هل شارف عصر احتكار البيانات على النهاية؟

  • 4/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بن باجارين * لا شك في أن شركات التكنولوجيا الكبرى تريد الحصول على كل معلوماتنا وبياناتنا قبل الجميع، حتى الأشد خصوصية فيها؛ حيث استثمرت أموالاً طائلة في الأبحاث، التي تؤدي إلى الحصول على المعلومات الأولية للنساء الحوامل، استناداً إلى سلوكهن في التسوق، ومن ثم تقوم بتخصيص إعلانات تتناسب مع احتياجاتهن من المنتجات الخاصة بالمواليد الجدد.دائماً تحصل تلك الشركات العملاقة على بياناتنا ومعلوماتنا الخاصة؛ استناداً إلى ما نقدمه نحن من معلومات على المواقع الإلكترونية، وعن طريق قائمة الأصدقاء المضافين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحليل الروابط الكثيرة لمواقعنا وحساباتنا؛ لتحديد الخصائص الشخصية، وبالتالي إعداد إعلانات مخصصة تتناسب مع الشخصية التي تم تحليلها أو توقع أحداث مهمة ستحدث في حياة الشخص المستهدف.ويرى الكثير من الناس أن تلك الأنشطة التي تقوم بها الشركات تعد انتهاكاً كبيراً للخصوصية الشخصية؛ حيث تقوم بجمع البيانات الخاصة بمستخدمي خدماتها، واستخدامها في العديد من الأغراض التي تخص علاقاتنا الشخصية وتاريخنا الطبي، واستغلال تلك البيانات في سبيل تحقيق أغراض تجارية. وإضافة إلى ذلك، تقوم بعض المواقع الأخرى مثل فيسبوك وغيرها بتجميع المعلومات الخاصة بميولنا السياسي، بما يضمن إحداث تشققات كبيرة في المجتمعات، استناداً إلى الصفحات التي يقوم الفرد بمتابعتها أو الإعجاب بها، وهو ما يقودها إلى توجيه المستخدمين ضمنياً إلى المزيد من الصفحات السياسية التي تتوافق مع استراتيجياتها الغامضة.أوروبا تنبهت مؤخراً لتلك المشكلة، وقررت فرض قوانين خاصة تنظم هذه الأنشطة، والتي تضمن أولاً موافقة المستخدم على استخدام بياناته الشخصية الخاصة في أنشطة أخرى، والحق أيضاً في رفض استغلالها، وهو القانون الذي واجه حملة شرسة جداً من قطاع الإعلانات الرقمية في أوروبا، والذين قالوا إن مثل تلك القوانين ستقلل العائدات التي تتلقاها وسائل الإعلام الرقمية، وأشار خبراء إلى أنه سيتوجب على المواقع الإلكترونية توفير محتوى أكثر قيمة؛ لتشجيع المستخدمين على السماح لهم باستخدام بياناتهم الخاصة ضمن أطر محددة.ولكن مصالح شركات ومنصات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة تتكامل مع بعضها؛ حيث يمكن لشركة تمتلك المعلومات السماح لجهات أخرى باستخدامها وتخصيص إعلاناتهم وتوجيهها إلى شريحة معينة من المستخدمين استناداً إلى التحليلات الفردية التي تقوم بها شركات متخصصة. يجب على أمريكا اتخاذ وتبني قوانين مشابهة تحمي البيانات الشخصية للمستخدمين من الاستغلال بواسطة تلك الشركات وتنظيمها بطريقة فاعلة مثلما تعتزم أوروبا القيام بذلك. * تك أوبنيان

مشاركة :