نهاية رجل غير شجاع

  • 3/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الدراما، كما في الحياة هناك مؤشرات لا يمكن تجنبها يمكن أن تدلل على صعود البطل الدرامي إلى القمة. كما أن هناك مؤشرات بالمقدار ذاته يمكنها أن تدلل على سقوط هذا البطل المتوج أمام الجماهير ليشكل خاتمة محزنة تستدر الدموع والشهقات، وقد يشكل نوعاً من الصدمات العاطفية التي تجلب لمريديه نوعاً من الشقاء والبؤس الإنسانيين. هذا في حالة البطل الشجاع الذي عرفنا نماذج كثيرة له في الدراما المحلية والعالمية. حتى أكثر الميلودرامات ميلاً للنهايات الحزينة يمكنها أن ترسم خطاً بيانياً متصاعداً أمام هذا البطل مع «تبهير» لا يحد ولا يوصف لبطولاته وسقطاته ونهاياته. وهي قد لا تعد مثلبة عند بعضهم، أو هي كذلك لدى بعضهم الآخر، وليس هنا بيت القصيد، إذ الصعود والسقوط فعلان إنسانيان يمكن التعاطي معهما بنوع من ردات الفعل المفهومة أحياناً. في حالة البطل غير الشجاع، تبدو الأوضاع أكثر تعقيداً على رغم أن هذا «البطل» يثقل على جمهوره في لحظات كثيرة، وربما معظم الوقت، حتى أن لحظات سقوطه تبدو واضحة بعكس لحظات صعوده التي لا يمكن توقعها، كما لا يمكن رسم خط بياني لها، لتعذر التكهن بشيء من حولها. «الدكتور المزيف» توفيق عكاشة المطرود من البرلمان المصري حديثاً بسبب لقاء السفير الإسرائيلي يعكس هذه الحالة بامتياز، وإن كان قد أطل فضائياً عبر فضائية «الفراعين» لوقت يبدو طويلاً بعض الشيء من دون أن يلزمه ميثاق البث الفضائي العربي بشيء، فإن حظوظ المحطة بعودة البث من بعد أن رسم لها منحنيات مؤسفة في العويل والتهريج واستعداء الرأي العام المصري ضد قطاع غزة – تحديداً - تبدو ضئيلة جداً. المنطقة الإعلامية الحرة المصرية وجهت إنذاراً وإن بدا متأخراً بعض الشيء لـ «الفراعين» التي توقفت عن البث. وليس ضرب عكاشة بالحذاء في البرلمان المصري هو المؤشر إلى سقوطه، فهو قد رسم لنفسه نهاية متوقعة قبل الحادثة، لكن ما قد يبدو غريباً هنا، أن هذه اللحظة المملة – درامياً – باعتبار أنه هو نفسه قد استخدم اللغة ذاتها في تهديد أهل قطاع غزة حين أظهر حذاءه أمام الكاميرا، تساهم الى حد ما في رسم الخط المتوخى في صعوده. ولولا ذلك لقيل من حوله إن «الدكتور المزيف» توفيق عكاشة قد انتهى نهاية رجل شجاع مثل أي بطل درامي لا يمكنه التفلت من لحظات الصعود والسقوط المطلوبة حتى تكتمل صورته في أذهان الملايين، وهي قد اكتملت منذ زمن طويل.

مشاركة :