مالت غالبية دول الغرب إلى الجانب القانوني وغير القومي في تعريفها لمفهوم الجنسية والمواطنين الحقيقيين، فيما مالت دول الشرق إلى المعايير القومية والدينية في رؤيتها الخاصة للجنسية، وفق استطلاع شمل نحو 19 ألف رجل وامرأة من نحو 24 دولة حول «شمولية الجنسيات»، وأجرى على منصة Global Advisor. سُئل المشاركون في الاستطلاع عما إذا كانوا يعتبرون أعضاء من مجموعات دينية مختلفة، والمهاجرين الذين لديهم أوضاع قانونية أنواع مختلفة، وطلاقة في اللغة المحلية، والأشخاص من أصل عرقي مختلف، والأشخاص الذين لديهم تاريخ إجرامي كمواطنين «حقيقيين» لمواطنيهم، وبناء على إجابات الاستبيان، ظهرت 6 مجموعات، لكل منها رؤيتها الخاصة للجنسية. غير القوميين 15 % من سكان العالم الذين شملهم الاستطلاع لديهم نظرة شاملة وغير مشروطة تقريبا عن الجنسية يرحبون بأي شخص في دائرة المواطنين الحقيقيين بصرف النظر عن بلد الميلاد، أو منشأ الأسرة، أو الدين، أو الهوية الجنسية، والتشابه الثقافي، وفي كثير من الأحيان، التاريخ الإجرامي، ووضع الهجرة القانونية أو الآراء السياسية المتطرفة. هذه الشريحة الأكثر شيوعا في كندا والولايات المتحدة وأستراليا وشيلي وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة. القانونيون 15 % نظرتهم إلى الجنسية شاملة للجميع، عندما يتعلق الأمر بمكان الميلاد، والمنطقة الأصلية للعائلة، والدين، والهوية الجنسية، ولكنها مشروطة بالمواطنة الكاملة وبعض مستوى التثاقف. يعتبرون أي شخص مولود في بلدهم «مواطنا حقيقيا» وكذلك أي مهاجر تم تجنيسه ويجيد اللغة المحلية. هذه الشريحة الأكثر شيوعا في فرنسا وجنوب إفريقيا وكندا والولايات المتحدة وأستراليا والأرجنتين. الدينيون 17 % يرتضون منح جنسية بلدهم إلى أي شخص مولود في بلدهم (بغض النظر عن البلد الأصل الخاص بوالديه) وإلى أي مهاجر تم تجنيسه، ويتحدث اللغة المحلية بطلاقة يفضلون منح الجنسية إلى من ينتمي إلى الديانة السائدة في بلدهم ولا يتبنى وجهات نظر سياسية متطرفة هذه الشريحة الأكثر شيوعا في المكسيك وكوريا الجنوبية وبيرو وشيلي والبرازيل. غير الوديدين 24 % لا يمكنهم أن يقرروا أو يعبروا عن آرائهم بشأن تعريفهم للمواطن الحقيقي. تميل إلى الإجابة «غير متأكد» بشأن أي معايير. هذه الشريحة الأكثر شيوعا في اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا والبرازيل والمملكة المتحدة. القوميون الثقافيون 12 % يقصرون الجنسية على الأشخاص المولودين في بلدهم، بغض النظر عن بلدهم الأصل غالبا ما يستبعدون الذين ليسوا أعضاء في الديانة المهيمنة يستبعدون جميع المهاجرين، وحتى الذين هم مواطنون متجنسون ويجيدون اللغة المحلية هذه الشريحة الأكثر شيوعا في جنوب إفريقيا وماليزيا وبيرو والأرجنتين وشيلي والبرازيل والمجر. القوميون العرقيون 17 % يقصرون الجنسية على المولودين في بلدهم، ومن المجموعة (المجموعات) الدينية المهيمنة يستبعدون أي مهاجر (حتى لو كان تجنسا أو مثقفا)، وأي شخص له جذور في أي جزء آخر من العالم (حتى لو كان مولودا في البلد). هذه الشريحة الأكثر شيوعا في صربيا وتركيا والمجر وماليزيا وإيطاليا وألمانيا وبولندا الجنسية والمواطنة وفقا لتقرير نشرته The Economist، فإن حامل جنسية بلد ما يعني أنه أصبح فردا في هذه الدولة، ويتم الحصول على الجنسية في بعض الدول من خلال الزواج أو الميلاد أو منحة وغيرها، أما المواطنة فهي ذات مفهوم أكثر عمقا، فهي تعني علاقة قانونية خاصة بين الدولة والشخص، وبموجب المواطنة، يمنح الشخص حقوقا ومسؤوليات خاصة، وهي لا تصحب الجنسية. على سبيل المثال، يمكن للشخص في المكسيك الحصول على الجنسية بالميلاد، ولكنه لا يحصل على المواطنة إلا بعد إتمام الثامنة عشرة من عمره، وبالمثل ليس كل من يحملون الجنسية الأميركية مواطنين أميركيين، حيث إن الأشخاص الذين ولدوا في ممتلكات نائية تابعة للولايات المتحدة يحصلون على الجنسية ويعيشون ويعملون في البلاد.
مشاركة :