أنهت الإكوادور “بشكل غير قانوني” اللجوء السياسي الممنوح لمؤسس ويكيليكس جوليان أسانج، وقامت السفارة “بدعوة” الشرطة البريطانية من أجل توقيفه، في خطوة أثارت جدلا عالميا. لندن - ألقت الشرطة البريطانية القبض على جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الخميس بعدما تم استدعاؤها إلى سفارة الإكوادور التي يتحصن فيها منذ عام 2012. وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على أسانج (47 عاما) “بعدما استدعاها السفير إلى السفارة في أعقاب سحب حكومة الإكوادور حق اللجوء” الذي منحته لأسانج. وأوضحت أن التوقيف تم بموجب أمر قضائي يعود إلى يونيو 2012 صادر عن محكمة وستمنستر في لندن، بسبب عدم مثول أسانج أمام المحكمة. وشاهد العالم على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لإخراج أسانج من السفارة “حملا”. وتصدر هاشتاغا #WikiLeaks و#Assange الترند على تويتر. وتباينت آراء المعلقين بين مرحب ومندد. وأعلن رئيس الإكوادور لنين مورينو على تويتر أن بلاده تصرفت بموجب حقها “السيادي” حين قررت سحب لجوء أسانج “لخرقه أكثر من مرة الاتفاقيات الدولية”. وكان الرئيس السابق رافاييل كوريا اتهم خلفه مورينو بأنه “خائن” بعد قراره سحب اللجوء من أسانج. وكتب على تويتر “هذا يعرض حياة أسانج للخطر ويذلّ الإكوادور. يوم حداد عالمي”، مندداً بـ”جريمة لن تنساها الإنسانية أبداً”. من جهته أكد موقع ويكيليكس على تويتر أن الإكوادور أنهت “بشكل غير قانوني” اللجوء السياسي الممنوح إلى أسانج. وسارعت روسيا إلى التنديد بتوقيف أسانج. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها الشخصية في فيسبوك “يد الديمقراطية تخنق الحرية”. وأعرب المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن أمل الكرملين في احترام حقوق مؤسس ويكيليكس المعتقل في بريطانيا. وكان كريستين هرافنسون، رئيس تحرير موقع ويكيليكس المعني بتسريب المعلومات، قال في مؤتمر صحافي في لندن إن أسانج تعرض لتسجيلات مصورة على مدار السنوات الماضية، وهو ما يعد “انتهاكاً كاملاً” لخصوصيته. وأضاف أنه تم استخدام “كاميرات الأمن لمراقبة كل خطواته واجتماعاته” بما في ذلك مع محامين وطبيب وملاحظات المحامي. وتابع هرافنسون قائلا إنه من المحتمل أنه تم إطلاع السلطات الأميركية على هذه المواد. لكن تقارير تقول إنه تم طرد أسانج من السفارة، بسبب فضيحة “أوراق INA” التي تتحدث عن تورط رئيس الإكوادور لينين مورينو وعائلته في قضايا فساد، ولم ينشرها ويكيليكس، بل أفاد بفتح الجمعية الوطنية الإكوادورية تحقيقا بهذا الشأن. وقالت وزارة الخارجية الإكوادورية في بيان “عبّر اللاجئ وشركاؤه مرة أخرى، عبر نشرهم معلومات تشوّه الحقيقة، عن نكران للجميل وقلة احترام تجاه الإكوادور، بدلاً من إظهار الامتنان للبلد الذي استقبله منذ حوالي سبع سنوات”. ولجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور عام 2012 لتفادي تسليمه من بريطانيا إلى السويد حيث وجهت إليه اتهامات بالاغتصاب، وعلى الرغم من إسقاط جميع التهم عنه لاحقا، لا تزال مذكرة الاعتقال بحقه سارية في المملكة المتحدة، ولم يغادر مؤسس ويكيليكس السفارة خوفا من تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه حكما صارما لنشر موقعه المئات من الوثائق السرية. لكن رئيس الإكوادور قال الخميس “لقد طلبت من بريطانيا ضمانات بأن أسانج لن يسلم إلى دولة يمكن أن يتعرض فيها للتعذيب أو الإعدام. وأكدت لي الحكومة البريطانية ذلك خطيا”. من جانبه، شكر وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، لينين مورينو على سماحه للشرطة بإلقاء القبض على مؤسس موقع ويكيليكس في سفارة الإكوادور بلندن. وكتب هنت تغريدة قال فيها “جوليان أسانج ليس بطلا، وليس هناك أحد فوق القانون. لقد كان مختبئا من الحقيقة لأعوام”. وأضاف “أشكر الإكوادور والرئيس لينين مورينو لتعاونهما مع وزارة الخارجية لضمان مثول أسانج أمام العدالة”.
مشاركة :