أثار وجود القوات التابعة للحشد الشعبي وحركة النجباء وفوج الفاطميين على الأراضي الإيرانية موجة من الاستنكار لدى الرأي العام الايراني ووسائل الإعلام. لقد زُعم بأن الميليشيات العسكرية العراقية والايرانية قد دخلت الأراضي الإيرانية عبر حدود محافظة إيلام وخوزستان بدعوة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وذلك لكي تقدم المساعدة لضحايا السيول. وفي وقت سابق، دعا قاسم سليماني إلى التوجه للمناطق التي اجتاحتها الفيضانات في مقاطعة خوزستان وإلى تقديم المساعدة "للمدافعين عن الحرم"، وهي شبكة من القوات الجهادية المتطرفة الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري في الشرق الأوسط.بالنظر إلى سجل هذه المجماميع العسكرية-الأيديولوجية المتشددة وبرنامج الحرس الثوري والجماعات السياسية، فإن مهمتها تتمحور حول تعزيز الوضع الداخلي والإقليمي للجمهورية الإسلامية. وهذا يثير بحق مخاوف جدية لدى المواطنين من عواقب هذا التدخل الذي قد يؤدي إلى تهديد مصالح الأمة الإيرانية ويزيد من العقبات الموجودة أمام إستقرار السيادة الوطنية.تشير التجربة الدولية إلى أن وجود قوات عسكرية أجنبية للمساعدة في الكوارث الطبيعية أو المواقف الحرجة هو أمر يتعارض مع الأعراف الدولية وبعيد عن المساعدات لمواجهة الكوارث، بل هي موجهة نحو أغراض أخرى. إن الحافز والدافع لهذا العمل هي العوامل سياسية أكثر من القضايا الإنسانية. ومن الواضح أن المساعدة الإنسانية المقدمة من الدول المجاورة ، بما في ذلك الدولتان الجارتان العراقية والأفغانية ، جديرة بالتقدير والثناء، ولكن الإجراء المذكور أعلاه لم يتم في إطار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وضمن الإطار الطبيعي للمساعدة الودية حيث أن القوات الأجنبية في هذه الحالة ما هي إلاّ ميليشيات يوجه لها الاتهام بارتكابها جرائم حرب متعلقة بتاريخهم السلوكي، والتي وصلت إلى بلادنا على حين غرة وشرعت بعملياتها بأوامر قاسم سليماني وليس بقرار من الحكومة العراقية.إن أداء الجمهورية الإسلامية في حوادث السيول الأخيرة غدا واضحاً في إدارة الأزمة وفي تقديم المساعدات للمتضررين . وزاد الطين بلة هو اللجوء إلى قوى قمعية من الميليشيات المتطرفة التي كلفت المال العام الإيراني نفقات باهضة خلال العقود الأربعة الماضية.أننا المنظمات الديمقراطية الأربعة ندين الدعوة الموجهة للمسلحين الأجانب ونعتبر المنظمات الديمقراطية والجماعية الأربع قرار دعوة المسلحين الأجانب غير حكيم وينطوي على دوافع سياسية مما يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي الإيراني. في الوقت الذي وضعت الجمهورية الإسلامية العراقيل أمام المشاركة الفعالة والطوعية لشعب إيران من الشخصيات الرياضية والثقافية وقوى المجتمع المدني، والقت القبض على بعض المسعفين الطبيين واعتقلتهم لأسباب غير لائقة وعرقلت مبادراتهم، فإنها راحت توجه الدعوة لبعض المجموعات الأجنبية التي ليس لديها خبرة أو قدرة على تقديم المساعدة! إن المجتمع الإيراني لا يحتاج إلى تلقي المساعدة من هذه الجماعات المهمشة المتطرفة.ويجب على قوات الحشد الشعبي وحركة النجباء العراقية والكتيبة الفاطمية الأفغانية أن تغادر الأراضي الإيرانية. إن صمت حكومة روحاني وكذلك دفاع السفير الإيراني في العراق عن وجود هذه القوات جعل الأمر أكثر وضوحاً في التحالف القائم بين هذه الحكومة وبين إرادة الحرس الثوري وقيادته. كما أصبح واضحاً الآن حجم المشاكل وأخطار مؤسسة الحرس الثوري وممارساته المعادية للأمة.أننا ندعو القوى السياسية الحريصة على الوطن اتحاذ موقفاً مناسباً أزاء هذه القضية والتعبير عن شجبها بوضوح ومعبر من أجل خلق إجماع وطني في إدانة وجود القوات المسلحة والعسكرية الأجنبية في البلاد. وفي الوقت نفسه ، تجدر الإشارة إلى أن ردود الفعل لدول المنطقة على وجود المتشددين صنيعة الجمهورية الإسلامية في المنطقة لا يخلق إلاّ فجوة في العلاقات الودية مع الدول المجاورة ويمق من نزعة الكراهية للأجانب والعنصرية. اللجنة التنفيذية-السياسيةاتحاد الجمهوريين الايرانيينحزب اليسار الايراني (فدائيي الشعب)منظمات الجبهة الوطنية الايرانية في الخارجتضامن الجمهوريين الإيرانيين
مشاركة :