الشعر الشعبي في معرض الكتاب - قاسم الرويس

  • 3/23/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

بعد غياب طويل أو لنقل ضعف حضور في معرض الرياض للكتاب نلاحظ هذه العام حضوراً لافتاً لدواوين الشعر الشعبي وخاصة لطبقة الشباب حيث لاحظت دخول إحدى دور النشر الخليجية الوليدة بقوة في مجال نشر الإنتاج الشبابي في الشعر الشعبي ووصفت أولئك في دعاياتها في وسائل التواصل الاجتماعي وربما في وسائل الإعلام الأخرى بأنهم عمالقة الشعر الشعبي وأنهم لا يمكن أن يجتمعوا إلا عندها !! ولا ندري إذا جاز اعتبار هؤلاء الشباب عمالقة للشعر الشعبي أين يذهب الشعراء العمالقة حقاً؟! والملاحظ أن الجامع المشترك بين تلك الدواوين التي صدرت بالعشرات خلال مدة قصيرة هو وضع صورة الشاعر على غلاف ديوانه بحيث تشغل المساحة الأكبر منه وأحياناً تكون هناك صورة على الغلاف الأول وصورة مختلفة على الغلاف الأخير وربما كانت أحدهما باللبس الخليجي التقليدي والأخرى باللبس الإفرنجي ورغم أن مسألة تصميم إخراج الغلاف مسألة فنية جمالية يجب الاعتناء فيها إلا أن التركيز عليها بهذا الشكل يوحي بأن التسويق يستهدف صورة الشاعر وشكله ولا يستهدف إنتاج الشاعر الأدبي وبما أن الصور تلتقط بطرق احترافية في أستوديوهات متخصصة فلا تسأل بعد ذلك عن سبب تحول الشعراء إلى فتيان الغلاف!! الطريف أن أحد الشعراء الشعبيين أصدر كتيباً صغيراً في أجزاء متسلسلة ومنحه اسماً أجنبياً وتوجه بصورته بلبس إفرنجي أيضاً وكتب: "هذا الكتاب ليس لجميع الناس...." وكأن صاحبنا يظن أن اللبس الأجنبي والاسم الأجنبي من لزوم الترقي الثقافي الذي لا يحدث لكل الناس بزعمه!! والحقيقة أن مجمل الدواوين التي أصدرتها الدار لا تخلو من أسماء عدد من الشعراء الشباب المبدعين ومنهم المعروفون ومنهم المغمورون، وقد أخبرني مسؤول الجناح أنهم ساعون لاستقطاب كثير من الشعراء الخليجيين وأنهم يعتمدون على حضور الشعراء إلى الجناح في معارض الكتاب لتسويق دواوينهم وخاصة المشاهير، ولكن اللطيف أنه أشار إلى أنهم لا يطبعون من كل ديوان إلا خمسمائة نسخة فقط وهذا الأمر جعلني أتوقع استمرار الدار مدة من الزمن ولكن ما لم تتنوع إصداراتها ولا تقصر على الشعر الشعبي فإنها حتماً ستتوقف! وبشكل عام فإن دور النشر الكويتية تكاد تكون الأكثر تركيزاً واهتماماً بنشر الشعر النبطي خصوصاً والشعر الشعبي عموماً ولا غرابة فإن الكويت هي منطلق الطباعة والنشر للشعر النبطي دواوين وصحافة وإذاعة وتلفزيوناً منذ منتصف القرن العشرين الميلادي وهاهي تحاول استعادة دورها الذي سحبته منها الإمارات العربية المتحدة مؤخراً في ظل غياب إصدارات أكاديمية الشعر الإماراتية هذا العام من جناح هيئة أبوظبي للثقافة على غير العادة! أما دور النشر السعودية فلم نلاحظ اهتماماً بهذا الشعر إلا عند دارين أو ثلاثة من مجموع حوالي 170 دار نشر شاركت في معرض الرياض للكتاب هذا العام. ومن الكتب اللافتة في المعرض والتي يجدر التنويه عنها (ديوان الرجز والحداء) من إعداد صديقنا الأديب الباحث الكويتي إبراهيم الخالدي الذي نشرته دار مسارات الكويتية، وكذلك كتاب (شعراء الكويت في قرنين: صفحات من تراث الشعر الشعبي والنبطي في الكويت) لصديقنا الأديب الكويتي حمد عبدالمحسن الحمد الصادر عن دار جداول اللبنانية. ويلاحظ أن الكتابين أيضاً مرتبطان بالكويت فمؤلفاهما من الكويت وموضوع أحدهما عن شعراء الكويت في حين صدر أحدهما في الكويت ولعل الفرصة تتهيأ للحديث عن الكتابين في مقالات قادمة بإذن الله. هذا أبرز ما لاحظته من جديد حول الشعر النبطي أو الشعبي في معرض الرياض للكتاب هذا العام ولعله غاب عني إصدارات ومعلومات أخرى لم أحط بها ولكن المؤكد أن الشعر النبطي بدأ يعاود حضوره بقوة في عالم النشر والطباعة بعد أن كنا نظن أنه انحسر إلا في الإمارات العربية المتحدة التي لا يفوتنا التنويه عن إصدار مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في أبوظبي ديوان الشاعر السعودي الراحل بندر بن سرور الذي اشترك في جمعه وإعداده سطام بن سرور ويوسف السليس وزبن بن عمير.

مشاركة :