الهدوء في فيرغسون لا يزال بعيد المنال رغم استقالة قائد شرطتها

  • 3/14/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: «الشرق الأوسط» عاد التوتر إلى مدينة فيرغسون الأميركية أمس مع تعرض شرطيين لإطلاق نار خلال مظاهرة احتجاجية على طريقة تعامل الشرطة مع السكان ذوي الأصول الأفريقية. وجاء هذا الحادث غداة استقالة قائد شرطة المدينة وبعد نحو أسبوع على تقرير لوزارة العدل وثق الممارسات العنصرية للشرطة. وقال رئيس شرطة مقاطعة سانت لويس جون بلمار للصحافيين في مكان الحادث أمس، إن شرطيا أصيب في وجهه، والآخر في كتفه في نهاية مظاهرة خارج مركز الشرطة في مدينة فيرغسون التابعة لولاية ميسوري. وأوضح أن «الشرطيين كانا يقفان في المكان حين تعرضا لإطلاق نار لمجرد أنهما من رجال الشرطة»، لافتًا إلى أنهما على قيد الحياة لكن إصابتهما خطيرة. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن شاهد عيان ماركوس رورر، أن الأجواء في المظاهرة كانت متوترة وأنه اعتقد في بادئ الأمر أن إطلاق الرصاص ليس سوى مفرقعات نارية. وتابع «حين رأيت الشرطيين يقعان أرضا، أدركت أن الأمر ازداد سوءا». وبحسب بلمار فإن مصدر إطلاق النار لم يتضح على الفور. إلا أن رورر قال إن إطلاق النار جاء من مسافة خلف مجموعة صغيرة من المتظاهرين، وقال: «من غير المنصف تحميل المتظاهرين المسؤولية». وجاءت حادثة إطلاق النار بعد ساعات على استقالة قائد شرطة فيرغسون توماس جاكسون بعد أسبوع على تقرير لوزارة العدل الأميركية وثق ممارسات عنصرية لشرطة المدينة التي شهدت العام الماضي مقتل الشاب الأسود مايكل براون برصاص شرطي. وجاكسون هو آخر مسؤول في فيرغسون يستقيل من منصبه بعد سبعة أشهر على مظاهرات واسعة شهدتها المدينة احتجاجًا على قتل الشرطي دارن ويلسون للشاب براون، مما أثار أيضا جدلاً واسعًا في البلاد حول العنصرية والأجهزة الأمنية. وكتب جاكسون في رسالة نشرتها صحيفة «سانت لويس بوست ديسباتش» أول من أمس: «أعلن بحزن استقالتي من منصب قائد الشرطة. كان لي شرف وامتياز خدمة هذه المدينة العظيمة وأن أعمل معكم جميعا». وأكدت مدينة فيرغسون في بيان التوصل إلى اتفاق مع قائد الشرطة بشأن استقالته التي تصبح سارية المفعول في 19 مارس (آذار) الحالي على أن يحصل على تعويضات نهاية الخدمة وعلى ضمان صحي لمدة عام. ورحبت عائلة براون باستقالة قائد شرطة فيرغسون الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2010. وكانت العائلة أعلنت أنها سترفع دعوى بحق فيرغسون والشرطي دارن ويلسون. وصرحت وزارة العدل قبل أأسبوع أنه ليس لديها ما يكفي من الأدلة لتوجيه تهم فيدرالية تتعلق بالمساس بالحقوق المدنية لويلسون بشأن مقتل الشاب البالغ من العمر 18 عاما في التاسع من أغسطس (آب) الماضي بعد شجار مع الشرطة في حي سكني هادئ. لكن في المقابل دانت وزارة العدل ممارسات بلدية المدينة والشرطة والمحكمة المحلية العنصرية في التعامل مع غالبية السكان من أصول أفريقية من أجل تحقيق أكبر قدر من عائدات الغرامات. وقال المحامي عن عائلة براون لشبكة «سي إن إن» الإخبارية إن «والد مايكل براون ووالدته يشعران بالارتياح لأنه يجري التحرك بناء على النتائج المقلقة في تقرير وزارة العدل». وجاكسون هو المسؤول الخامس في فيرغسون الذي يقدم استقالته بعد تقرير وزارة العدل. وكان استقال من قبله قاضي المحكمة المحلية في فيرغسون وقائدان في الشرطة، من بينهما المشرف على ويلسون. كما استقال أمس أيضا جون شو مدير الخدمات في المدينة. كذلك طرد كاتب المحكمة من منصبه بسبب رسائل إلكترونية اتسمت بالعنصرية. ولا يزال رئيس بلدية فيرغسون جايمس نولز في منصبه، وقد تعهد بإجراء إصلاحات جذرية في المدينة التي تضم 21 ألفا غالبيتهم من أصول أفريقية. وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، وصف نولز قائد الشرطة المستقيل بأنه «رجل شريف» أدرك أن «الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي بحلول شخص آخر، لذلك قرر المغادرة». واعترف ويلسون بإطلاق النار على براون وقال إن الأخير حاول الاستيلاء على سلاحه. ويصر آخرون على أن براون رفع يديه استسلاما حين أطلق ويلسون النار عليه. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت هيئة محلفين عدم توجيه اتهامات لويلسون بارتكاب جريمة أو بالقتل مما أثار موجة من الاحتجاجات التي اتسمت بالعنف. ووضعت قوات الشرطة في كل أنحاء البلاد تحت الرقابة بعد قتل عدد من المواطنين من أصول أفريقية، من نيويورك، حيث قتل إريك غارنر أثناء عملية اعتقال، إلى ماديسون وويسكونسن، حيث استمرت المظاهرات أول من أمس بعد إطلاق النار يوم الجمعة الماضي على مراهق اعزل. وأكد وزير العدل الأميركي إريك هولدر الجمعة الماضي استعداده لتفكيك شرطة فيرغسون إذا لم تلتزم بالإصلاحات. وقال: «إننا مصممون على استخدام كل الصلاحيات التي بحوزتنا، كل القدرة التي نملكها للتأكد من أن الوضع سيتغير هناك. أقول فعلا كل شيء، من العمل معهم حتى التغيير الكامل للبنية». أما نولز الجمهوري الذي انتخب رئيسا للبلدية قبل أربعة أشهر على مقتل براون، فاستبعد أول من أمس تفكيك شرطة المدينة. وقال إن فيرغسون ستعمد إلى «بحث واسع في كل أنحاء البلاد» لإيجاد قائد شرطة جديد ومدير خدمات، في محاولة لأن تصبح «مثالا للمدينة التي تستطيع المضي قدمًا في مواجهة المحن».

مشاركة :