوا حتى الآن من مطوري الألعاب المستقلين الأصغر، بما في ذلك "بوزا ستديوز" الشركة المصممة لـ"وورلدزأدريفت"، و"كلانج" القابعة في مراحل مبكرة من تطوير لعبة "سييد" لمحاكاة متعددة اللاعبين. في الوقت الحالي، يقول نارولا إنه يقيس تقدم "امبورببل" ليس من خلال الإيرادات فحسب، بل من خلال عدد الشركات التي تطور مشاريع جديدة على "سبيشال أو إس" أيضا، التي "فاقت توقعاتنا" على حد تعبيره. وقال: "جزء من سبب جمعنا للأموال والطريقة التي ندفع بها، هو أننا ندرك الوقت الذي يستغرقه تبني شيء مثل - سبيشال أو إس - بالكامل". رفضت "امبورببل" تحديد عدد العملاء الذين كانت تعمل معهم. ينصب تركيز "امبورببل" الآن على إنشاء "حل للمطورين يتضمن متجر يشكل محطة واحدة متعدد اللاعبين"، بما في ذلك إدارة متطلبات الحوسبة السحابية، إضافة إلى "سبيشال أو إس"، ما سيقلل إلى حد كبير التكاليف الأولية لإنشاء لعبة متعددة اللاعبين على الإنترنت، تشابه لعبة الهروب "فورت نايت". قال نارولا: "هذا ما تبحث عنه الصناعة منذ وقت طويل - وهذا هو السبب أيضًا في أن الأمر استغرق منا عصورا لعينة - لأنه يتطلب بناء كل قطعة صغيرة للتوصل إلى النتيجة الصحيحة". وتابع: "نحن ممتنون للغاية للمطورين المستقلين الذين سمحوا لنا أن نكون شركاء في وقت مبكر. لقد تحملوا كثيرا من المشكلات من أجلنا". كان على هؤلاء المطورين تحمل عدم يقين تجاري مستمر - ما أثار مخاوف بشأن ما إذا كان نموذج شركة امبورببل للشحن، سيكون اقتصاديا لكلا الطرفين - علاوة على مشاكل فنية، تشمل تغيرات جذرية في بعض الأحيان، حول كيفية عمل "سبيشال أو إس". شبه شخص عمل مع "امبورببل" التجربة بـ"إخراج فيلم أثناء صنع الكاميرا"، الأمر الذي أدى إلى تأخير قدرة المطورين على نقل ألعابهم، بينما قال شخص آخر إن شركة امبورببل "تبالغ في تقدير" ما يمكن للتكنولوجيا المستخدمة على تحقيقه، على ما يبدو، من خلال عملية تطوير "سبايشل أو إس" الطويلة. كما كان مصدر القلق بالنسبة إلى المطورين هو خلاف عام شديد حول شروط الترخيص في بداية عام 2019 مع "يونيتي"، مطور محرك الألعاب كان يستخدمه عديد من المبدعين، جنبا إلى جنب مع "سبيشال أو إس". لقد ترك كل ذلك بعض من تبنوا "سبيشال أو إس" في وقت مبكر يتساءلون، عما إذا كان بإمكان "امبورببل" تحقيق رؤيتها الطموحة لعوالم افتراضية مستمرة تبدو "حية" بالنسبة إلى اللاعبين. أقر نارولا بأن "التغير الكبير في هيكلنا الأساسي" في العام الماضي، والمحاولة الفاشلة لإجبار المطورين على استخدام لغة برمجة تسمى "سكالا"، كان "فكرة سيئة جدا" تم تعطيلها. ومع ذلك، تستمر"امبورببل" في تعيين شركاء جدد مثل "إيبيك جيمز" المطورة للعبة "فورت نايت"، التي تنشئ صندوقا جديدا بقيمة 25 مليون دولار مع "امبورببل" لتمويل استديوهات ألعاب جديدة، و"كرايتيك" التي تطور عنوانا جديدا هو أيه أيه أيه AAA، على "سبيشال أو إس". هذا الشهر، كشفت "امبورببل" أنها تخطط أيضا من أجل تطوير ألعابها الخاصة. تم إنشاء استديوهات داخلية جديدة في لندن وإدمونتون، كندا. يقول نارولا إنهم سيسمحون للشركة بالتجربة و"القتال بشدة" بفضل المزايا الجديدة قبل إصدارها للعملاء، وكذلك "إظهار ما هو ممكن" باستخدام قدرات "سبيشال أو إس": "سنركز على أشياء نعتقد أنها يمكن أن تتسبب في تغيير كبير في الصناعة، وليس في مناطق يحاول العملاء بناء ألعاب فيها". يعكس تركيز "امبورببل" المتجدد على الألعاب ثقة نارولا بأنها تنطوي على سوق أكبر بكثير مما يدركه كثيرون، مع إطلاق "جوجل" و "أبل" منصات ألعاب جديدة. وقال: "لم تعد الألعاب وسائط استهلالية عرضية لمعظم الناس - إنها الآن الأساس الفعلي لمجتمعات ضخمة جديدة على الإنترنت، تشبه إلى حد كبير شبكات اجتماعية بالطريقة التي تعمل بها، ونستثمرها في قضاء قدر من الوقت فيها". وأضاف: "يحدث كثير في نمط استهلاك هذه الوسيلة، وإن كان لا يلاحظه أحد". وأضاف أنه منذ تمويل "امبورببل"، أصبح هناك أكثر من مليار لاعب جديد على الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ومع الوقت الذي يمر باللعب والمشاهدة، تتفوق ألعاب الفيديو الآن على عديد من أشكال الترفيه الأخرى. "لا يمكنك وضع البشر في مكان مثل فورت نايت لفترة طويلة، دون عواقب اجتماعية كبيرة وعميقة، لا تتأثر بكوننا لا نراها بعد. على أنني أشعر بالخجل بعض الشيء بصفتي لاعبا، لأني لم أر مدى ضخامة هذا الأمر. هذا أمر كبير بصورة مذهلة".
مشاركة :