أسامة السباعي: الصحافة الورقية باقية على عرشها

  • 4/19/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعيش حاضره على ما رباه عليه والده في الصغر، بالانكباب على القراءة بالدرجة الأولى، والاهتمام بالشأن الخاص، بما يجنبه التصادم مع الآخر.. ملتزماً بذلك بالأخلاقيات والفضائل التي تربى عليها في كنف والده الأستاذ والرائد الراحل أحمد السباعي والذي عرف بنظافة (القلب، واليد، واللسان) في الوسط الصحافي والاجتماعي. هذا واقع حال ضيفنا الأستاذ أسامة أحمد السباعي.. فهو رغم تقاعده عن العمل منذ زمن، إلا أنه لا يجد وقت فراغ كافٍ أمامه، نظراً لشدة شغفه بالقراءة.. وما الملفات والقضايا التي خضنا فيها مع ضيفنا في هذا الحوار، إلا غيضٌ من فيض ما شغل نفسه به، بعد تقاعده. r أسامة أحمد السباعي.. بعد مشوار طويل حافل بالعطاء في ميداني العمل الأكاديمي والصحافي.. كيف تعيش واقع حاضرك؟ - لك أن تصدق، أنني لا أجد وقت فراغ كاف منذ تقاعدت. أقرأ يومياً صحيفة عكاظ ومكة والمدينة والجزيرة، إضافة إلى الصحف التي كنت أحرص على قراءتها قبل انقطاعها عني. لديّ أرشيف أحتفظ فيه بقصاصات لصحفنا المحلية، عدا المنقطعة عني. شرعت في جمعها في ملفات لمختلف الموضوعات، منذ أكثر من أربعين سنة. تأليف كتاب r ما أهم الموضوعات التي سارعت إلى أرشفتها؟ - قائمة هذه الموضوعات تتضمن: حرية الصحافة ودورها – الإعلام السعودي – الشورى – السياحة – الأدب الإسلامي – الصحافة الإسلامية – التراث والثقافة – دور التنمية – الحركة الأدبية – أخطاء الصحف – شؤون المرأة – مجتمع الرجال – أكثر من خمسين شخصية أدبية وصحفية سعودية. وتبقى هذه إحدى هواياتي التي تشغلني إلى جانب القراءة والكتابة. إضافة لما سبق، أجمع ما دونته عن تجاربي وخبرتي في سياق مشواري الاجتماعي والعلمي والعملي.. تمهيداً لتأليف كتاب عن مسيرتي في رحاب الصحافة. أقضي بعض الوقت في مشاهدة التلفاز، وقليل من المشاوير الخاصة بالحياة اليومية. فضائل والدي r عرفت بالالتزام بنظافة القلب، واليد، واللسان.. فمن أين استقيت هذا النبع؟ - أولاً، أرجو الله أن أكون كذلك. ثانياً: ذلك فضل من الله. ثالثاً: أدعو الله تعالى، أن ألتزم بها حتى يوافيني الأجل. رابعاً: بعد فضل الله، هو فضل والدي أحمد السباعي رحمه الله. فقد رباني وأخي زهير على كثير من الفضائل الحميدة. كان يوصينا أن نلتزم الصدق في أقوالنا وأفعالنا وتعاملاتنا، وأن لا نلجأ إلى الكذب. كان إذا اكتشف خطأ ارتكبناه، سألنا لو كذبتما فيما ارتكبتماه عاقبتكما، وإن صدقتما فيما ارتكبتماه سامحتكما مهما كانت درجة الخطأ. فكنا نصدقه، فظفرت بالتسامح أنا وشقيقي زهير على أن لا نكرر ذلك الخطأ. وحدث أن كذب أحدنا ولم يعترف بأنه قد فعل الخطأ، فكان مصيره العقاب. وفن العقاب ما كان عجيباً، يجلس أحدنا أو كلانا جلسة التشهد في الصلاة بالقرب من الحائط أو بمعنى أصح مواجهين الحائط، ونستمر على ذلك وقتاً طويلاً مملاً متعباً حتى يأذن لنا بالانصراف، بعد أن نؤكد له أننا قد تبنا عن الكذب.. فأيقنا بعد ذلك أن الصدق – حقيقة – منجاة. علمنا ألا نظلم أحداً حتى لو اضطررنا أن نتنازل عن أي حق لنا، في سبيل أن لا يقع ظلم على غيرنا، أكان هذا الغير قوياً أو ضعيفاً. علمنا أن لا نغش ولا نخدع في اللعب، وكان شعاره في اللعب واللهو: (اللي يغش في اللعب... يغش في الجد). حذرنا من الاشتراك في أي مؤامرة ضد أحد أو جهة من الجهات. علمنا أن نتجنب الكبرياء والتعالي، ونلتزم بالتواضع، على أن لا نفرط في كرامتنا. درجنا على هذه الصفات، وأخذنا نلاحظ سلوكيات والدنا، فوجدناه ملتزماً بكل ما أوصانا به، فلم يسعنا إلا أن ننهل من هذا النبع. دور الكاتب r من واقع تجربتك الصحفية كاتباً ورئيساً للتحرير.. هل تؤمن بوجود دور معين على الكاتب أن يؤديه؟، وما هذا الدور؟ - بالطبع للكاتب دور حيوي في المجتمع الذي يعيش فيه، وهو يحمل رسالة ومسؤولية نحو أفراد المجتمع بمختلف فئاته، ورسالته تقتضي منه أن يكون أداة اجتماعية يدعو عبرها إلى الإصلاح والتوجيه والتنوير.. وهو مسؤول عما يكتب.. أميناً في طرحه، نزيهاً في نقده. الكاتب يعبر عن الواقع بجوانبه السلبية والإيجابية، فيكشف عن الظواهر السلبية كـ (البطالة، والمخدرات، والرشاوى.. وغير ذلك). ويزيح الستار عن منجزات بلده وفاء لوطنه. الكاتب له تأثير على جمهور القراء بقدر ثقافته ومهارته. وعليه أن يتصدى للفكرة التي يتناولها، وكل ما كان صادق المشاعر، كأن تأثيره أكبر. الكاتب جسر اجتماعي يوصل المواطن بالمسؤول، دون أن يتخذ من كتابته وسيلة للتهويل والمغالاة، ولا المديح والثناء لأهداف ذاتية أو مكاسب شخصية، فلا يوجه ثناء إلا لمن يستحقه. شاطئ (الوسطية) r كيف تقرأ واقع الحال اليوم، ونحن نعيش انفتاحاً ثقافياً وفنياً مباركاً بجهود هيئة الترفيه؟ - الجهود التي تبذلها هيئة الترفيه، باتت واقعاً أكثر مما كان متوقعاً، وحدثاً ضرورياً لا تستغني عنه النفس البشرية لأبدانها وأرواحها. جاء معالي الخطيب، ثم أتبعه معالي آل الشيخ، فدفعا معطيات المسرح إلى الأمام خطوات واسعة. وأكمل آل الشيخ المسيرة، فارتفع شأن الترفيه، ووضع قواعده وأسسه، وحرك الساحة الفنية على تنوعها، وتوج نشاطه بتصميم برامج الترفيه وفعالياته لعام 2019م، وإني على يقين أن الترفيه سيحظى من قبل رئيس مجلس الهيئة وأعضائه بالعناية والاهتمام.. غير أن الأمل عريض أن لا يدفع المنفذين تيار الحماس بعيداً عن شاطئ (الوسطية)، فلا يختلط الغث بالسمين. إن ما يصدر من المجلس من قواعد وأسس – لا ريب – خير ضمان لمسيرة الترفيه أن تستضيء بالقيم الشرعية، والضوابط الاجتماعية، والأنظمة المرعية.. فيراعى اختيار المسرحيات، وانتقاء الأفلام باعتبارها وسائل تثقيف وتوجيه، إلى جانب أنها وسائل ترفيه واستمتاع.. دون تهريج أو إسفاف يفسد الذوق العام، ويؤذي الآذان، ويغشي العيون. وقد صرح معالي رئيس الهيئة، بأن (عاداتنا وتقاليدنا راسخة وتعاليم ديننا الكريم واضحة ولن نأتي بشيء مخالف، فكل ما عرض قبل ذلك متوافر ضمن اتفاقنا). إننا نشيد بهذا التصريح، ونشد على يديك، فسر على بركة الله، وإن غداً لناظره قريب. (فتح مكة) r عد والدك الأديب أحمد السباعي رائداً للمسرح السعودي، كونه أنشأ أول مسرح بمكة المكرمة في ستينيات القرن الماضي.. هل ترى أن هناك بوارق أمل في عرض مسرحيته (فتح مكة)، بعد أن عانى ما عاناه من «العقليات المتشددة» آنذاك؟ - مسرحية (فتح مكة) تأليف الأستاذ محمد عبدالله مليباري - رحمه الله-، هي الآن ملك ورثته. ولو كان الأمر بيدي؛ لاتصلت بمعالي رئيس هيئة الترفيه، ونسقت معه على ترتيب وجدولة هذه المسرحية تمهيداً لعرضها برعاية هيئة الترفيه، وربما مثل هذا الاتصال يكون قد تم بين الهيئة والورثة، غير إني لا علم لي بما إذا تم أم لا. r صدر عن جمعية الثقافة والفنون بجدة خبر قيامها بطباعة مسرحية (فتح مكة) التي كتبها الأديب الراحل محمد عبدالله مليباري.. ما الذي تم بهذا الشأن؟، وهل يمكن القول إن الجمهور السعودي على موعد قريب من مشاهدتها على خشبة المسرح؟ - ليس لديَّ علم عن طباعة جمعية الثقافة لمسرحية (فتح مكة). وهل تم التنسيق مع وكيل ورثة المليباري أم دون علمه. جمعية الثقافة والفنون هي التي تجيب عن هذا السؤال. في كل الأحوال، لا بد من موافقة الورثة على تمثيلها على المسرح.. مع مراعاة حقوق التأليف المادية والمعنوية لورثة المليباري. الجمعية بين الثقافة والأدب والفن r ما تعليقك على من يرى جمع (جمعية الثقافة والفنون) للثقافة والفنون والأدب؟ - أولاً: جمعية الثقافة والفنون، مضت عليها فترات تنشط فيها أياماً، ثم تخبو قليلاً.. إلى أن أنشئت هيئة الترفيه، فكانت لها دافعاً لاسترداد نشاطها وتطوير فعالياتها بصورة مرضية إلى حد بعيد في نظر الكثيرين. وإني إذ استسمح هذه الجمعية، وكذلك الأندية الأدبية، وجمعية الكتاب، والجهة المسؤولة في وزارة الثقافة، أن أبدي رأيي المتواضع في توزيع مسؤوليات كل من الثقافة، والأدب، والكتَّاب على نحو ما يلي: أ - تسلخ كلمة (الثقافة) من جمعية الثقافة والفنون، بحيث تنضم (الثقافة) رسمياً إلى الجهة المسؤولة في وزارة الثقافة. ب - تسمى الجمعية (مركز الفن التشكيلي والإبداعي)، على أن ينضم هذا المركز إلى هيئة الترفيه؛ ليصبح مرفقاً من مرافقها التنفيذية. ج - تسلخ كلمة (الثقافة) أيضاً من النادي الأدبي الثقافي. د - تضم جمعية الكتَّاب إلى النوادي الأدبية بدلاً من (الثقافة)، ويسمى (النادي الأدبي) فقط. ذلك أن الكاتب أقرب إلى الأدب منه إلى الثقافة.. فالثقافة أعم وأشمل، لذلك تنضم إلى الشؤون الثقافية بالوزارة. كذلك فإن الصحافة ربما كانت أقرب إلى الأدب منها إلى الثقافة العامة.. ذلك أن الصحافة قامت وأنشئت على أكتاف الأدب، ابتداء، والعكس أيضاً صحيح. هـ - يدقق في تعريف الأديب والكاتب، بحيث لا يشمل التعريف المتخصصين في اللغة العربية من الأكاديميين، ويكفي الأديب إجادته للغة العربية، لا التخصص فيها.. مع ضرورة انطباق شرط الأديب على الشخص المطلوب قبوله في النادي الأدبي. أزمة الصحف الورقية r كيف تقرأ واقع الصحافة الورقية، في ظل طغيان مد الصحافة الإلكترونية؟ - الصحافة السعودية - بل صحافة العالم جميعاً -، واجهت في السنوات الأخيرة - ولا تزال - أزمة مالية خانقة أحدثتها الصحف الإلكترونية، ذلك أن دخل الصحف من الإعلانات والاشتراكات والمبيعات، قد انخفض انخفاضاً مريعاً، لدرجة أن الدخل لم يعد يغطي تكاليف إصدار الصحيفة. أما القراء، فقد انصرف كثير منهم إلى الصحف الإلكترونية، مما اضطرت المؤسسات الصحفية معه إلى تسريح أعداد كبيرة من المحررين والإداريين والفنيين، ومن بقي منهم حرموا من تسلم رواتبهم آخر الشهر، وأجبروا على انتظار ثلاثة شهور إلى ستة شهور، قبل تسلم شيء من استحقاقاتهم. أعانهم الله.. كيف يعيشون هم وأسرهم؟، وإلى متى يصبرون؟. عوضهم الله على صبرهم، وحسن وفائهم. r هل هناك بارقة أمل في أن تتخطى الصحف أزمتها بالتفكير في منافذ توصلها إلى حل يعيد إليها مكانتها وعزها، وتسترد به ألقها ومجدها؟ - لم لا؟!. قد تتحقق بارقة الأمل، برسم خطة تتبناها، من أجل الارتقاء بمستوى ما تنشره لجمهور قرائها.. بالإقدام على ابتكار وسائل تجدد بها دماء موادها وموضوعاتها وتحقيقاتها، بأبوابها وزواياها وصفحاتها. r ما المنافذ التي يمكن للصحافة الورقية أن تطرقها للتوصل إلى حل يزيح عن كواهلها هذه الأزمة (الكارثية).. حتى وإن أسفر الأمر عن حل يؤتي ثماره بصورة تدريجية؟ - يمكن أن يتحقق ذلك من خلال هاتين الطريقتين: 1 - حبذا لو أقدمت الصحف على إطلاق مندوبيها الصحفيين لإعداد حملات صحفية مكثفة إلى مختلف بقاع المملكة؛ ليتعمقوا في سبر أغوار المواطنين والمقيمين. حملات تجسدها جولات صحفية مصورة، ومقابلات ينقلون عبرها هموم الناس وقضاياهم، ويعكسون فيها احتياجاتهم، ويوصلون بها طموحاتهم وآمالهم إلى المسؤولين. 2 - ماذا لو حرص محررو الأخبار على تكريس جهودهم في تحرير الخبر؛ ليكون مطابقاً للأصول الخمسة لنشر الخبر: (ماذا - من - متى - أين - كيف)، خاصة في القصص الإخبارية، وإذا أمكن فليضيفوا (لماذا) بقدر ما تتوافر معلومات عن الخبر، وأن تتوج الصحافة أخبارها بالتحليلات السياسية التي تنقص بعض صحفنا. r وما الدور المنتظر من قيادات التحرير؛ لإنقاذ الصحافة الورقية من أزمتها؟ - أولاً: لتتفتق أذهان رؤساء التحرير، وتشتعل قرائحهم - جنباً إلى جنب – مع مديري عموم المؤسسات الصحفية، وكذلك اتحاد الصحفيين السعوديين (هيئة الصحفيين السعوديين)، لا بد من عقد اجتماع يضمهم جميعاً، بحيث يتفاوضون في إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة، التي أودت بالصحافة الورقية إلى فراش المرض (قبل أن يفتك بها). حل يتوصلون فيه إلى تحقيق صحافة أكثر قوة، وأشد تأثيراً، تجذب إليه قراءها المهاجرين عنها.. صحافة تتعايش وتتكيف مع عصر القرن الواحد والعشرين. ثانياً: يرفع المجتمعون قراراتهم أو توصياتهم إلى معالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة، فهو قمين بأن يلبي الحل الذي يرتضيه المتضررون من الأزمة، وذلك لتفهم معاليه العميق لرسالة الصحافة، ودورها في التأثير على الرأي العام، ولمواقفه العادلة لكل ما يعرقل مسيرة الإعلام على مختلف وسائله، فمعاليه سيكون إزاء أزمة الصحافة الورقية خير داعم، وخير معين للصحافة والصحافيين. ثالثاً: يتفضل معاليه بالرفع إلى خادم الحرمين الشريفين، أو صاحب السمو الملكي ولي العهد؛ ليأمر بالتنفيذ للحل الذي يتوصل إليه مجلس الاجتماع. وحبذا لو بادر الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، بدعوة الجهات الثلاث لهذا الاجتماع، خاصة بعد أن توج صحيفته بمقاله الرائع حول الأزمة الصحفية. r وما الذي تقترحه في هذا الخصوص؟ - يشرفني أن أسهم في هذا السياق مقترحاً أحد الحلول للأزمة، بعودة الصحف الورقية إلى ما كان سائداً فيها في فترة من الفترات السابقة، وذلك بعودة ما كان يسمى بـ (معونة الصحافة)، والمعونة كما طبقت، هي تخصيص مبلغ سنوي من الدولة يدفع لكل صحيفة، نظير نشر كافة الإعلانات الحكومية في الصحف مجاناً، على أن تشكل لجنة من عدة جهات لتقييم كل صحيفة، يحدد بمقتضاها المبلغ الذي يصرف لكل صحيفة على حدة. وكنت قد تشرفت برئاسة تلك اللجنة قبل أن تطلبني جامعة الملك سعود إلى الانضمام إلى قسم الإعلام فيها. وقد سبقني إلى رئاسة تلك اللجنة كل من الأستاذ حسن أشعري، والأستاذ فؤاد عنقاوي، بحكم منصب كل منا «مدير عام المطبوعات»، وقد ظلت تلك المعونة سارية لسنوات بعد انتقالي إلى الجامعة، ثم توقفت ولا أعلم أسباب توقفها. ثم عادت بعد ذلك قيمة الإعلانات إلى عهدها السابق.. تسددها الجهات الحكومية إلى المؤسسات الصحفية، بعد تحقق نشرها في الصحف. إن ما يدعو إلى العجب، أن يتخلى الكثير من القراء، والكثير من أصحاب الإعلانات عن الصحافة الورقية، بعد أن احتلت مكانة مهمة في حياة المجتمع، وكذلك المسؤولون في الدولة، وباتت من ضروريات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي مرجع تاريخي، ومصدر لكثير من البحوث والدراسات، وهي صوت الأمة، وصوت الدولة في آن، فهل نكتم هذا الصوت لحساب الصحافة الإلكترونية؟ r ألا تقوم الصحافة الإلكترونية بذات الدور؟ - لو قورن بين الصحافتين؛ لتأكدنا أن الورقية تتميز بأخبارها الصادقة الموثوق بها، والتي تعتمد فيها على جيش من الكفاءات المتمرسة والمؤهلة من المحررين والمندوبين المتفرغين منهم وغير المتفرغين، فضلاً عن كتابها الذين يطرحون أفكارهم وآراءهم بمسؤولية في الطرح، وجدية في المحتوى. وهكذا ظلت الصحافة الورقية تستهدف مصلحة الوطن المواطن.. تثقف وتوعي وتدعم آفاق التنمية الشاملة، وما يتطلبه جمهور القراء من تطوير، وما تقدمه الدولة من إنجازات يعود نفعها لصالح الوطن والمواطن. أما الصحف الإلكترونية، فإن أبرز ما يلفت النظر في طرحها، كما أرى ويرى كثير من الكتاب، غياب المصداقية و(الموثوقية) في أخبارها ومعلوماتها، وكذلك غياب مصادر أخبارها.. فهي لا تشير في كثير من الأحايين إلى مصدر الخبر الذي تنشره، فضلاً عن أنها لا تتورع عن نشر ما تترفع الصحف الورقية عنه. والإلكترونية لئن صدقت، فهي إنما تمثل رد فعل لما تنشره الورقية، فتستل من الصحف الورقية مجهودها الإخباري و«تستعيش» على تلك الأخبار. وثالثة الأثافي، أنها لا تدقق في كفاءة بعض الصحفيين العاملين لديها، ولا في بعض كتابها، وربما كان هذا البعض من الصحفيين أو الكتاب، لا ينتمون أصلاً إلى مهنة الصحافة، فهم من المتطوعين في هذه المهنة، ولم يتخصصوا أو يمارسوا في العمل الصحفي ابتداءً. فهل يصح بعد هذا، أن نقارن بين الصحافتين؟! r ما حظوظ الصحافة الورقية في البقاء؟ - الصحافة الورقية باقية، وهي كوسيلة إعلامية درجت على تحمل المسؤولية، وتبنت المصداقية، وعنيت بالموضوعية، واحترمت جمهور قرائها. وهي من أجل ذلك باقية في عرشها لا تموت، ولن تموت، فليس كل مريض يموت في مرضه. هي باقية لا تهزها الإلكترونيات ولا تقنيات ولا جوالات.. إنها فقط تنتظر دعماً مالياً ينعشها، ويرد الروح إلى جنباتها من جديد، وذلك بمشيئة الله تعالى. ----------- سيرة ذاتية - ولد عام 1359هـ في مكة المكرمة، وتلقى تعليمه الأولي بها، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الصحافة من كلية الآداب جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الصحافة من جامعة ميتشجان الأمريكية. - بعد تخرجه من الجامعة، عمل مع والده في مجلة قريش، ثم التحق بوزارة الإعلام كعضو في العلاقات العامة، فمديراً لمكتب وكيل وزارة الإعلام، ثم مديراً عاماً للمطبوعات. انتقل بعد ذلك إلى جامعة الملك سعود، ثم أبتعث من الجامعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ لمواصلة دراسته العليا، حيث حصل على الماجستير، وعندما عاد إلى المملكة عين محاضراً في الجامعة لمدة ستة أعوام، انتدب بعدها من الجامعة إلى وزارة التعليم العالي ملحقاً ثقافياً في باكستان لمدة عام 1407 – 1408هـ. رشح بعدها رئيساً لتحرير مجلة اقرأ معاراً من جامعة الملك سعود لمدة عامين، عاد بعدها محاضراً بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. - في رجب 1403 – 1993م عين رئيساً لتحرير صحيفة المدينة حتى قدم استقالته في 15 صفر 1419هـ - 1998م. عاد بعدها محاضراً في الجامعة. - عضو مؤسسة المدينة للصحافة والنشر من شهر محرم 1416هـ. - عضو مؤسسة مكة للصحافة والإعلام. - يكتب المقالة الأدبية والاجتماعية، وله عدة أبحاث ودراسات في الصحافة وقوانينها في الولايات المتحدة الأمريكية. - بدأ كتابة المقال الصحافي بصحيفة عكاظ عندما كان عبدالله خياط رئيساً لتحريرها بدءاً من 1383هـ - 1964م إلى 1388هـ - 1969م، ثم كاتباً في صحيفة المدينة. - عاد لكتابة المقال الصحافي في صحيفة عكاظ في 6/ 11/ 2009م.

مشاركة :