عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع - القاهرة صدرت مؤخرًا رواية «شاي مع ماريو فيتالي» للروائي البحريني أحمد جمعة وهي تعالج تجربة واقعية، تكاد تشم ريحها مع كل حدث – المعقول منه وغير المعقول. تجد نفسك أمام مجموعة من اللاجئين مختلفي الدوافع، تجد «ماريو» الكهل الإيطالي، عنصري النزعة، تجد «ليلاف الكردية» الفارة من عفرين، بما تمثله من: أولا: تسليط على قضية الكرد، ثانيا: ويلات الاحتلال، وأخيرا: شعور المرأة اتجاه كل القضايا المتناولة في الرواية.. تجد الضحية والجلاد في مواجهة واختلال واضح للصورة وميزان العدالة. أثار إعلان نُشِر في صحيفتي الجارديان ونيويورك تايمز، حوْل عرض مُخَفَض، تحت يافِطة، special offer عن بيع فضاءات دول ذات سيادة، بحاجةٍ لتغطيّة مالية بسبّب الإفلاس.. أثار العرْض شهيّة كثير من مليارديرات العالم، منهم جيف بيزوس النَهِم للسيطرة الجنونيّة، تَقدَم بعروضٍ سريّة، للجهة التي تُدير المشروع، عندما قرأ محمد جاسم المحامي المُقيم في لندن الخبر، اتصل بهاشم صديقه، وطلب رقم هاتف أحمد القرمزي، بعد أن عرف أنه تمكن من الاستحواذ على قطاع واسع من القراء بمقالاتهِ الناريّة في مجلة «هيومن فوغ». «لا تورط القرمزي بفخٍ أكبر من حجمهِ، يكفي الرجل أنه يُطارد ديكة بحجم قنبلة نووية». العمل ألقى الضوء بشكل مباشر وصريح على الصراع النفسي والاجتماعي للاجئين وما يدور حول تلك المعضلة من هدر حقوقهم وتقاعس القوى السياسية في أن تقوم بدورها مما أدى إلى وقوع معارضات جعلت من الأمر فوهة للأقاويل. وقد أزال الكاتب الستار عن الكثير من عمليات الفساد التي انتشرت حينها واندرجت الأحداث عن طريق رسم الدَرج الدرامي وتفاعل الشخصيات الواضح معها. فنرى بداية الأحداث بظهور ظاهرة سميت بالوباء البرتقالي جمعت زمرة من اللاجئين، حمل كلُ منهم دافع وصراع نفسي تجاه ما تعرضوا له. لنرى عددا من الشخصيات كليلاف سعيد الكردية الهاربة من عفرين، تضعها الأحداث أمام الضابط التركي المتقاعد الذي أذاقها من العذاب كؤوسا وأحيا داخلها صراع غربتها التي تعاني منها. أحمد القرمزي، صحفي تعرض بدوره إلى التعذيب في أحد المعتقلات ليخرج مهلهل الفكر، هائما ويضعه القدر أمام جلاده ليتبادلا الأدوار والصراعات. غازي فلاح ضابط متقاعد كان يعمل في الأمن، أنشق عن النظام بعد أن كان عصاه التي لا ترحم ونراه الطرف الثاني من صراع أحمد القرمزي. ومن الشخصيات الفاسدة وكانت عامودا حيويا داخل النظام شخصية بسام داود وناصر رجب وزير سابق أو بالأحرى وزير فاسد فر هاربا بعد أن لعن كرسيه. اجتمعت الضحايا داخل مبنى واحد اسماه ماريو فيتالي الكهل الإيطالي القاطن معهم «بمبنى اللاجئين» ليجتمعا معا تحت ظلال ظاهرة الوباء البرتقالي ذلك الوباء الكوني الذي كان سببا في نشأة الصراع بين الضحايا وجلاديهم. شاي مع ماريو فيتالي هي رواية ملحمية سنرى فيها الكثير من الاطياف والشخصيات، صراعات نفسية، وأخلاقية ومواجهات ستخلق وباء جديدا من النتائج.
مشاركة :