جائزة «الشارقة للإبداع» تناقش العلاقة بين الرواية والتاريخ

  • 4/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:  «الخليج» اختتمت مساء أمس الأول في القاهرة، فعاليات أعمال الدورة الثانية والعشرين لجائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، بقراءات قصصية وشعرية، يأتي ذلك تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، في تنقل الجائزة خارج دولة الإمارات، تحقيقاً لرؤية سموه في الوصول إلى فائدة أعم وأشمل للأدباء والكتاب العرب لا سيّما الشباب. وشهد المجلس الأعلى للثقافة في العاصمة المصرية القاهرة، ختام أعمال الورشة العلمية للجائزة التي حملت عنوان «الرواية والتاريخ»، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد القصير أمين عام الجائزة، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، وعدد من الأدباء المصريين والعرب، إضافة إلى الفائزين في الدورة الحالية، في ما أدار محاور الورشة الأربعة الدكتور شريف الجيار. تطرق المشاركون وهم: منى الرزقي، وجراح الموسوي، وزهيرة مجراب، وعادل العناز، وسالي عادل، إلى موضوعاتٍ عدة في المحور الأول الذي جاء بعنوان «التعالق النصّي بين الرواية والتاريخ»، حيث عرفت الرزقي التعالق النصّي، بأنه كل ما يجعل النص يرتبط بعلاقة ظاهرة أو ضمنية مع غيره من النصوص، موضحة أن المبدع أو الروائي لا ينطلق من العدم بل يبحث عن مرجعيات ونصوص سبقته ليتفاعل ويتحاور معها. من جهته، تناول الموسوي رواية يوسف زيدان «فردقان» نموذجاً لدراسته، رابطاً بين ثنائية التاريخ والرواية بدورها، قدّمت مجراب ورقة بعنوان «استحضار الروائي للتاريخ وإعادة كتابته»، وتحدثت حول الرواية التاريخية في الأدب العربي، مشيرة إلى جورجي زيدان بوصفه كاتباً متخصصاً في الرواية التاريخية، وأبرزت إلى أنه أعاد كتابة تاريخ الإسلام بإسلوب قصصي، كسر فيه الإطار التاريخي، وظل محافظا على السياق التاريخي، من جانبه، أبرز العنّاز أن النص الروائي يستفيد من حزمة من الخطابات المختلفة التي تغني الإطار الحكائي للإنتاج الروائي، في ختام المحور ركزت القاصة سالي عادل على مسألة الجدل القائم بين المؤرخ بوصفه كاتباً، والروائي التاريخي الذي يستند إلى سلسلة أحداث في منجزه الأدبي، وجاء المحور الثاني بعنوان «التخيل التأويلي للتاريخ في الرواية العربية»، وشارك فيه: أحمد أبو دياب، وسعيدي مصطفى، وشاكر ريكان الغزي، وفيصل حمد، وزينب قاسم.. وقدّم أبو دياب دراسة تحمل عنوان «دراسة في تشكلات التيمة التاريخية في روايتي: كوكو سودان كباشب لسلوى بكر، وكتيبة سوداء لمحمد المنسي قنديل، فيما ذهب مصطفى إلى رواية الموريسكي كنموذج لدراسته وهو نص روائي مترجم للكاتب وقال الغزي «إن الأحداث التاريخية لا يمكن نقلها إلّا من خلال ذاكرة سردية يتحكم في التأويل والتخيّل» وعرّج حمد على الحديث عن مفهوم التخيل التأويلي، وفرّقت قاسم بين الوثيقة التاريخية والرواية. وتضمن المحور الثالث، الحديث عن «آليات التوظيف التاريخي في الرواية العربية» كعنوان رئيسي، وشارك فيه نورس إبراهيم، ومحمد مختاري، وعيسى الصيادي، ومصطفى مطر، وجابر النجادي، درس إبراهيم الآليات والطرق التي استخدمت من قبل الكتّاب في توظيف التاريخ في خدمة الرواية العربية، لكون التاريخ وما ينطوي عليه من أحداث يستخدم عند السرد كحامل لرؤية أخلاقية أو اجتماعية يعاد توظيفها في سياقات تاريخية معينة.. وتأمل مختاري بعض الروايات العربية، مؤشراً على توظيفين مختلفين للتاريخ في الرواية، ينطلقان من رؤيتين متباينتين. بدوره أشار الصيادي إلى أن الرواية التاريخية أكثر أنواع الرواية رقياً، فهي تسمو بموضوعاتها لتحقيق أهداف ذات أهمية بالغة. فيما سعت ورقة النجادي للبحث في آليات التوظيف التاريخي في الرواية العربية، وبدأ بلمحة موجزة عن مراحل توظيف التاريخ عند الكتاب العرب. «تحولات الرواية التاريخية العربية» هو عنوان المحور الرابع الذي شارك فيه علي حسان، وياس السعيدي، وهبة فاروق، وهناء المشرقي. وكان اليوم الأوّل شهد ندوة بعنوان «أهمية جائزة الشارقة للإبداع العربي ودورها في التكوين الثقافي والإبداعي العربي»، أعرب فيها أكاديميون ونقاّد مصريين عن سعادتهم باستضافة مصر للجائزة، نظراً لما تمثله من أهمية بالغة في الساحة الأدبية العربية.

مشاركة :