كيف ساعد مذاق الشاي في تحقيق ثروة طائلة؟

  • 4/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption تتولى ليزلي وايلد رئاسة شركة "بتيز آند تايلورز أوف هاروغيت" منذ 2011 عندما تزور أي منزل في بريطانيا ستجد على الأرجح داخل المطبخ علبة من شاي يوركشاير، الذي يعد ثاني أشهر منتج للشاي في بريطانيا بعد "بي جي تيبس"، بإنتاج وصل إلى أكثر من 5.5 مليار كيس شاي عام 2018. وخلال العام الماضي، ارتفعت مبيعات الشركة بشكل كبير بعد ظهور عدد من أبرز المشاهير بمقاطعة يوركشاير في حملتها الإعلانية الأخيرة، ومن بينهم السير مايكل باركينسون، وأعضاء فرقة كايزر تشيفز للروك، والشقيقان أليستر براونلي وجوني براونلي الحاصلان على ميداليات أولمبية في سباق الألعاب الثلاثية "ترايثيلون". عمره 26 عاما، ويملك شركة قيمتها 100 مليون جنيه إسترلينيمن موزع جرائد في أمريكا إلى مليونير يصاحب قادة العالممصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption تنتج شركة شاي يوركشاير مليارات الأكياس من الشاي كل عام لكن ما السبب في انتشار شاي يوركشاير على نطاق واسع؟ تقول ليزلي وايلد، رئيسة شركة "بتيز آند تايلورز أوف هاروغيت"، وهي الشركة الأم لهذه العلامة التجارية، إن السبب هو أن مذاق الشاي "جيد للغاية". وتضيف: "لدينا فريق يكرس جهودا ضخمة لتذوق آلاف الأصناف من الشاي كل يوم حتى نضمن أننا نقدم الأفضل دائما، كما أن التوليفة التي ننتجها تأخذ في الاعتبار نوعية الماء المستخدم في عمل الشاي في المنازل". ويعد شاي يوركشاير هو المنتج الأشهر لهذه المجموعة، التي تملك أيضا سلسلة "تايلرز أوف هاروغيت" للقهوة والشاي، وكذلك مقاهي بتيز الشهيرة. ويعد شاي يوركشاير إضافة جديدة نسبيا للمجموعة، إذ أنتج أول مرة عام 1970، بينما يعود تاريخ المجموعة لعام 1919 مع افتتاح أول مقهى للشاي تحت اسم "بتيز" في مدينة هاروغيت بمقاطعة يوركشاير. مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption افتتح فردريك بلمونت أول مقهى للشاي لسلسلة بتيز عام 1919 وأسس المقهى المهاجر السويسري فردريك بلمونت، الذي جاء إلى إنجلترا لتعزيز حياته المهنية بعد أن عمل في مخابز ومحال للحلوى في سويسرا وفرنسا. وتقول ليزلي وايلد، وهي زوجة جوناثان، ابن شقيق بلمونت، إن مؤسس المجموعة ربما حط الرحال في يوركشاير عن طريق الصدفة. وتضيف: "وصل بلمونت إلى لندن ليكتشف أنه فقد عنوان الوجهة التي كان يجب أن يذهب إليها، وكان كل ما تذكره هو أن المكان الذي يقصده يشبه في نطقه كلمة براتفورست (وهو نوع من النقانق الألمانية)، فأشار إليه أحد المارة بالتوجه بالقطار إلى مدينة برادفورد بمقاطعة يوركشاير." مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption تضم سلسلة بتيز ستة مقاهي معروفة بخدمتها الممتازة وسرعان ما ذاع صيت مقهى "بتيز"، المتخصص في تقديم أنواع الكعك عالي الجودة، وافتتح خمسة مقاهي إضافية في يوركشاير لتقديم الشاي التقليدي، كما ينظم دورات للطهي، فضلا عن بيع الهدايا على شبكة الإنترنت. وفي عام 1962، تخصصت الشركة أكثر في الشاي بشراء محال "تايلورز أوف هاروغيت" للشاي والقهوة والتي تباع منتجاتها اليوم في المحال الكبرى بمختلف أنحاء المملكة المتحدة وخارجها. وفي أواخر الستينيات من القرن الماضي، بدأت ليزلي وايلد العمل لبعض الوقت في شركة أسرة زوجها، بينما كانت تتدرب في مجال المحاماة، حتى التحقت بالعمل الكامل بالشركة عام 1979. مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption تتخصص مقاهي بتيز في الكعك والحلوى الراقية وتقول ليزلي إن هذه الوظيفة تناسبها تماما، مشيرة إلى أنها قد استفادت أيضا مما تعلمته في المحاماة. وكان أول منصب تتولاه رسميا في الشركة هو العمل كمديرة للتصدير، وتشير إلى أن ابتكار نوع من كعك الفاكهة للبيع بالخارج كان من بين أولى المهام التي أوكلت إليها. وتتذكر ذلك قائلة: "كنت أحب الخبز والطهي، وهو ما حفزني على ابتكار وصفات الكعك وشكل العلب التي تحويها. ثم كان عليّ السفر خارج البلاد للتسويق لها". وفي عام 1996، تولى جوناثان وايلد منصب المدير التنفيذي ورئيس مجموعة "بتيز آند تايلورز أوف هاروغيت" ليواصل مسيرة والده، فيكتور. وكانت الخطوة الأولى لجوناثان هي توحيد منتجات الشركة، بعدما شعر بأنها بدأت تتشتت في اتجاهات مختلفة. تقول ليزلي وايلد: "كنا نعمل في أشياء بعيدة عن العمل الرئيسي للشركة، فكنا نعمل في إنتاج الحلوى، سواء المخبوزة أو المثلجة، وبيعها للمحال التجارية. لقد تشتتنا كثيرا، وكان يجب أن نعود إلى بؤرة عملنا". كما قرر وايلد إضفاء ملمح جديد لمقاهي بتيز التي كانت قد فقدت شكلها التقليدي. تقول ليزلي وايلد: "كانت الشركة قد فقدت السمة التي تميزها، ومن ثم بدأنا نعود إلى الأباريق الفضية وصواني الكعك التقليدية والأشياء التي يراها من يقصد مقاهي بتيز اليوم ولا يدرك أنها كادت تغيب عن مقاهينا للأبد". استمر جوناثان وايلد في رئاسة الشركة حتى تقاعده عام 2011. ومنذ ذلك الحين، شهدت الشركة تغيرات كثيرة، من بينها إعادة هيكلة مجلس الإدارة حتى تتوزع السلطات بين أعضائه. تقول ليزلي، التي تولت رئاسة الشركة في نفس العام الذي تقاعد فيه زوجها، إنها قررت أن تغير ثقافة الشركة فور توليها المسؤولية. مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption أعضاء مجلس إدارة المجموعة من اليسار: بول كوغان وسايمون إيلز وريتشيل فيلوز وآندي براون ورغم أن أسرة وايلد ما تزال المالكة للمجموعة، فإن المسؤوليات التنفيذية تتوزع بالتساوي بين أربعة مديرين، وهو أمر لم يكن معتادا بالشركة. وتحقق مبيعات المجموعة، التي تتخذ من هاروغيت مقرا لها وتوظف 1400 شخص، نموا متزايدا. وفي عام 2017، بلغت عائدات الشركة 189.7 مليون جنيه استرليني، مقارنة بـ 173.6 مليون جنيه استرليني العام السابق، بينما قفزت الأرباح قبل الضريبة من 9.3 مليون جنيه استرليني إلى 16 مليون جنيه استرليني. ورغم الأداء المتميز، تقول ليزلي إن الشركة ليست بمنأى عن التحديات التي تواجه السوق البريطاني، فقد انخفض إنفاق المستهلك على الشراء من المحال والمنافذ التقليدية لصالح التسوق عبر الإنترنت، وهو ما أدى لإفلاس الكثير من الأعمال في هذا المجال أو تقليص منافذها. وتضيف: "لم يعد نفس العدد يقصد المنافذ الرئيسية، لكن ما يفيدنا هو أننا نقدم شيئا متميزا ومختلفا عما يقدمه غيرنا." مصدر الصورةBETTYS AND TAYLORS GROUPImage caption هل ينأى الشباب عن الشاي الأسود في المستقبل ورغم الأداء الجيد للمنتج الرئيسي للمجموعة، شاي يوركشاير، فإن الشركة تواجه تحديات كبيرة. وتقول إيمي برايس، محللة مهتمة بشؤون الأغذية بشركة مينتل، إن "استثمار الشركة باستمرار وبكثافة في الإعلان عن منتجها الرئيسي قد أتى بثماره، لكن مثل باقي منتجات الشاي الأسود فإن المستقبل يطرح تحديا يتمثل في اجتذاب القطاعات الأصغر من الشباب الأقل ميلا للشاي الأسود والأكثر ميلا للشاي الأخضر وشاي الفاكهة والأعشاب". وفيما يتعلق بالخطط المستقبلة، تقول ليزلي إن الشركة ستواصل التركيز على نقاط قوتها ولن تتشعب لمناح أخرى إلا إذ تأكدت فائدة ذلك. ومع ذلك، طرحت الشركة منتجات جديدة سويسرية الطابع على قائمة ما تقدمه بمقاهي بتيز هذا العام احتفالا بمئة عام على تأسيسها. وسوف يشمل الاحتفال فاعليات يشارك فيها موظفو الشركة. وتقول ليزلي: "إننا نخطط للمئة عام المقبلة. لابد أن فردريك فخور بنا وبما أنجزنا من بعده". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Entrepreneurship.

مشاركة :