أصدر الكاتب والروائي أحمد جمعة روايته الجديدة «لص القمر، سنمار الإخباري» عن دار الفارابي بيروت والتي جاءت في تكوين سردي لجنون عظمة الملوك حين يبلغون عتبة الإله، ولذة المجون بالحكم تبلغ ذروة الخروج عن المألوف حين يتعادل السرد التاريخي بالسحري، في عودة لتحطيم الموروث الجاهلي، وركوب موجة الإله الأرضي، من خلال عبور دموي، لتاريخ أسطوري بالمنطقة. وتسرد الرواية التي جاءت في 587 صفحة من الحجم الوسط، حكاية مهندس معماري، مسكون بهاجس الخلق الإبداعي، سنمار الإخباري، الذي شيد عبر سنوات دامية بالعمل، قصرا أسطوريا، لملك يدعى الأعور، وشهد ملحمة دموية سقط خلالها الآلاف من البشر المعدمين، لتشييد أعظم قصر بالتاريخ للملك المفتون بالألوهية، إله مملكة الحيرة، حتى إذ ما انتهى المعماري منه، خشي على حياته، من قبل الملك الأعور، حتى لا يكرر نسخة القصر الخيالي لملك آخر، فهل يتمكن من ذلك؟ وكيف تسير به الوقائع؟ تسرد الرواية بتقنية درامية مرحلة تاريخية بحقبة دموية بالمنطقة ساد فيها التناقض بين الدين والحياة، بين السياسة والغدر، الحب والخيانة، لا وجود للأخلاق، لا مكان للفضيلة لأنها مجرد لوثة، فحين ينزل الإله إلى الأرض تسود الفوضى، تختلط الأوراق، تذوب الحدود، لا خطوط حمراء، لغة الثورات والانقلابات تختزل الحقب والمراحل، تفيض الدماء وتسود لغة السحر، تاريخ مهيب بالدماء والانتفاضات، صراع وحروب، امرأة تمسك بخيوط المملكة وتديرها بشبكةٍ من علاقات سرية غامضة، قصر خيالي صممه معماري، أسطورة عصره، سنمار الإخباري، علاقة سرية بأميرة سيطرت على زمام المملكة، شعب ضبابي، غابات وحشية وراء الطبيعة؟