اختتمت النسخة الثالثة من "القمة الثقافية أبوظبي2019" أعمالها بتقديم أفكار ونتائج إبداعية سيتم توظيفها لإحداث تغيير إيجابي ملموس. ونظمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، النسخة الثالثة من القمة خلال الفترة من 7 وحتى 11 أبريل، في منارة السعديات بأبوظبي.قدّمت "القمة الثقافية أبوظبي 2019" على مدار خمسة أيام سلسلة حيوية من حلقات النقاش وورش العمل التفاعلية ركّزت على الفنون، والإعلام، والتراث، والمتاحف، والتكنولوجيا، فضلًا عن استضافة فنون أدائية وجلسات تواصل تحت عنوان "المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة"، وطرحت القمة الثقافية أبوظبي أسئلة حول كيفية تحفيز الوكلاء الثقافيين للعب دور أكبر في مواجهة التحديات العالمية، وكيف يمكن تسخير الإبداع والتكنولوجيا لإحداث التغيير الإيجابي.واستهل اليوم الأخير من "القمة الثقافية أبوظبي 2019" أعماله بجلسة تحت عنوان "هل يمكننا العودة إلى الواقع؟" أدارها جون بيردو، محرر صحفي في مجلة "ذي إيكونوميست"، تمحورت حول مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع توزيع المحتوى الإعلامي والصحفي، وتسهيله أيضًا لإيصال ردود فعال الجماهير، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على أنفسهم وعلى المجتمع ككل.وقال جاسون ليفي، العضو المنتدب، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شركة فايس ميديا، أن التأثير الكبير الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعية والرقمية يعود إلى التوسع الهائل في الوصول والتأثير. وأوضح كيف بدأت شركته فايس ميديا كمجلة مطبوعة ذات تأثير محدود، لكن الإعلام الرقمي غير اللعبة تمامًا. وأشار إلى أن المحادثات لم تعد مملوكة من قبل المؤسسات الإعلامية التقليدية، بل أصبحت في أيدي الجميع الآن. حيث يمكن أن تتوفر منصات جديدة على ظهر أخبار أخرى، والتي بدورها تمكّن من ظهور أنواع جديدة من التعليم العالمي، وأن الأصوات التي لم يسمع بها من قبل تمتلك الآن الأدوات لرواية قصصهم الخاصة والوصول إلى جماهير لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل. وتحدثت أماني الخطاطبة، مؤسسة ورئيسة مجلة MuslimGirl.com الإلكترونية، عن كيفية قيامها بتأسيس منصتها الإلكترونية، كرد فعل على رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) المتفشي في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر. من جانبها، أوضحت جويس باز، رئيس قسم العلاقات العامة والاتصالات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة جوجل، أن مهمة جوجل الأساسية تتمثل في إيصال الأشخاص إلى المعلومات التي يبحثون عنها. فهم يتعاونون مع المنشورات وموزعي الأخبار من جميع أنحاء العالم لمواكبة دورة الأخبار، ويسعون جاهدين لتقديم أحدث المعلومات ذات الصلة وموثوقة المصدر. وأشارت إلى أن المنصات مثل تلك تخوض معركة مستمرة ضد المعلومات الخاطئة. ومع وفرة المحتوى الموجود، يصعب على العديد من المنصات الحفاظ عليه وتنظيمه. وقالت إنه كان يتعين على جوجل تصحيح ترتيبها للمعلومات والأخبار الموصى بها، لاقتراح مواضيع أوسع للقراء؛ وهذه العملية هي مزيج من التدخل البشري والتعلم الآلي. يجب على المستهلكين تفادي فقاعات التوصيات الدعائية عند البحث عن الأخبار، ويجب على وسائل الإعلام معرفة التوازن الصحيح بين تغذية القراء بالمحتوى ذي الصلة والمسؤول بنفس الوقت. وقالت إنها متفائلة بأن الأفراد والمنصات سوف يتحسنون في التنقل بين المحتوى وإداراته بشكل صحيح مع الوقت.
مشاركة :